د.نايف الحمد
«انتهت حفلة الصيف وأُسدِل الستار على فصول معاركها الكروية.. فصول كان عنوانها الأبرز المتعة والإثارة وانتظار للمشهد الأخير على مسرح البطولة.. بعدها خرج الحضور بعد أن تناولوا وجبة (كاملة الدسم) وحملوا معهم ذكريات لا تنسى لواحد من أفخم مواسم الصيف الكروية.
«كان الجزء الأكبر من كعكة الإبداع والتألق من نصيب (كأس الأمم الأوروبية)، حيث قدمت المنتخبات المشاركة كل أشكال الحلوى على طبق المشجعين.. وتميزت غالبية المباريات بالإثارة والأداء العالي، وهذا يفسر بشكل واضح مدى احترافية الكرة الأوروبية وتجاوز لاعبيها الظروف الصعبة التي حدثت خلال هذا الموسم.
«في نهاية المطاف حقق الفريق الأزرق البطل الكأس بقيادة مدربه الرائع مانشيني وألحق الهزيمة بمنتخب (الأسود الثلاثة) في معقله (ويمبلي) وعاد بالكأس من مهد الكرة (إنجلترا) إلى معقل البطولات والتاريخ والأمجاد (روما).
«في جزء آخر من العالم كان أبناء القارة اللاتينية يتنافسون على كأسهم القارية (كوبا أمريكا) في رتابة ومواجهات افتقدت للإثارة والعروض الممتعة التي عُرفت بها هذه المنتخبات.. لكن النهاية جاءت صاخبة بلقاء انتشل البطولة وأعادها لواجهة الأحداث الكروية.
«لم يكن حضور (السليساو) أمام (راقصي التانجو) في المشهد الأخير حضورًا عاديًا، فجماهير الكرة وعشاقها يحلمون بلقاء يجمع ميسّي ورفاقه ضد (راقصي السامبا) في مواجهة هي الأقوى ليس على مستوى أمريكا الجنوبية فحسب، بل حتى على مستوى العالم، والتاريخ يشهد لهذا الكلاسيكو بكل أنواع الإثارة والتحدي والمتعة الكروية.
«كانت النهاية مختلفة هذه المرة، فقد ابتسم الحظ للأسطورة ميسّي وحقق أول ألقابه الكبرى من قلب (ريو دي جانيرو) وعلى ملعب (ماراكانا) الشهير، تاركاً الحسرة لرفيق دربه وصديقه الظاهرة الكروية نيمار.. وأصبح قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الكرة الذهبية للمرة السابعة في إنجاز يصعب على لاعب آخر تحقيقه.
«سنتذكر هذا الصيف طويلاً بقدر ما صاحبه من متعة، بانتظار مناسبات قادمة تمنحنا مثل هذه البهجة وتروي شغف عشاق المستديرة.