مها محمد الشريف
من المؤكد أن التخطيط المدروس يوجد صناعة سياحية مميزة، تناسب العصر والمواطن الرقمي الذي يسير وفق ثقافة الإنترنت والشبكات الاجتماعية ومصادر المعلومات العالمية الأقل تكلفة، فكيف تجذب الواقع ليكون أكثر ملاءمة لإنسان اليوم؟ وتحقق مزيجاً بين الافتراضي والحقيقي، وكيف تكون المؤثرات قابلة للجذب لكي تهيئ للناس نموذجاً رائعاً، يزدهر أينما وجد نفسه.
لا شك أن تغيّر المفاهيم والانطباعات ظاهرة عالمية وتقييم التقنيات الجديدة أثبتت البحوث أن آثارها طويلة الأمد في طريقة تفكير الفرد وشعوره، لذلك الكل يقول أن التقنيات جزء كبير من الحل في جميع القطاعات، فمن الممكن ربط التقنيات التي غيرت برمجة العقول بقطاع السياحة وتوفير الأدوات والفرص التي تملكها للجذب، فالسياحة في المملكة العربية السعودية من أكثر القطاعات النامية التي طورتها واهتمت بها كثيراً في السنوات الأخيرة، ومثل هذا التوجه هو بالطبع أفكار عظيمة بوسعها أن تقدم تجارب ونتائج مذهلة، نتيجة القدرة التي تنطوي على جعل السياحة الداخلية أولوية للاستثمار في القطاع السياحي، لتكون أهم الركائز التي تقوم عليها الرؤية 2030.
والمشاريع الكبيرة التي تنفذ على أرض الواقع، والمبالغ الضخمة التي رصدت لها، إضافة إلى السعي الدائب لدى الجميع نحو مستقبل أفضل، فنحن هنا إزاء نقلة كبيرة تتناسب مع المعطيات العصرية والمقدرات المالية، والبيئة المحفزة فضلا عن الكيفية التي يعيش بها عالم اليوم والتطورات التي حدثت بعد جائحة كورونا وهذا غير كثيراً من أنماط الحياة في جميع أنحاء العالم، وهناك مقدار كبير من الوقت الذي يقضيه الفرد داخل بلاده نتيجة انتشار كورونا كوفيد - 19 وسلالة متعددة من المتحور.
ووفقاً لذلك، هناك العديد من التحفظات والمخاوف من السفر للسياحة الخارجية، فمع بداية كل عام ثمة خط أخضر ترسمه الحكومة الرشيدة يبشر بالازدهار والتطور، والعمل على جودة الحياة من أجل المواطن، وتطوير السياحة في جميع أنحاء المملكة، ودعم خطط التنمية وتحقيق موارد ضخمة ونمو اقتصادي كبير لصالح البلاد، وبما أن تضاريس المملكة متنوعة فالفرصة إذن سانحة للاستثمار السياحي باعتبار أن السعودية من الدول التي يقصدها الملايين كل عام للحج والعمرة، إضافة لوجود الشركات العالمية المستثمرة واعتبارات كثيرة لا حصر لها.
في حين أن تأثير التقنيات اليوم تتسم بأهمية بالغة، وكثيراً ما تعتمد الدول عليها في الفعاليات التي تنظمها الشركات مثل المعارض الدولية، والمسابقات العالمية؟ وهنا يتوجب الكثير لتقديمه بتوظيف هذه التقنيات للتطوير، والهيئة السعودية للسياحة تعمل على تنشيط وتفعيل دور القطاع الخاص السياحي، والمشاركة في المعارض السياحية على المستويين المحلي والدولي، تسويق الوجهات والمواقع والمسارات والمنتجات والباقات السياحية داخلياً وخارجياً، الإشراف على الحملات التسويقية والترويجية للوجهات السياحية في المملكة.
وتجدر الإشارة هنا إلى الدور الكبير الذي تقوم به جميع القطاعات لدعم السياحة الداخلية، وبذل الجهد على نحو حقيقي، وعمل دؤوب على إدراك المفاهيم الأساسية التي تمهد بل تثمر عن مستلزمات هذه المشاريع الحيوية لإنجاح السياحة والنهضة ككل، وهذا يؤكد أن الدول التي تولي السياحة اهتمامها لا بد أن تشارك في معظم الميادين والقطاعات لدعم هذا الشريان الحيوي والاقتصادي، من هنا نشيد بورش العمل التي أعدتها هيئة السياحة للناس مع قدوم صيف هذا العام. ونفخر بما وصلت له بلادنا وهذا الشعور ينبع من كينونة اليد الواحدة والجسد الواحد بين المسؤول والمواطن، لكي يمضي الجميع قدماً نحو هدف منشود يطمح إلى الأفضل وإكمال هذا المشروع الحيوي الذي يعد من الضرورة لحياة آمنة تبحث عن السعادة والاستجمام، ويحقق ذلك رغبة تصادق عليها العقول، فإن العقل كما هو محب للتاريخ بكل مستجداته يحرص أن يكون ضمن تطور آلياته في جميع المجالات.