إيمان الدبيّان
يتركُ في النفس انطباعًا وانفعالاً، ويهزُّ المشاعر سلبًا أو إيجابًا، ذاك هو المؤثر، وتحديدًا إذا كان شخصًا، وما أكثر المؤثرين اليوم في وسائل التواصل الاجتماعي وتخصيصًا أصحاب السناب شات، إن كنتَ معهم أو ضدهم، تشجعهم أو تنتقدهم، يبقون حقيقة وواقعًا في عصر الإعلام الجديد الذي يرفضه البعض مقاومًا، ويريد أن يبقى الإعلام تقليديًا، وهذا يستحيل، فالزمن زمن تقنية وتطور، فالأميُّ اليوم ليس الذي لا يقرأ ولا يكتب، وإنما الذي لا يعرف التعامل مع إنترنت الأشياء والعالم الرقمي، هذا وضع من يعارض السنابيين إعلامياً، وهناك من ينتقدهم مادياً بسبب القيمة الإعلانية التي يتقاضونها، وغيرهم يجابههم دينياً واجتماعياً وأخلاقياً، غلوًا وتطرفاً، أو منطقًا وتعقلاً، فإن كانت الأولى فهي مرفوضة، وإن هي الثانية فهي مقبولة.
السنابيون مؤثرون، ومشهورون، فبعضهم يعرفهم معظم شرائح المجتمع، يعرفونهم أكثر من مدير جهة معينة أو مؤسسة محددة عجز صاحبها في الظهور في كل القنوات التلفزيونية ولم يُتقبل لسوء مُخرجه، وضعف تأثيره، وبعض السنابيين نقل حقائق عجزت عن نقلها وتوضيحها محطات إعلام محسوبة.
السنابيون، وإن كابر البعض واقعًا معظمنا يشاهدهم، ويسمعهم، وإن لم نتابعهم فبمجرد فتح التطبيق نشاهد الكثير من أصحابها غثاً أو سميناً، مفيداً أو ضاراً، بقي دورنا كمجتمع في حسن الاختيار، ودور المعنيين الذين وضعوا لهم أنظمة وقوانين ممتازة وباقتدار. أتمنى أن تكون أشد صرامة مع البعض الذين يتحدثون في كل شيء بلا علم ولا معرفة، فيتحدثون -مثلاً- عن الأمراض النفسية، ويشخصون أسبابها وأعراضها جهلاً، متناسين أن هناك مرضى قد يسمعونهم ويشاهدونهم، وبعضهن أصبحت عاملاً هادماً للمراهقات وبعض المتزوجات، وبين بعضهم وبعضهن هناك من ينشر قيمًا، ويذيع محتوى نافعًا جميلاً، زارعاً بسمة وغارسًا فائدة؛ لذا أتمنى أن يُقنن المحتوى بين الإعلانات والمعلومات، وأن يُلزم صاحب الحساب بتحديد مصدر معلومته، كذلك تحديد سقف الإعلانات المادي ولا يُترك مفتوحًا، وإن كان صاحب السناب يقدم عقوده ويوضح شروطه، هم أحرار فيما ينشرون والناس أحرار فيما يتقبلون ولكننا في مركب واحد يحملنا نحن وإياهم، أُشجع واحترم كل واحد فيهم بنى اسمه، وثبَّت نفسه في هذا المجال، الذي فعليًا يحتاج إلى مهارة، وجدارة كثير منهم برع فيهما.
هناك وطن هناك مؤسسات، وهناك أفراد هناك ثقافة كلها تحتاج إلى هؤلاء المشاهير والمؤثرين لننشر معلومة ونحيي ثقافة ونخلد حياة.