د. محمد عبدالله الخازم
يبدو أن مشاكل العالم الرئيسة لا تتغير كثيراً، بل تعمق بعضها في ظل ظروف الجائحة التي أسهمت في زيادة رقعة بعض هذه المشاكل. تختلف المشاكل من بلد لآخر ولم توجد بعد المدينة أو الدولة الفاضلة - كما يقال- أو الخالية من جميع المشاكل والصعوبات. طبعاً، مثل هذا التوضيح ليس مبرراً للاستسلام، بل يجب الاطلاع والبحث في مختلف التجارب العالمية، وكيف تغلبت على مشاكلها، حيث تختلف قدرات الدول ونقاط تميزها، فهناك دولة تنجح في مكافحة الفساد وثانية تتميز في التقنية وثالثة تتميز في معالجة موضوع المهاجرين وهكذا. الفطن هو من يبحث عن تميز كل دولة ويتعلم منها في كيفية حل المشكلة التي يعانيها أو يريد تجنبها. فعلى سبيل المثال سنغافورة يضرب بها المثل في مكافحة الفساد، بينما كندا تسجل تحسناً في قضايا البيئة، والبرازيل حسنت من مستوى الطبقة الفقيرة والمتوسطة لديها، وهكذا. طبعاً، التعلم يكون من الإيجابي والسلبي، وليس الهدف هنا طرح أمثلة دقيقة لكل ذلك.
ولأن المشاكل الرئيسة التي يمر بها العالم لا تتغير كثيراً، نعيد نشر أبرزها وفق كتاب تيبرمان «الإصلاح: كيف تعيش الدول وتزدهر في عالم متراجع.»
The Fix: How nations survive and thrive in a world in decline. By Jonathan Tepperman.
1- عدم المساواة. اللامساواة قد تكون سببا، وقد تكون عرضا لمشاكل أخرى، وهذا ما يجعلها مسألة معقدة في التعامل معها وقد أفرد لها المؤلف حيزاً جيداً في الكتاب. طبعاً التمايز بين الناس هو الفطرة، ولكن المقصود هو المساواة في الحقوق والفرص والواجبات ومعايير التوظيف والترقيات وتوزيع الموارد وبناء التنمية، إلخ.
2- الفساد. ويعرف بمرض العالم النامي المزمن وهو غول منتشر في كل العالم لكنه يقل في الدول التي توجد بها أنظمة مساءلة ورقابة متقدمة. ولو قيست أكثر كلمة اتهام للحكومات في العالم النامي لكانت الفساد.
3- فوبيا التطرف الديني والمذهبي والأيدلوجي وغيرها وهي مشكلة لم تسلم منها غالبية الدول.
4- الهجرة واللجوء. بعض الدول نجحت مع مشاكل المهاجرين واللاجئين الشرعيين وغير الشرعيين وبعضها تحملها كقنبلة تنفجر أوقد تنفجر في أي وقت...
5- الحروب الأهلية. دول عديدة حطمتها الحروب الأهلية، وللأسف ما إن تتعافى منطقة من هذا الداء حتى تصاب به منطقة أخرى.
6- أزمة أو لعنة الاستفادة من الموارد. سميت لعنة لأنها تعني دولا لديها موارد طبيعية وغير طبيعية لكنها مصابة بلعنة عدم معرفة أوعدم القدرة على التعامل معها أوالاستفادة منها كما يجب...
7- الطاقة. موارد الطاقة البترولية والشمسية والنووية والمياه والرياح أصبحت مصادر قوة وضعف الدول ومنبع صراعات وحروب...
8- أزمة الطبقة المتوسطة. لا يمكن أن يكون مجتمع سويا وعادلا ومنتجا بكفاءة وهو منقسم بين فقر مدقع للغالبية وغنى فاحش للأقلية...
9- آخر مشكلتين أسماهما المؤلف الشبكة المسدودة الأولى والثانية. مثال وصول الحكومات لمرحلة مسدودة من عدم القدرة على تطوير البلد أو عدم القدرة للوصول لحكومة مستقرة. أو المبالغة في الانحياز للأحزاب أو فئات بذاتها على حساب المصلحة العامة...الخ.