المخضرمون وحدهم هم من يدرك صعوبة الحياة في الخمسينات وما قبلها والسبعينات الهجرية، حيث شح الموارد وقسوة الطبيعة وصعوبة التنقل إذ لا يوجد وسيلة مواصلات حديثة، فكان السكان يعتمدون على الجمال في تنقلاتهم مع الاشتغال بالرعي وحرث الأرض والسقيا من الآبار ومياه الأمطار إلى جانب تربية الماشية التي هي مصدر الغذاء يقايضون بها للحصول على متطلباتهم الحياتية الأخرى من ملبس ومأكل، فالموارد ما قبل البترول كانت شحيحة.. حقيقة كانت المعاناة كبيرة غير أن الآباء بعزيمتهم وصبرهم استطاعوا مواصلة العطاء، تدعمهم قيادة عظيمة وضعت مصالح المملكة في مقدمة اهتماماتها مما ساعد على تأسيس هذه النهضة التي نراها في كل مدينة وقرية صورة زاهية، فقد شيدت الجامعات والمدارس والمستشفيات والمصانع وتقدمت المملكة تجارياً وسياسياً وصار لها مكانة بين الدول الغنية، وصرنا ننعم بحياة تتوفر فيها مقومات الحياة العصرية من جامعات ومدارس ومستشفيات وأنشئت المصانع وتوفرت وسائل المواصلات الحديثة حتى غدت الحياة سهلة ومريحة، فرحم الله الآباء الذين أسسوا لهذه النهضة المباركة، ويظل الأمل معقوداً بعد الله على الشباب ليواصلوا العطاء والنهوض بالخطط والبرامج التي ترعاها الدولة، ومنها رؤية المملكة 2030، فهم خير من ينهض بآمال وطموحات المملكة ليعلو شأنها أكثر وأكثر وتتبوأ مكانتها كدولة عربية يشار لها بالبنان في كل محفل عالمي وإسلامي.