إبراهيم بن سعد الماجد
للجوائز الأدبية حضورها الذي قيّده لنا التاريخ على مر العصور، وجاءت جوائز ثقافية وأدبية بأنماط مختلفة، ولشريحة محددة، وكان لهذه الجوائز رعاتها، الذين كانوا من علية القوم، سواء من الناحية العلمية، أو الاجتماعية.
كما كانت هناك الصوالين الثقافية والأدبية، والتي عرفنا منها الكثير.
وتقدر بعض المصادر أن عدد الجوائز الأدبية في العالم تصل إلى 500 جائزة أدبية، لها حضورها وتاريخها، وتُعنى بالإبداع الأدبي كالقصة القصيرة والمسرح والرواية والنقد، والسرد، وهذا العدد الذي نحسبه قليلاً، رصد الأكثر شهرة فقط، وهذه الشهرة إما لتاريخ الجائزة، أو لقيمتها المعنوية أو المادية الكبيرة. وتأتي جائزة نوبل كأشهر هذه الجوائز العالمية (1901م) وبعدها الجائزة اليابانية - أكوتاغاوا - (1935 م)
ولكل قارة في العالم عدد من الجوائز، التي بعضها محصور في الدولة، وبعضها مفتوح للعالم. وبنظرة على عالمنا العربي تبرز جائزة الملك فيصل العالمية كأكبر هذه الجوائز (1977م) وتمنح للعلماء الذين خدموا في مجالات: الإسلام والدراسات الإسلامية والأدب العربي والطب والعلوم. في عام 1397 هـ، 1977م أعلن الأمير خالد الفيصل مدير عام مؤسسة الملك فيصل الخيرية أن مجلس أمناء مؤسسة الملك فيصل الخيرية قرر إنشاء جائزة عالمية باسم الملك فيصل، تُمنح في ثلاثة مجالات هي خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية، والآداب والدراسات اللغوية. وقد منحت الجائزة أول مرة عام 1399هـ، 1979م، ثم أضيفت إليها جائزتان، بعد ذلك في مجال الطب عام 1402هـ، 1981م، ومنحت في العام التالي، وفى مجال العلوم عام 1403 هـ, 1982م، ومنحت في عام 1404 هـ / 1984م. منحت الجائزة منذ إنشائها سنة 1399هـ/1979م إلى 229 فائزاً من 40 دولة. ولما تتميز به من دقة وأمانة في اختيار الفائزين اكتسبت سمعة عالمية طيبة، ومكانة مرموقة بين كبريات الجوائز في العالم.
وفي مجال الترجمة تبرز: جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة. التي أنشئت في التاسع من شوال لعام 1427هـ الموافق 31 تشرين الأول/ أكتوبر، 2006م، ومقرها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض وهي جائزة تقديرية عالمية تمنح سنويًّا للأعمال المتميزة، والجهود البارزة في مجال الترجمة.
وفي دولة الإمارات العربية المتحدة هناك عدد من الجوائز كجائزة الشارقة للإبداع، وجائزة سلطان العويس.
وفي قطر هناك جائزة الدولة التقديرية للعلوم والفنون، وجائزة كتارا.
وفي مصر العديد من الجوائز المختلفة، كما في الكويت والسودان والمغرب وتونس.
وتأتي جائزة الدكتور عبدالرحمن المشيقح منافسًا دوليًا مشرفًا لهذه الجوائز، حيث إنها خصصت لكل الناطقين بالعربية من كافة أصقاع العالم، ولذا بلغت المشاركات:
- المقال 894
- القصة القصيرة 651
- القصيدة 822
وقد فاز بها تسعة متسابقين من الجنسين، يمثلون ثلاث قارات وتسع دول.
جائزة المشيقح لم تأت هكذا، وإنما جاءت من اهتمام مؤسسها الدكتور عبدالرحمن بتشجيع الإبداع الذي انطلق بداية من خلال بعض الجوائز المحلية التي دعمها شخصيًا، ووقف على مسيرة نجاحها، لتأتي هذه الجائزة التي تعد علامة فارقة في مسيرة الجوائز الأدبية.
أن جائزة المشيقح العربية التي تتوافق ورؤية بلادنا الداعمة والمشجعة للعلم والثقافة، أحسبها صوتًا سعوديًا مؤثرًا في تواصلنا مع كل الناطقين بالعربية في كل أنحاء العالم، ولعلها في دوراتها المقبلة تضيف مسارات أخرى.
تحية تقدير لرئيس الجائزة ومجلس الأمناء، الذين بذلوا جهدًا مشرفاً.
قلت: خدمة الوطن.. ثقافة