سلطان بن محمد المالك
في كتابه الجميل (في مديح البطء)، يقول المؤلف الكندي كارل اونوريه إننا حالياً نعيش حياة السرعة في كل شيء، وهو نتيجة طبيعية لما أحدثته التقنية الحديثه بكل أنظمتها وتطبيقاتها، ويؤكد الكاتب أن المديرين في العمل دوماً يوكلون الأعمال للموظفين الذين ينجزون أعمالهم ومهامهم بشكل سريع، وهم الأكثر تفضيلاً وقرباً لمديريهم في العمل، بعكس ما يحصل للموظفين البطيئين في إنجاز العمل.
من واقع تجربتي وخبرتي في العمل في أكثر من موقع، أكاد أجزم بصحة ما ذكره المؤلف بأن الموظف المنجز للعمل الموكل له إنجاز الأعمال والمهام السريعة هو المرغوب والمفضل لدى أي مدير ولا مجال للموظف البطيء قليل الإنتاجية، وهذا الأمر في نظري غير صحي، وفيه هضم وظلم للموظف المنجز، فدرجة الاعتماد عليه تكون كبيرة جداً والاستغناء عنه لفترة قصيرة يكون شبه مستحيل، وغالباً يتأثر حقه في الحصول على إجازة أو تدريب أو انتداب بسبب الاعتماد التام عليه. في نفس الوقت تتم مكافأة الموظف غير المنتج بالحصول على كافة الامتيازات من إجازات في وقتها وتدريب وخلافه.
ويرى المديرون في الموظفين المميزين أن لديهم ثلاث صفات مهمة، وهي ما تدفع مديريهم للاعتماد عليهم، فهم لا يحتاجون إلا لتوجيه بسيط، وشرح بسيط ومتابعة بسيطة من أجل إنجاز العمل بالشكل السريع والمطلوب.
خلاصة القول: إن المدير الناجح هو من يخلق لديه فريق عمل كاملاً يعتمد عليه وليس أشخاصاً بعينهم، والأهم دوماً أن يكون الصف الثاني جاهزاً دوماً لتولي المهام في غياب من يقوم به.