سلمان المسعودي
انتهى مساء اليوم، الثاني عشر من يوليو، المؤتمر الدولي السنوي، للمقاومة الإيرانية، والذي أقيم عبر الفضاء الإلكتروني، بمشاركة ممثلين عن العديد من الهيئات، والمنظمات الدولية، فضلاً، عن رؤساء حكومات سابقين، ووزراء وسفراء، ووفود برلمانية، وشخصيات دولية أخرى، بارزة في المجال السياسي والحقوقي والإعلامي، إضافة إلى الآلاف من إيرانيي المهجر، ومن كل ألوان الطيف السياسي، وقد كان لي شرف المشاركة كمراقب ومتابع.
يأتي هذا المؤتمر، في ظل ظروف داخلية إيرانية، بالغة التعقيد والحساسية، فالنظام أصبح بقاؤه في سدة الحكم، مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً، بالبطش والديكتاتورية والعنف، وصانع القرار في طهران، يعلم يقيناً، أن لا شرعية دستورية أو قانونية أو حتى دينية، قد بقيت له ليستند عليها.
لقد تحدث المشاركون، عن انتهاكات حقوق الإنسان في الداخل الإيراني، وعن تزايد حالات الإعدامات، وتفشي الفقر والجريمة والمخدرات، وعن الأزمات الداخلية الحادة، والتي تضرب كل مؤسسات الحكم، في الداخل الإيراني، وهو ما يدفع النظام، لافتعال أزمات إقليمية ودولية، باستمرار، هروباً من مواجهة أزماته الداخلية، الأمر الذي تعانيه المنطقة حالياً، حيث ارتبط الوجود الإيراني حيث حل، بالموت والدمار، ونشر الخراب والحروب الأهلية، ما يشكل تهديداً، لكل العالم، وليس لمنطقة الشرق الأوسط وحسب.
من خلال مداخلتها، أكدت السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية الإيرانية المنتخبة، من قبل المقاومة الإيرانية، «أن استمرار هذا النظام، سيؤدي في نهاية المطاف، إلى تقويض دعائم الأمن والسلم الدوليين، وعلى العالم، تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، تجاه هكذا نظام».
إن السياسة الحالية المتبعة دولياً، تجاه النظام الإيراني، لن تؤدي بحال، إلى تغيير سلوك النظام، فضلاً عن إسقاطه، أو حتى إحلال حكومة ديمقراطية مكانه، وستفسر من قبل الملالي، على أنها سياسة استرضاء وضعف، وهو ما يفتح شهية النظام، لمزيد من العبث والخراب ونشر الفوضى.
اليوم، تقف المملكة العربية السعودية، بكل قوة وحزم، وتحت قيادة الملك سلمان حفظه الله، وولي عهده، الأمير الشاب محمد بن سلمان، أمام أكبر مشروع تخريبي عبثي في الشرق الأوسط، حيث تخوض السعودية، ومنذ سنوات، حرباً عادلة وشريفة، ضد الوجود الإيراني وذراعه المتطرف، في اليمن الشقيق، المتمثل بجماعة الحوثي الإرهابية، ما يستلزم معه، وقوف المجتمع الدولي، بكل قوة وحزم ضد النظام المارق في طهران، وكل أذرعه في المنطقة.