فوزية الشهري
وأنا أشاهد مقاطع الأمير عبدالعزيز بن سلمان في وسائل التواصل الاجتماعي، وهو يتحدث عن المشكلة الأخيرة في الأوبك بلس، وعلاقة المملكة بالإمارات والإماراتيين، تذكَّرت المثل العربي الشهير: (قطعت جهيزة قول كل خطيب)؛ ذلك لأن اللقاء والأحاديث التي تمت فيه، قطعت ألسن وتغريدات كل المتصيِّدين والباحثين في العلاقة السعودية الإماراتية.
دائماً ما أقول بأن علاقة المملكة بالإمارات مثل علاقة الأخ الكبير بالأخ الصغير المتميز جداً. فهمي لهذه العلاقة يجعلني دائماً ما استوعب الاختلافات في وجهات النظر ما بين الرياض وأبوظبي.
في قضية أوبك الأخيرة، وبشكل عام بعد مقاطعة الدول الرباعية لقطر، بدأت تخرج لنا أصوات تنعق مع كل اختلافات تحدث بين الدولتين وللأسف أن هناك من هو محسوب على هاتين الدولتين يدخل على الخط بشكل مباشر أو غير مباشر، مما يزيد النار اشتعالاً بين المجتمعين.
شخصياً، لا يخامرني أدنى شك في صفاء التوجه الإماراتي مع التوجه السعودي، إن لم يكن متوافقاً حد التطابق. واختلافات الرأي بين الدولتين بالتأكيد هو فقط ما يدخل من ضمن إطار التنافسية الشريفة التي تخدم المصلحتين السعودية والإماراتية التي بالطبع تقودان الخليج، وبالتالي فهي بالضرورة تقودان العالم العربي ككل.
أحترق وأتألم عندما أشاهد من يذكي نار الاختلاف في هذا النموذج النادر الحدوث، أقول في نفسي؛ بدلاً من أن نصنع نموذجاً خاصاً بنا يتوافق مع قيمنا وتاريخنا وثقافتنا، ويكون قوياً متماسكاً؛ يأتي من يحاول أن يهدم بحديثه أو بلمزه هذا الثنائي المدهش.
أقول دائماً في نقاشاتي في قروبات النخب في الواقع الافتراضي، أو مع بعض الإخوة والأخوات في اللقاءات الرسمية أو غير الرسمية؛ بأن الدم لا يمكن أن يصبح ماءً، وأن السعودية هي صمام أمان الأمة وحاملة راية الدفاع عن مصالحها ضد جميع الأطماع والمشاريع، وكذلك هي العمق الإستراتيجي لدول مجلس التعاون الخليجي، وأعتقد أن الإمارات تدرك ذلك وقد تأسست العلاقات بين البلدين من عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز والشيخ زايد آل نهيان اللذين حرصا على توثيق العلاقة وغرس بذور الحب المتبادل في ذاكرة الأجيال المتعاقبة.
وها نحن نرى الآن تكامل الثنائي والتنسيق والتعاون المستمر حول المستجد في القضايا والموضوعات الإقليمية والدولية بما يكفل الانسجام التام.
الزبدة
السعودي إماراتي، والإماراتي سعودي.
خالد الفيصل (مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة)