كتب - عبدالإله القاسم:
ثنيَّان.. اسمٌ مجرد ورمز اجتماعي معروف لا يشاركه ولا يشبهه أحد، مُعاصر عُمِّر طوال حياته على الوصل والصلة والنزاهة والأمانة، فالشيخ ثنيان وجه ووجيه وواجهة بعلاقاته الواسعة مع كل طبقات المجتمع، إن أردت ان تسميه رجل دولة أو رجل أعمال أو رجل مجتمع فهو كل ذلك. أحبه الملوك والأمراء والمشايخ لصدقه ونزاهته وقوة شخصيته دون تكلف.
عُمِّرَ أبوفهد رحمه الله سنيناً طويلة، حيث سبر بمراحل حياته ذاكرة الرياض وارتبطت مخيلته بشواهد العصر وتحولات السنين، حتى أصبح أحد المراجع التاريخية لمراحل التأسيس.
يضع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الشيخ ثنيان ضمن أولوياته في الزيارات الخاصة واللقاءات والمناسبات الاجتماعية، كما هو الحال في آخر زيارة خاصة قام بها -حفظه الله- لمنزل أسرة الشيخ ثنيان في 15-05-1437هـ للاطمئنان على صحته. وقد أعقبها بالطبع عدد من الاتصالات والمتابعة التي تعبر عن مدى المحبة والوفاء له وأريحية العلاقة الصادقة.
في يوم الأربعاء 14 ذي الحجة 1427هـ فُجع الفقيد الشيخ الثنيان والمجتمع برحيل نجله الخلوق الشاب عبدالعزيز رحمه الله، إثر حادث مروري أليم، فكان لتلك الفاجعة مواقف كثيرة وكبيرة برز خلالها أبلغ الأثر والتعاطف الذي سطره المجتمع بقيادته ومواطنيه مع أسرته وأهله لتجاوز تلك الفاجعة.
فقيدنا اليوم الشيخ ثنيان بن فهد الثنيان «الحوشان» عصامي من الرعيل الأول، حيث عمل الشيخ ثنيّان مع أخويه عبدالله ومحمد على تأسيس بضعة مصانع وشركات، منها الجبس التي تأسست في العام 1370هـ، والكهرباء والغاز حيث كان أول رئيس مجلس إدارة لغازكو قبل 58 عاماً، ومطابع الرياض، وغيرها، فهو رجل استثنائي يحتاج إلى سطور طويلة لاستعراض سيرته النادرة والتي لم تكتب بعد!، فقد كتب عنه عبدالرحمن أبا الخيل مقالةً في صحيفة الجزيرة 28-5-1440هـ تحت عنوان (عميد التجار وشاهد العصر)، ذاكراً بأن الشيخ ثنيان قد ولد في النصف الأول من القرن الهجري المنصرم، وتعلم في الكتاتيب، وهو يرتبط بعلاقة نسب مع سماحة الشيخ الفقيه عبدالله بن محمد بن حميد، حيث إن أخوالهما من أسرة البكر، وقد كان الوزير الأمين لصاحبة السمو الأميرة حصة الأحمد السديري وأبنائها، يقول صاحب السمو الملكي الأمير نايف: من أكثر من تعاملت معهم نزاهة وأمانة ثنيان الفهد.
والشيخ ثنيان له جهود في كل الأشياء التي عمل بها وعلاقات واسعة مع كل طبقات المجتمع، شارك في تأسيس شركة الكهرباء والغاز، وأدار شركة الجبس أحسن إدارة، وللشيخ ثنيان مشاركة في خدمة المجتمع، حيث شارك بفعالية في مكافحة السوسة الحمراء عبر كتابة المقالات عنها ومخاطبة أصحاب الشأن، أما أعماله الخيرية فحدث ولا حرج، حيث شارك في بناء عدد من المساجد.
ولقد رزق الشيخ ثنيان بولد هو فهد خير من ألف ولد حيث برز بين الأقران؛ حيث إنه ثروة بما يملك من أخلاق وكما قيل الابن سر أبيه، حيث إن هذا الابن شديد الملازمة لأبيه فهو يتولى أكثر أموره، أسأل الله له التوفيق، ومن هذه حاله يبشر بالخير بالدنيا والآخرة ونسأل الله أن يرحم من مات وهو في زهرة الشباب عبدالعزيز بن ثنيان الفهد الثنيان، ونرجو من دارة الملك عبدالعزيز توثيق التاريخ الذي يملكه ثنيان عن نشأة أبناء الملك عبدالعزيز والأميرة حصة السديري وعن بيوت آل الشيخ وكبار أهل الرياض، وفي الأخير أعتقد من الواجب على الشركات التي شارك في تأسيسها الشيخ ثنيان أن تكرمه التكريم الذي يستحق، وأعتقد أن على الغرفة التجارية أن تكرم ابنه فهد لما بذل معهم من جهود.
وقد سبقه د.عبدالرحمن الشبيلي بمقال في صحيفة الشرق الأوسط عن الشيخ ثنيان تحت عنوان (ذاكرة الرياض وتحولات السنين) وملخصه: كان البحث في يوم مضى لغرض توثيقي، عمّن تستعيد ذاكرته مساكن بعض رموز الأسرة المالكة قبل بناء منازل حي «المربّع» في أواخر الثلاثينات، وأماكن إقامتهم المحيطة بقصرَي الحُكم والمَصمك مما يلي شارعي الثميري ودخنة وميدان الصفاة، وكتاتيبهم ودور الضيافة «خريمس وثليم» والدواوين، وحدود الرياض ودراويزها وأسواقها، فقيل: تجدها اليوم عند أبي فهد الثنيّان «الحوشان»، وهو الوجيه ذو الديوانيّة المسائيّة المفتوحة، والمكتبة العامرة، والمحيّا والبِشْر الرّحْبَين.
والشيخ ثنيّان عاش وثيق الصِلة بالشؤون الأسريّة للأميرة حصة بنت أحمد السديري، وأبنائها الملك فهد وأشقائه الستّة (بمن فيهم الملك سلمان) وشقيقاتهم الأربع، وأخيهم من الأم عبد الله ابن عمّهم محمد بن عبدالرحمن، ويُعدّ ثنيّان أحد مصادر المعلومات عن نشأتهم جميعاً، وبخاصة الأمير نايف، وأماكن ولادتهم ودراستهم ومناقبهم وبرنامج حياتهم اليوميّة ومحيطهم ومرافقيهم.