كما ذكرت في الذاكرة الأولى رجعت من المدرسة الباكستانية إلى الفندق في دبي قبل الظهر منتظراً زملائي لعلي أعرف أماكن تعيينهم وهل باشروا العمل أم لا؟ وما كيفية دوامهم؟؟ وبعد صلاة الظهر توافدوا والذي عين في دبي أفاد أنه باشر العمل ومن منهم بالإمارات الأخرى سيباشرون يوم غدٍ سألت من باشر منهم كيف الدوام؟ أجابوا جميعهم أن الوزارة أفادتهم أن الدوام يبدأ يومياً من الساعة السابعة صباحاً إلى الثانية عشرة ظهراً وهذا كما ذكرت في رمضان ولا يوجد طلاب مجرد عودة مدرسين والتواجد على هذا المنوال لمدة شهر وأما أنا كما ذكرت دوامي يبدأ بعد العيد بأسبوعين كما ذكر لي إقبال وكذلك المعلمون القدامى الذين لهم زملاء في المدرسة الباكستانية في دبي، وفي صباح اليوم التالي ذهبت إلى الملحق التعليمي في دبي وسلمته المباشرة التي حصلت عليها من إقبال وسألت سعادة الملحق هل يحق لي السفر إلى السعودية لعدم وجود العمل الآن في المدرسة الباكستانية فأفادني أنه لا يعرف وقال لي أنت أحضرت المباشرة وكفى!!

بعد ذلك استشرت الزملاء القدامى مرة أخرى وأفادوا أن عليَّ أن أرجع للمملكة ولا أحضر إلا كما قال إقبال!!!

ذهبت بعد التأكد لمكتب الخطوط السعودية وحجزت يوم غدٍ للرياض وسافرت بحمدالله وحين وصولي اتصلت بصديقي بالوزارة وأفدته بما حصل فأخبرني أن ذلك طبيعي وأنه من إيجابيات المدارس الباكستانية وزاد قائلاً القادم أحلى!!

أكملت بحمدالله صيام رمضان ما بين الرياض والزلفي وقضيت العيد في الزلفي أيضاً وبعد العيد بعشرة أيام لملمت نفسي وعائلتي وحجزت وسافرت للعمل وبعد الحضور إلى المدرسة كما أفاد إقبال وجدت المدرسة خلية نحل لتسجيل الطلاب والطالبات ووضع الجداول، حيث أن المدرسة مختلطة وبها من الروضة حتى الثانوي سألتني الوكيلة حيث أفادتني أن لديَّ (12) حصة فقط بواقع حصتين يومياً وطلبت مني تحديد زمن هاتين الحصتين فأجبت الثالثة والرابعة وبالطبع الوكيلة تتحدث العربية جلست في المدرسة بالطبع بدون عمل، حيث الأسبوع الأول فترة تسجيل فقط حاولت الانخراط في هذا المجتمع الجديد بالنسبة لي فاللغة لديَّ معدومة تماماً وبعض المعلمين والمعلمات حاولوا الحديث معي بلغتهم وأحياناً باللغة العربية المكسرة، عندها التصقت بأحد المعلمين الذي وجدت فيه اللطافة وحسن الخلق وبدأت أتفاهم معه وأسأله عن الكلمات الهامة باللغة E والتي أحتاجها بالمدرسة واستبعدت اللغة الأردية والتركيز على اللغة E فقط، وأصبح تعلم الأردية لديَّ بالسماع فقط من المعلمين والمعلمات والطلاب، وبدأ الانسجام عندي تقريباً في العمل وبدأت بتكوين العلاقات مع الجميع، وبعد شهرين أصبحت بحمدالله متمكناً من التفاهم مع الجميع سواء بـE التي تعلمتها بالاهتمام والسؤال والممارسة وكذا الدراسة عصراً في المركز الثقافي البريطاني في دبي ومن جاري بالسكن الهندي ماتيوس وزوجته التي تعمل طبيبة في المستشفى القاسمي بالشارقة أو الأردو حيث اللغة الأردية سهلة وبها كلمات كثيرة من العربية. باختصار انخرطت مع الزملاء وسجلت في فريق كرة الطائرة مع المعلمين وأصبحت بحمدالله نجماً في هذه اللعبة، كما انخرطت في الأنشطة الأخرى لكن التأقلم كان بطيئاً لوجود مجتمع غريب بالنسبة لي وتعليم الفتيات اللاتي لم أتعود على تعليمهن سابقاً وطريقة التعليم الجديدة بالنسبة لي في هذه المدرسة لكن التأقلم والانسجام بحمدالله في تقدم، حيث مثلت بلادي بحمدالله خير تمثيل وأصبحت علاقتي بالمدرسة ومنسوبيها تتعدى التعليم والعمل إلى تمثيل المدرسة في بعض الأنشطة الرياضية وقضاء حوائج المدرسة لدى الجوازات والمرور وإنجاز المعاملات التي تتطلب السرعة، حيث أنني متمكن من ذلك وبحكم احترام موظفي الدولة لنا كسعوديين جزاهم الله خيراً.

العمل كما ذكرت لاشك أنه يحتاج إلى اهتمام وفراسة ولباقة حتى يتم الانسجام والتعود والتأقلم وهذا ما تم بحمدالله خاصة وأن المجتمع كله غريب والمدرسة مختلطة والأنظمة جديدة، المهم انتهاء العام الدراسي كان جميلاً بالنسبة لي حيث بداية إجازتنا قبل وزارة التربية بشهر وعودتنا في العام الدراسي القادم بعد وزارة التربية بشهر أيضاً..

انتهى،،، يتبع.....

** **

d.salehalhamad@ hotmail.com