رقية سليمان الهويريني
أتعجب ممن يخالف ويتجاوز ويتحايل بشتى الأساليب بهدف الدخول للمشاعر المقدسة دون تصريح الحج، وإشغال رجال وزارة الداخلية الذين يردون المتجاوزين ويوقفون المخالفين ويلزمونهم بدفع الغرامات، عدا عن المخالفات الشرعية للحجاج وتعريض أنفسهم للتهلكة كالوقوف في أماكن خطيرة أوسلوك تصرفات طائشة ولاسيما والحكومة تجابه جائحة كورونا!
وما يؤسف له أن فريضة الحج قد تتحول من عبادة إلى عادة وثقافة تحمل الشكل دون استشعار الحكمة من مشروعيتها. وهو ما ينبغي الاهتمام به، اتقاء للشبهات، والتزاما بالتعليمات! مع ضرورة توجيه الناس وتوعيتهم قبل نيتهم الحج، وإرشادهم بأنها فريضة تُؤَدَّى مرة في العمر بشرط الاستطاعة.
وما يزيد الأمر عجباً، تهافت الكثير للتوجه إلى مكة المكرمة في الوقت الذي ينبغي توخي الحذر من الجميع خوفا من انتشار فيروس كورونا بدلا من ذهابهم للحج، وبعضهم يعاني من أمراض مزمنة أو خطيرة، مثل سفركبار السن ممن تضعف مناعتهم أو القابلين للعدوى برغم أني أدرك توق المسلمين لمكة المكرمة واشتياقهم لزيارة المشاعر المقدسة، ولكن أن يأتي حاج وهو يعاني من مرض مزمن فهو أمر يستدعي التوقف عنده! فالمريض يُعفى من أغلب الفروض الشرعية بحسب شدة مرضه، أما الحج فقد اشترط القدرة الكاملة بتوفر السبل الصحية والعقلية والمادية وغيرها.
وفي حين أن الحكومة منعت بعض الحجاج من دخول مكة المكرمة مؤقتا بسبب الجائحة وبالذات ممن أدوا الفريضة، إلا أن التجاوزات تحدث دون شعور بالمسؤولية، علما أن التزود من الطاعات يمكن أن تؤدى بصور أخرى شتى! من عبادات فعلية أو قولية أوحتى قلبية وبالنوايا الطيبة، فالمسلم الذي لا يحمل حقداً أو غلّاً على أحد يدخل الجنة بعد أداء الفروض!
وسيد الخلق رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- لم يحج إلا مرة واحدة في عمره، بينما دلنا على طاعات متعددة يمكن للمسلم الحصول من خلالها على الأجر والثواب وهو لم يبرح مكانه.
أسأل الله أن يتقبّل من الحجاج، ويعيدهم لأهاليهم بأمن وسلام.