أحمد المغلوث
قبل أيام وصلني عبر الإيميل استبيان من وزارة « ثقافتنا «الموقرة والوثابة التي حول» متحف البحر الأحمر.» والذي أعلنت وزارة الثقافة عن افتاحه أواخر العام 2022 م في مبنى «البنط» بجده التاريخية متضمنا العديد من المعروضات والمخطوطات. إلخ. والحق أنني سعدت سعادة كبيرة بهذا الاهتمام الكبير من قبل وزارتنا التي راحت تهتم وفي عهد وزيرها الهمام صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله الفرحان آل سعود.هذا الأمير الشاب المتدفق حيوية ونشاطا والذي جعل من وزارته تسير في الاتجاه الصحيح في مختلف المجالات لتواكب بفاعلية «رؤية « المملكة ولاشك أن العديد من دول العالم ومنذ أواخر القرن السابع عشر بدأت بعض الدول في إنشاء المتاحف الوطنية في عواصمها تخليدا واهتماما بتاريخها وحضارتها وما تركه الأجداد في أوطانهم. وكما يقال من ليس له ماض ليس له حاضر. ومن هنا باتت المتاحف الوطنية وعلى اختلاف أشكالها وأنواعها أكانت متاحف حكومية أوخاصة تعنى بتوثيق وعرض المقتنيات والآثار والتحف وكل ماله علاقة بالماضي حتى لوكان مخطوطة سيئة لكنها تعتبر إطلالة على إبداع أحدهم في مجاله أكان كتابة أم رسمة أوحتى زخرفة. لكنها لدي خبراء المتاحف والمتخصصين في مجال التاريخ والآثار والإبداع تعني الشيء الكثير. فقطعة عملة ما عثر عليها تحت أطنان من التراب. بعد دراسة ما هو مكتوب عليها من كتابة أو نقش أو حتى علامة تاريخية تقودنا إلى معرفة تاريخ وحضارة هذا البلد أوذاك.. والمتاحف أكانت ذات طابع شمولي بداخلها كل ماله علاقة بحضارة وثقافة الوطن أم كانت ذات طابع خاص تجسد نشاطا محدودا بمحيط المنطقة التي وجد فيها المتحف. حيث يكرس لكل ماله علاقة بهذا المحيط أو المكان.. كما هو الحال في «متحف البحر الأحمر» الذي سوف يجمع جوانب مختلفة من تاريخ جده وعلاقتها بالبحر كميناء تاريخي اشتهر ومنذ القدم بعلاقته بالدول المطلة على البحر الأحمر وبالتالي كان هناك نشاط تجاري واجتماعي وديني بين ميناء جدة وكل من وصل إليه في موسم الحج والعمرة أو من أجل التجارة.. ومن هنا سوف يكون لهذا « المتحف «القادم حلقة وصل بين محتوياته وفعالياته ونشاطاته ومعروضاته وبين زواره الذين سوف يشكلون حلقة وصل بينه وبين أراد مجتمعاتهم حيث سوف يساهمون في نقل صور ومعلومات عما شاهدوه داخل المتحف من فعاليات ونشاطات ومعروضات.. ومن هنا تأتي أهمية هذا المتحف وغيره من المتاحف الأخرى في وطننا الحبيب. وإذعلمنا بأن المتاحف هي الذاكرة الحية والدائمة الإشراق بالمعلومات والتاريخ فيجدر بنا أن نشير إلى أن عدد المتاحف في العالم وصل إلى مايقرب من 55 متحفا..وهذا يعكس كم هي هامة المتاحف في حياة المجتمعات وفي عملية جذب السياح والزوار لكل دولة فهناك عشرات الملايين الذين يترددون على متاحف شهيرة في أوربا وأمريكا وآسيا. بل تعتمد بعض الدول في اقتصادها على وجود المتاحف في مدنها أكانت عامة أو خاصة.. ومن المتوقع أن يكون متحف البحر الأحمر نافذة جلية على عالم واسع لكل ماله علاقة بالبحر مما يضاعف من جوانب المعرفة لعالم البحار ومايشتمل عليه من حيوانات بحرية لاتعد ولاتحصى أبدعها الخالق عزوجل، وكم هو جميل أن يشاهد الزائر لهذا المتحف مابداخله من كنوز تثري المشاهدة. فعالم الأسماك مثير للدهشة. وما أبدعه إنسان البحر الأحمر من تراث بحري واجتماعي زاخر بالتنوع مما يجعلنا أكثر تفاؤلا بأن المتحف سوف يكون نافذة مشرقة بالمعرفة والثقافة والإثارة والمتعة.. شكرا وزارة الثقافه. شكرا وطني..