عمر إبراهيم الرشيد
أخذت أبنائي الصغار خلال الأسبوع الماضي إلى صالون حلاقة لتخفيف ما تراكم من شعر على رؤوسهم الصغيرة في هذا القيظ اللاهب، وعندما دخلت بهم فاجأني الشاب المسؤول عن استقبال الزبائن بالرفض؛ لأن الحلاقة فقط للذين يحجزون عن طريق الشبكة! وكنت قد كتبت هنا مراراً عن قضية التعامل عن طريق الانترنت والحجوزات للحصول على الخدمات، وحذرت من سريان العدوى حتى للقطاع التجاري، وهو ما حصل معي في هذا الموقف.
ومع شديد الأسف، إن الحس الاجتماعي بل وحتى التجاري والمهني يقل عكسياً كلما اكتسب مشروع تجاري سمعة جماهيرية وتجارية كبيرة، وكأن القائمين عليه يقولون للزبون أو العميل (عاجبك والا الباب) لأننا مكتفون بما لدينا. فهل يعقل أن يرد زبون في صالون حلاقة بسبب عدم حجز موعد عن طريق الانترنت، برغم أن هذا الزبون أتى للمحل بنفسه وتجشم رعونة شوارع المدينة ويرغب في الحصول على الخدمة وليس بالمجان طبعاً؟!
وليس هو الصالون الوحيد في العاصمة!، فهل هي تقليعة وتمظهر أمام الزبائن واستعراض لجلب انتباه الناس لمدى (تحضر) وتقدم أصحاب الصالونات؟!.. وهل التقنية ووسائلها من تطبيقات وبرامج صممت لتسهيل الحياة والحصول على الخدمات أم لتعقيدها لتنعكس الصورة ويمشي البعض بسبب سوء استخدامها على رؤوسهم بدل أقدامهم؟!.. الجواب لا يخفى على ألبابكم.