د.عبدالعزيز العمر
كانت أولى زيارتي لعمان قبل عشر سنوات، وذلك في أثناء تشرفي بالعمل في وزارة التعليم العالي السعودية، كانت فكرة الزيارة (ضمن فريق عمل) الاطلاع على تجربة عمان المميزة في التعليم العالي، وخصوصاً التعليم العالي الخاص (الأهلي). والزائر لعمان سيكتشف سريعاً مدى لطف وخلق المواطن العماني، وهذا ما لاحظته شخصيا وأنا أتجول في عمان وأتحدث إلى الناس. لفت انتباهي في عمان ثراء تجربة عمان في التعليم العالي الأهلي، تعززت هذه التجربة بوجود نظم مميزة لتقييم أداء وجودة الكليات العمانية، كما لاحظت في زيارتي لعمان وجود فروع عديدة لجامعات إنجليزية مرموقة (اوف شور)، يعمل في هذه الكليات أجانب ومواطنون عمانيون مؤهلون. وفوجئت في أثناء تجوالي في إحدى الكليات العمانية الخاصة بوجود طالبتين سعوديتين، تناولت معهما حديثا مقتضبا عرفت من خلاله أنهما سعيدتين بالدراسة والإقامة في عمان. ومما لفت انتباهي أيضاً في عمان قيافة المواطن العماني الواضحة. ولا يمكن أن أختم هذه المقالة دون الإشارة إلى الإشارة إلى نقطتين، الأولى، وجود جامعة عمانية عريقة وهي جامعة السلطان قابوس التي تم افتتاحها في مطلع الثمانينيات الميلادية، وأتذكر هنا أنني وزملائي العرب عندما كنا نتلقى تعليمنا في الولايات المتحدة تلقينا رسائل من تلك الجامعة الناشئة تطلب منا الانضمام الى كوادرها الأكاديمية، أما النقطة الثانية فتتعلق بالكرم والضيافة العمانية المميزة التي تشعرك دائما بأنك من أهل الدار.