سالم بركات العرياني
نادت بصوت كحفيف الشجر
آه... يا بني... كلنا ذلك البشر
كأن ما بيننا الحيطان.. أو كأن للشجر اذن ولسان
صالحة.. التقطت أنفاسها كان يدثرها برد
وشعر
هي أتت من السنين الغابرة
أتت ككل الأمهات على ظهر قافلة
تمتمات الرجال والنساء والأطفال
والفناجيل توزع كالدموع والعبرات
هي اليوم الأول.. هي الشمس المشرقة والافله
تسحب أنفاسها والحمى تطاردها
كأحلامها الشاردة والذابلة
مالون الفستان؟ وماذا تعني كل الألوان
إذا امتزجت بسواد الليل
هل تصبح قاتمة... هل؟ هل؟
صالحة
تحكي عن ظرف المكان
عن السيوف والخناجر
عن السنة اللهب على حد المطارق
تقرع في اليوم الأول
كصراع أشبال الأسود على الضحية
القادمة.
ومن هي الضحية القادمة؟؟
كانت صالحة
سكنت الرياح في المهد
كسكون النجوم في الليل القاتم
الحالك السواد
كنت أقسم الأيام... كالأيام القادمة
كنت في العرض الأخير... والجميع بخير وسلام
وكانت صالحة لوحدها ناقمة
صالحة
كل أهل البلاط والحي
سكنوا قلبها الأبيض الحي
على تسبيح سيدة النساء الذابلة
بفستانها الجيزاني القديم
تحسب فيه حبات الخرز
وحبات اللؤلؤ الصغيرة
التي تطرز الفستان
صالحة