الأحواز إقليم عربي يقع في أقصى شمال الخليج العربي فيما بين الجنوب الغربي للجمهورية العراقية والجنوب الغربي من إيران، يحده من الشرق جبال البختيارية ومن الغرب الجمهورية العراقية ومن الجنوب سواحل الخليج العربي. عُرف الإقليم بمسميات عدة أبرزها: عربستان، خوزستان، الأهواز، ولكن الأصح والأرجح هو اسم الأحواز، فهو الاسم الذي أطلقه العرب منذ القدم على هذه المنطقة. بينما عربستان وخوزستان هي تسميات فارسية أطلقها الفرس نسبة إلى سكانه من العرب أو قبائل الخوز الذين كانوا في شمال الأحواز. أما مسمى الأهواز فهو اللفظ الفارسي للأحواز وذلك لعجمة لسانهم فهم لا ينطقون حرف الحاء ويبدلونه إلى حرف الهاء.
دخل الفتح الإسلامي للأحواز بعد انتصار العرب على الفرس في معركة القادسية سنة 15هـ، ومنذ ذلك التاريخ تعاقب على حكمه قبائل عربية هاجرت من شبه الجزيرة العربية إلى العراق. وأقامت هناك إمارات عربية عريقة لعل أهمها إمارة المشعشعين والإمارة الكعبية التي اتخذت من مدينة القبان عاصمة لها مشكلة كياناً سياسياً لعب دوراً مميزًا في تاريخ الخليج العربي منذ القرن الحادي عشر الهجري/ أواخر القرن السابع عشر الميلادي. وكان بنو كعب آخر الحكام العرب للأحواز، قبل أن يحتل الفرس الإقليم ويضموه إلى إيران.
إن الحديث عن الأحواز يعد أمرًا مهمًا باعتباره من أقل المواضيع التي يتناولها الباحثون والمؤرخون بالبحث والدراسة ومن أبعد ما يطرح إعلامياً على الساحة السياسة. وقبل ذلك فهو جزء من الكيان العربي الذي يتعرض أهله لأبشع الممارسات العنصرية والجرائم الإنسانية على مستوى العالم. ويعد البحث في هذا الموضوع جزءًا من مواجهة إيران إعلاميًا وإثارة قضية تعدها داخلية وضمن سيادتها. فالأحواز بالنسبة لإيران الشريان الذي تتغذى عليه والكنز الذي تقف عليه اقتصادياً حيث الموقع الإستراتيجي ومنابع النفط والغاز والأراضي الزراعية الخصبة التي تعتمد على أحد أكبر أنهار المنطقة وهو نهر كارون. يقول الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي (إيران باخوزستان زنده است) أي (إيران تحيا بخوزستان) كما يطلقون عليها. كل هذه الأسباب جعلت إيران تتمسك بالأحواز رغم الأدلة والشواهد التاريخية والجغرافية والحضارية التي تثبت العكس وأن هذه المنطقة لا تنتمي بأي صلة لإيران.
كان الشيخ خزعل بن جابر بن مردوا الكعبي آخر أمير عربي على الأحواز، وحكمه حكمًا ذاتيً ومستقلاً في أموره الداخلية. رغم تدخل الإنجليز والفرس كثيراً في شؤون الإمارة وخاصة فيما يتعلق بالتجارة والنفط والعلاقة مع الدولة العثمانية. وقد عمل الإنجليز على أن يكون ولاء الشيخ خزعل وتبعيته للفرس، فمنطقة تابعة للفرس أسهل وأنفع في المصالح الإستراتيجية من منطقة تابعة للدولة العثمانية.
في بلاد فارس ظهرت شخصية قوية ذات سلطة وبطش داخل فارس وخارجها خاصة مع رؤوساء العشائر القوية والقوميات غير الفارسية مثل قبائل «القشقائية والبختيارية واللرية والكردية والبلوشية» ورأت بريطانيا أن صاحب هذه الشخصية هو الذي يستحق الدعم والتأييد لتقوية مركزه ومكانته بما تقتضيه مصالحها السياسية وأهمها تشكيل قوة مركزية في طهران للتصدي للزحف الشيوعي الروسي في المنطقة. رجل بريطانيا المنشود هذا هو الشاه رضا خان الذي عملت على كسب وده وتوطيد علاقتها به على حساب حاكم الأحواز الشيخ خزعل الكعبي الذي جعلته كبش فداء في سبيل نجاح هذه العلاقة وشد أواصرها.
كان رضا خان يعد الشيخ خزعل عدوًا يحول دون تحقيق آماله وطموحاته للتوسع والاستيلاء على منطقة الأحواز الغنية بالنفط بما أنه الأجدر بهذه الثروة التي من شأنها تقوية دولته اقتصادياً وسياسياً وإستراتيجيًا. ولتحقيق هذه الغاية سعى جاهدًا لتصفية الشيخ خزعل وقام بافتعال المشكلات وتلفيق التهم له بأنه عدو للحكومة الفارسية ويعمل ضدها وعليه الحضور إلى طهران لبيان حسن نياته وتسوية الأمور الشائكة بينهما. أدرك الشيخ خزعل بأن هذه الدعوة ما هي إلا مؤامرة لسجنه في طهران وبالتالي يسهل على رضا خان الاستيلاء على إمارته. لم ينتظر الشاه طويلًا فقدم هو بنفسه إلى الأحواز وحل ضيفًا على الشيخ الذي أكرم ضيافته، وقبل أن يعود إلى طهران أقر بالأحواز ثكنات عسكرية تمهيداً لاحتلالها.
وضع الأحواز تحت الحماية العراقية
في أواخر عام 1924م أي قبل عام من احتلال الفرس للأحواز طلب الشيخ خزعل مساعدته على تشكيل جيش عربي يكون تنظيمه على أيدي ضباط عراقيين ينتخبون من الضباط الأكفاء المقربين من الملك فيصل ومن الذين اشتركوا في الثورة العربية عام 1916م، للاعتقاد بأن هؤلاء الضباط يتميزون بالانضباط والإخلاص ويمكن الاعتماد عليهم في حفظ سرية الخطة والتدريب، وفي المقابل يقدم الشيخ خزعل لهذا الجيش ولضباطه وجنوده جميع الأموال والرواتب والأسلحة والمدافع اللازمة. وقد أكد الشيخ أن تكون جميع هذه المفاوضات والمعلومات شفهية ولا تدون منها كلمة واحدة حتى لا يتم سرقة الوثائق في حال تدوينها أو تسريب معلوماتها. استحسن الملك فيصل هذه الفكرة وقام بوضع شروط خاصة لإتمام الأمر.
أولًا: أن يعلن الشيخ خزعل استقلاله عن حكومة إيران وأن يلتحق بالعراق بتنظيماته الإدارية والعسكرية، ويكون الأمر جميعه تحت إشرافه وسلطته ولا يحق لحكومة العراق التدخل في شؤونه الداخلية.
ثانيًا: يتعهد الملك فيصل بمساعدة الشيخ خزعل عسكريًا إذا وقع اعتداء عليه.
ثالثًا: يرجئ النظر في بقية الأمور فيما بعد ضمن بروتوكول خاص.
يبدو أن الملك فيصل قبل المشروع من حيث المبدأ والشكل والشروط التي وضعها بنفسه، ولكنه سرعان ما تراجع عن تنفيذه مقدرًا خطورة تلك الخطوة على مستقبل الدولة العراقية التي لا زالت ناشئة تحت الانتداب البريطاني المسيطر على مقدرات المنطقة. لهذه الأسباب أو لغيرها فإن الملك فيصل تراجع عن موقفه المؤيد لفكرة الحماية العراقية للأحواز، وقرر تأجيل المفاوضات المتعلقة بتلك القضية إلى ما بعد لقائه بالمندوب السامي البريطاني في بغداد.
أسر الشيخ ونقله إلى طهران
بعد فشل محاولة وضع الأحواز تحت الحماية العراقية، استنجد الشيخ بالإنجليز فطلبوا منه أن لا يواجه رضا خان ولا يطلق رصاصة واحدة تجاه جيشه، وأن يثق بهم لأنهم سيحافظون على أملاكه وحياته ومركزه وغيرها من الوعود المكذوبة. دخل الجيش الإيراني إلى الأحواز وأمهد الطريق أمام رضا خان ليدخل دون أي مقاومة من جيش الشيخ خزعل، دخل بصفته رئيسًا للوزراء وقائد القوات الإيرانية وتوجه إلى بلدة الناصرية وتلقاه الإيرانيون الموجودون هناك بحفاوة واحترام وهم يهتفون له «زند باده..» أي فليعش رضا خان.
وبعد أن أدرك الشيخ خزعل أن لا جدوى من الاستنجاد بالإنجليز. خرج إلى البصرة ليرى ما ستؤول إليه الأمور بعد ذلك. في خضم هذه الظروف وصلت إلى الشيخ خزعل برقية من رضا خان وفيها وعود مطمئنة بأن يبقى الشيخ في منصبه ولا يحق للحكومة الفارسية التدخل في شؤون إمارته، وأما الإدارة المحلية والأمور العسكرية فتكون تحت إمرة القائد حاكم «خوزستان» الجنرال فضل الله زاهدي. العجيب في الأمر أن هذا الجنرال هو الذي قام بتزوير هذه البرقية في محاولة منه لخداع الشيخ. كما أنه سيلعب دورًا بارزًا في القبض عليه كما سيأتي لاحقًا.
اجتمع الشيخ خزعل مع شخصيات مقربة منه لمناقشة ما جاء في البرقية ومنهم الشيخ صالح باش أعيان -أحد الشخصيات المهمة في العراق- الذي رفض عودة الشيخ إلى الأحواز مدركًا بأنها خطة للقضاء عليه. واقترح عليه ثلاثة أمور لحل هذه القضية أولًا: البقاء في البصرة في قصره بالرباط ويعتبر لاجئاً لدى الحكومة العراقية.
ثانيًا: أن يسافر إلى أوروبا ويبقى بعيدًا حتى تستقر الأمور دون أن يحدث له مكروه. أما الأمر الثالث أن يسلم نفسه إلى رضا خان وتحل الخلافات بينهما بصورة سلمية وسوف يقدر رضا خان موقفه هذا ويزول كل ما وقع في نفسه من مخاوف وسوء تفاهم بينهما.
استقر رأي الشيخ على العودة إلى الأحواز بناءً على نصيحة وزيرة الحاج محمد علي بهبهاني- من أصل فارسي- الذي كان متواطئًا مع الجنرال زاهدي. سافر الشيخ على ظهر يخته الخاص إلى الفيلية في تلك الليلة نفسها. وفي اليوم التالي اقترح عليه وزيره البهبهاني أن يقيم حفلة ساهرة على يخته «آي في» تكريمًا للجنرال زاهدي الذي ادعى تلقيه أوامر بالانسحاب من الأحواز. وقد أيد المعتمد البريطاني هذه الفكرة وأكد أن الجنرال زاهدي يرغب كذلك في توديع الشيخ خزعل خلال هذه السهرة. وبالفعل وثق الشيخ بكلام المعتمد البريطاني وبرأي وزيره ومشورته وحضر بمعية أبنائه إلى الحفل. كان اليخت محاطًا بزوارق بحرية على متنها جنود فرس كانوا على أتم الاستعداد للهجوم على اليخت حال تلقيهم أمرًا بذلك. وفي ساعة الصفر اقتحموا اليخت وقبضوا على الشيخ خزعل وابنه عبد الحميد واقتادوهما وسط حراسة مشددة إلى طهران. وادعى رضا خان بأن الشيخ قدم إلى طهران لغرض الزيارة ولا اعتبارات سياسية لذلك. ومن المصادفات العجيبة التي يعيد أحداثها التاريخ هي خيانة الوزير الحاج محمد علي بهبهاني الذي مثل دور ابن العلقمي مع الخليفة العباسي المستعصم بالله والذي كانت على يده سقوط الدولة العباسية في بغداد.
بعد أسر الشيخ ونقله إلى طهران رحل معظم أفراد أسرته إلى البصرة حيث كانت لهم أملاك كثيرة من منازل وقصور وبساتين وأسواق بل إن نصف مدينة البصرة في المنطقة المحاذية للمحمرة على شط العرب كانت ملكًا للشيخ، وهذه الأراضي كان أغلبها مزارع نخيل وتدر عوائد مالية كبيرة كافية لمتطلبات أسرة الشيخ مدى الحياة.
ظل الشيخ خزعل تحت الإقامة الجبرية في أحد المنازل في طهران ولم يسمح له بالمغادرة منه حتى لغرض المعالجة الطبية التي كان يحتاج إليها لاسيما المرض الذي أصاب عينيه حتى فقد البصر في إحداهما وضعف النظر في الأخرى.
استحوذ الشاه رضا على ممتلكات الشيخ في الأحواز من قصور وأراضٍ ودور وبساتين إضافة إلى أسهم شركة النفط والأسلحة والأثاث الذي كان في قصره بالمحمرة. وكانت له خطة للاستيلاء على أملاكه التي في العراق حيث عمل على استنزاف ثروته وإجباره على دفع غرامات مالية كبيرة تقدر بملايين التومانات الإيرانية كلما حدثت ثورة في الأحواز. لم يكن الشيخ قادرًا على التصرف بأمواله وهو في طهران لذلك فقد كان مرغمًا لتكليف وكيله المحامي محمد خان بهادر ببيع بعض أملاكه ودفع ما يطلبه رضاه شاه منه.
ضاق الحال بالشيخ خزعل وطلب من وكيله تحصيل الأموال الطائلة التي استدانها منه تجار الكويت وبعض الأعيان سابقاً وفق سندات موثقة. إلا أن الشيخ أحمد الصباح تردد في إعادة هذه الأموال حتى لا يعد موقفه من قبيل مساعدة الشيخ وتقويته ويجعله في موقف محرج مع الحكومة البريطانية، لذلك أرسل بعض الأشخاص إلى طهران لمقابلة الشيخ وبطبيعة الحال رفضت السلطات الإيرانية لقاءهم بالشيخ وبذلك تنصل الشيخ أحمد من هذه المديونيات.
خطة الملك فيصل لإنقاذ الشيخ
أثارت مسألة أسر الشيخ واحتلال إمارته حفيظة الملك فيصل والعراقيين على حد سواء إذ اعتبروا هذا الإجراء عدوانًا فارسيًا على العرب واحتلال لأراضيهم. وطالب الشعب العراقي اتخاذ أي وسيلة من شأنها عودة الشيخ خزعل وخروج الاحتلال الفارسي من الأحواز. كان الملك فيصل مؤيداً لهذا التوجه ربما لأنه شعر بمدى الظلم الذي لحق بالعرب في الأحواز من جراء تسلط الإيرانيين عليهم وربما لضغط الشعب العراقي المطالب بتدخل الحكومة العراقية وربما كان رد لمعروف الشيخ عندما انسحب عن ترشيح نفسه عن عرش العراق لصالح الملك فيصل. وأيًا ما كان السبب فقد رأى أن من واجبه مساندة الشيخ خزعل في محنته وتخليصه من الأسر.
اجتمع الملك فيصل مع عدد من الوزراء والمسؤولين في قصره لبحث فكرة إنقاذ الشيخ خزعل، تقتضي هذه الفكرة القيام بعملية عسكرية سرية ينفذها ضباط من سلاح الجو الملكي العراقي باختراق الأجواء الإيرانية والهبوط في الساحة المحيطة بالمنزل الذي يحتجز فيه الشيخ خزعل في طهران ونقله بالطائرة إلى العراق. وقد وافق الجميع على هذه الخطة وأكد الملك فيصل على سرية هذا الاجتماع وما نتج عنه. بعد ساعات من انقضاء الاجتماع أمر الملك فيصل بصرف النظر عن هذه الخطة كلية. وكان لتدخل الحكومة البريطانية بلا شك دور في ذلك بعد تسرب تفاصيل الاجتماع إليها. حيث أبلغته برفضها لهذه الخطة وحذرته من مغبة تنفيذها. وبذلك فشلت خطة اختطاف الشيخ قبل البدء بعملها.
وفاة الشخ في طهران
أمضى الشيخ خزعل إحدى عشرة سنة أسيرًا في طهران إلى أن تم اغتياله عن عمر ناهز السبعين عاماً. ومع اتفاق معظم الروايات بأنه مات مقتولاً إلا أن الاختلاف يكمن في الكيفية التي جرى فيها اغتياله فقيل أنه مات على يد طبيب زاره أواخر أيامه وحقنه بإبرة سامة. في حين أن أفراد من قبيلة بني طرف الذين كانوا على عداء سابق مع الشيخ قالوا إنهم شاركوا في قتله حيث وضعوا الوسادة على وجهه ثم خنقوه ومات. غير أن الحقيقة التي ظهرت فيما بعد في الصحف الإيرانية وهي اعتراف عدد من الضباط الإيرانيين باغتيال الشيخ خنقًا بأمر وإيعاز من الشاه رضا خان بهلوي. وبعد الحرب العالمية الثانية تنازل الشاه رضا عن منصبه وتمت محاكمة هؤلاء الضباط وسجنوا وبعد فترة لقوا حتفهم بطريقة غامضة.
لم يعد الشيخ يملك مبلغ يكفي على أقل الأحوال بتكاليف تكفينه ودفنه، ما دفع حفيده الشيخ راشد بن خلف الكعبي وهو أحد القائمين على خدمته أثناء سجنه لبيع ساعته لتغطية هذه التكاليف. دفن الشيخ في طهران مدة ستة عشر عاماً إلى أن توسط صديقه المخلص الشيخ عبد الكريم الجزائري وهو من أعيان مدينة النجف بالعراق لدى الحكومة العراقية وعلماء إيران لنقل رفاة الشيخ إلى مقبرة الأسرة في مدينة النجف العراقية. يعلق جان جاك بيري على وفاة الشيخ بقوله (مات الشيخ خزعل في طهران محرومًا من كل حقوقه كأمير مستقل.....).
لم يبق للشيخ بعد وفاته أملاك في الأحواز فجميعها عدت من أملاك الشاهنشاه الجديدة، أما ما كان له في الكويت من بساتين وعقارات وأموال منقولة وأسلحة فقد بيعت بالكامل تحت ضغط الحكومة الكويتية للورثة ورغبتها عدم الإبقاء لأي ممتلكات لأسرة الشيخ خزعل في الكويت بما فيها قصره في مدينة دسمان.
وفيما يختص بأملاك الشيخ في البصرة من بساتين النخيل والعقارات وأملاك أخرى فهي أيضاً بيعت بالكامل على يد بعض الخدم الذين كانوا لدى الأسرة الخزعلية. أما قصره في منطقة «صبخة العرب» في البصرة فقد كان يسكنه حفيده الشيخ حسين بن خلف الشيخ خزعل فقد تم إعماره في زمن الرئيس الراحل صدام حسين، باعتباره تحفة تاريخية ترمز للأحواز. وقد تم تخريبه وطمس معالمه بعد الاحتلال الأمريكي للعراق، ولا يستبعد قيام الحرس الثوري الإيراني بذلك.
زوجات الشيخ وأولاده
كان الشيخ مزواجًا وغالب زيجاته تكون من أجل مصالح سياسية، إذ كان يتزوج من بنات القبائل التي كان يخشى من أن تثور عليه. يقول الريحاني (إذا ناوأه أحد مشايخ القبائل وهم بالخروج عليه وكانت له بنت صالحة يزوره ويشرفه بالمصاهرة فتخمد في الحال جذوة التمرد والعصيان)، وفي موضع آخر يقول (كان لا يروعه تعدد النساء). كانت ابنة عمه شمس التي تلقب بأم علوان أولى زوجاته، كما أنه تزوج بابنة أخ الأمير عين الدولة وابنة نظام السلطنة حاكم لورستان، بينما كانت آخر زوجاته آذرية تدعى بتول وهي والدة أصغر أبنائه «نظام الدين».
أما أولاده فمن كثرتهم لا يعرفهم، مما يضطره أن يسأل من يراه منهم من هي أمك يا وليد؟ وذكر الريحاني بأنهم 14 ولدًا و18 بنتًا، وجاء بعض أبنائه من زواج المتعة أي زواج محدد سلفًا والأبناء المنحدرون من هذا الزواج لا يحرمون من أي حق على الإطلاق. كان أصغر أولاده هو «نظام الدين» الذي كان يقيم في طهران، ويعد من أشهر المهندسين في الشرق الأوسط، وفي عام 1979م هاجر إلى بريطانيا وأخذ الجنسية البريطانية وتوفي هناك.
** **
د. سامية سليمان الجابري - أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة حائل
s.s.jabry30@gmail.com