عبد الرحمن بن محمد السدحان
* إخواني وأخواتي.. أبناء هذا الوطن الغالي:
عيدكم مبارك.. أنتم ومن تحبُّون.. وبعد:
1) لا تنظروا إلى نصف الكأس الفارغ، لتحكموا على وطنكم.. إرادةً وقدرةً وإنجازًا! بل انظروا إلى النصف الملآن منه، لتجدوا ما يسرُّ العين فرحًا، ويبهج القلب ثقةً، ويثلج الفؤاد تفاؤلاً، حتى ولو لم يتحقق المراد!
* * *
2) هناك من يعمل منكم ومنكُنّ في صمت خدمةً لهذا الوطن، فيشقى بعمله، ويضحّي في سبيله، ويبذل ما في وسعه من أجله إلى حدّ الإبداع! مثلما أن هنَاك من يعمل مجتهدًا، فيصيب تارةً، ويخفق تارةً أخرى، وهناك من لا يعمل أبدًا، فلا يصيب ولا يخطئ.. ولا يدرك شيئًا أبدًا!
* * *
3) إن بلادنا الغالية ليست المدينة الفاضلة التي تغنّت بها أساطير الأولين، لكنّها جزء من هذا العالم تتأثّر به سلبًا وإيجابًا، وينالها ما ينال سواها من نتوءات السلوك الإنساني. لكن هؤلاء يشكّلون فئةً قليلةً أمام غَلَبة فئة أكثر عددًا، يغلّف أداءَ معظمهم الصمتُ، ونحن من فرط جهلنا نظنّ أنهم قد لا يحسنُون شيئًا!
* * *
لكنهم في كل حال يظلّون مجتهدين بنية صافية، فيدركون القصدَ المراد بنجاح، وقد يخونهم الحظ مرةً، لكن إيمانهم بربّهم وحبّهم لوطنهم يجعلاهم يعيدون الكرّة مرةً أو مراتٍ حتى يبلغوا الغاية الحُسْنى!
* * *
4) وهناك (العاقّ) منا في حقّ نفسه وأهله ووطنه، بذلاً وانتماءً، مثلمَا أن هناك الفاسد ذمةً وتعاملاً، فلا يرى الحقَّ حقًا، ولا الباطل باطلاً، بل يسْعى في مسَار معاكس لناموس العمل السويّ الشريف، ليشْقى في النهاية مع نفسه، وتخسره البلاد مواطنًا صالحًا!
* * *
ختامًا: اللّهم أحسن نوايانا لصالح وطننا ثم أنفسنا وغاياتنا المطرزة بالصدق والإخلاص والعمل الصالح. والحمد لله رب العالمين.