عبدالله الهاجري - «الجزيرة»:
تواصل هيئة تطوير بوابة الدرعية التاريخية تنفيذ أكبر مشروع تراثي وثقافي في العالم لتأهيل وتطوير الدرعية التاريخية «جوهرة المملكة» بقيمة 75 مليار ريال سعودي، لتكون واحدة من أهم الوجهات السياحية والثقافية والتعليمية والترفيهية في المنطقة والعالم، مستفيدة من موقعها التاريخي، وثقافتها الفريدة، وما تحتضنه من مواقع تراثية عالمية، أهمها حي الطريف التاريخي المدرج ضمن قائمة المواقع التراثية العالمية بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو».
اهتمام خادم الحرمين وسمو ولي العهد
وتحظى هيئة تطوير بوابة الدرعية برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة هيئة تطوير بوابة الدرعية، حيث تم تدشينها في نوفمبر 2019م لتكون وجهة سياحية عالمية تركّز على الثقافة والتراث، وتُبرز الخصائص التاريخية والعمرانية والبيئية للدرعية كواحدة من الوجهات الأولى في المنطقة لاحتضان أنشطة تبادل المعرفة التاريخية والثقافية، استناداً إلى أهداف استراتيجية واعدة، وطموحات مستقبلية كبيرة، ضمن جهود المملكة لتحقيق نقلة نوعية في مساهمة القطاعات غير النفطية في الاقتصاد الوطني، والارتقاء بالقطاعات السياحية والترفيهية وتطوير المواقع التراثية، وتحقيق أقصى استفادة اقتصادية ومجتمعية منها.
النظرة المستقبلية
وكشفت النظرة المستقبلية لهيئة تطوير بوابة الدرعية الملامح الحديثة للمكان الموغل في التاريخ، ليكون في قادم الأيام وجهة تاريخية وثقافية وسياحية على المستوى العالمي، وقصة تروى للأجيال عن سيرة الوطن الشامخ ورجاله المخلصين منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى ونشأت «الدرعية» على ضفاف وادي حنيفة عام 850 هـ/1446م وحتى هذا العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهما الله- ليلتقي الماضي مع الحاضر في واقع مميز للحياة المعاصرة.
ويهدف المخطط الرئيسي لبوابة الدرعية الذي أسس له خادم الحرمين الشريفين، إلى بناء مجتمع حضاري تقليدي متعدد الاستخدامات يحتفي بالتاريخ الثقافي العريق للمملكة العربية السعودية ممتدًا على مساحة سبعة كيلومترات مربعة بحيث يوفر المخطط خمسة أماكن مميزة للتجمع والاستكشاف تشمل:
- ميدان الملك سلمان, ويقع في الجهة الشمالية ويمثل أكبر منطقة للتجمع في بوابة الدرعية.
- مدرج سمحان, يقع في منتصف الطريق الممتد على طول الجرف، بجوار منطقة التجزئة على الجانب الغربي لبوابة الدرعية.
- ميدان النصب التذكاري لأبطال المملكة, ويقع وسط بوابة الدرعية ليربط بين شرق وغرب البوابة ويجاور منطقة أنماط الحياة الجديدة.
- ميدان المسجد, ويقع على طول الطريق المعبد ويمثل نقطة الوصول إلى مسجد الملك سلمان.
- ميدان القرية التاريخية، ويقع في الطرف الجنوبي للقرية التاريخية وستمنح الأماكن والشوارع والبوابات والأبراج والساحات أسماء مستوحاة من الشخصيات التاريخية الشهيرة والملوك والأبطال احتفاء بإرثهم العريق.. ويحد الجرف الطبيعي حافة الهضبة المرتفعة ليضيف عنصرًا من الجمال إلى بوابة الدرعية.
تضمن المخطط ستة متاحف هي:
- متحف منزل آل سعود, الذي يضم جناحًا مخصصًا لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود: ويحتضن إرث المملكة العربية السعودية وإنجازات خادم الحرمين أيده الله.
- متحف الدولة السعودية وشبه الجزيرة العربية: ويستعرض تاريخ المنطقة وتطور الدولة السعودية.
- متحف رحلة المئة قصة: سيمكن الزوار والمقيمين من التفاعل مع قصص تاريخ المملكة وثقافاتها عبر مختلف المواقع ومن خلال التجارب الواقعية والإلكترونية.
- مركز الدرعية للفنون: ويعنى بالفنون والثقافة المعاصرة ويقع ضمن منطقة البجيري ويربط الماضي بالحاضر والثقافة بالطبيعة.
- متحف الفنون الرقمية: ويحفز لخوض تجربة مبتكرة ومشابهة للواقع تعرض مختلف المعلومات عن تاريخ الدرعية بهدف جذب الأجيال الجديدة لاستكشاف تراثهم الوطني.
- متحف مسك للتراث: وهو مؤسسة تعليمية تهدف لتحفيز الجيل القادم للتفاعل بكل ما يتعلق بتاريخ وإرث المملكة عبر ترويج آخر الأبحاث والتميز بطريقة العرض.
ويشمل المخطط الرئيسي لبوابة الدرعية، منطقة الفنون: وسيتم تأسيس خمس أكاديميات ضمن منطقة الفنون لتوفر فرص تعلم تشمل العديد من التخصصات المحلية مثل الخط العربي والفنون الإسلامية والعمارة النجدية والأبنية الطينية وفنون الطهي النجدية والمسرح والموسيقى العربية.
كما تشمل البوابة المطاعم وأماكن التسوق: وتعد بوابة الدرعية وجهة للحياة المعاصرة ومقصداً للتسوق وتجربة مختلف المطاعم والتعرف على مختلف العلامات التجارية العالمية والمحلية والمقامة وسط المحيط الهندسي النجدي المميز، حيث يقدم أكثر من 100 مطعم أرقى تجارب المأكولات المحلية والعالمية والعصرية والراقية، تحيطها أجواء متنوعة ومساحات حضرية قرب وادي حنيفة، فيما ستوفر بوابة الدرعية لمدينة الرياض والمملكة عامة تجربة فريدة من نوعها ضمن مجال البيع بالتجزئة تختلف عن 84% من تجارب التسوق المتوفرة حاليًا، إذ بإمكان الزوار والمشترين التمتع بالأزقة والطرقات ذات الطابع الأصيل وإمكانية عيش متعة الماضي وتطور المستقبل في آن واحد.
وخصص في المخطط العام لبوابة الدرعية، المواقع الترفيهية والرياضية: وخصصت المنطقة الترفيهية بطاقة 15 ألف مقعد لتنظيم الحفلات والأمسيات الفنية والفعاليات الرياضية الدولية وغيرها الكثير، في حين يستضيف مدرج سمحان المفتوح العروض والفعاليات التي تقام في الهواء الطلق، إلى جانب أربعة مراكز رياضية وترفيهية، بما في ذلك مركز الألعاب التقليدية وميدان الرماية والملاعب الرياضية وحلبة فورمولا إي.
وأدرج ضمن المخطط الرئيسي، مواقع الراحة والاسترخاء: تتجاوز 20 علامة للفنادق العالمية الفريدة وتوفر 3100 غرفة فندقية فاخرة، وتتراوح العروض الفاخرة بين 40 فندقًا مميزًا في منطقة الفنون، إلى جانب المنتجعات المتكاملة بسعة 300 غرفة تطل على وادي حنيفة، إضافة إلى موقعين للضيافة والمعارض، بما فيها مركز منارة الدرعية للمؤتمرات والمعارض، وقاعة الهويدية للأفراح.
تاريخ الدرعية
في عام 1446م أقيمت الدرعية على ضفاف وادي حنيفة وأصبحت عاصمة الدولة السعودية الأولى عام 1744م، وهي تمثل نقطة تحول في تاريخ شبه الجزيرة العربية على وجه الخصوص والعالم العربي والإسلامي، حيث تأسست من أجل الاستقرار والازدهار، ووحدت معظم المنطقة في شبه الجزيرة العربية تحت رايةٍ واحدة، منهية التنازع والتنافس وانعدام الأمن. وفي قلب شبه الجزيرة العربية، أصبحت الدرعية وجهةً للتجارة والثقافة والمعرفة والاتصال والتبادل الاقتصادي. وأيضًا مركزًا للتجارة وطرق الحج التي تصل أجزاء مختلفة من المنطقة، ورابطًا حيويًا بين آسيا وأوروبا وإفريقيا.
وعلى الرغم من صعوبة البيئة الصحراوية، أصبحت الدرعية واحةً للمجتمع النموذجي، وهذا ما وفر لها السلام والازدهار ورؤية الدولة القائمة على مبادئ سامية أعطتها مكانة سياسية واقتصادية وعسكرية ودينية بارزة في المنطقة، حتى أصبحت منارة للمعرفة والتعليم.
إن ماضي الدرعية غني ومليء باللحظات البطولية والمهمة، والتي بدأت منذ هجرة مانع المريدي في القرن الخامس عشر لتأسيس الدرعية، وامتدت إلى إقامة الدولة السعودية الأولى في منتصف القرن الثامن عشر.
والدرعية مهد انطلاقة الدولة السعودية الأولى، ومنارة لإرث العائلة المالكة المستمر (آل سعود) ودورها التاريخي في إرساء الاستقرار وتحقيق الرخاء بمشاركة المواطنين السعوديين في جميع أنحاء البلاد.
الدرعية ورؤية 2030
يُعد مشروع تأهيل وتطوير الدرعية التاريخية أحد أهم مخرجات ومنجزات رؤية المملكة 2030، وواحداً من المشاريع الوطنية التي وُلدت من رحم الأهداف والتطلعات الطموحة للرؤية، ونمت وتطورت في إطار السعي الحثيث لتحقيق برامجها، لتُصبح «بوابة الدرعية» أكبر مشروع تراثي وثقافي في العالم؛ وهو المشروع الذي رعى حفل تدشينه خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في نوفمبر 2019م، ويقود مُنجزاته المتنامية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، رئيس مجلس إدارة هيئة تطوير بوابة الدرعية، لتكون الدرعية التاريخية واحدة من أهم الوجهات السياحية والثقافية وأماكن التجمع الإنساني في المنطقة والعالم.
زخم عالمي لمشروع وطني
وبمناسبة مرور خمس سنوات على انطلاق الرؤية، فإن المشاريع المتنوعة لإعادة تأهيل وتطوير «جوهرة المملكة» لم تكن لتحظى بهذا الزخم العالمي من قبل المهتمين والمتخصصين بالمعالم والمواقع التراثية، لولا المعايير العالمية التي تم العمل عليها تماشياً مع رؤية المملكة 2030، التي أضحت خلال السنوات الماضية نموذجاً يُحتذى في التخطيط الاستراتيجي لاقتصادات الدول، وأصبحت حديث العالم في توجه المملكة العربية السعودية نحو تنويع اقتصادها الوطني، وخفض الاعتماد على النفط، والذي يُمثل مشروع هيئة تطوير بوابة الدرعية نموذجاً لهذا التوجه، وركيزة أساسية من ركائز مشاريع الرؤية.
وقال الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير بوابة الدرعية جيري انزيريلو: «الجميع على مستوى العالم يعلم جيداً أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، رئيس مجلس إدارة هيئة تطوير بوابة الدرعية، هو عراب رؤية 2030، وأن ترؤس سموه لمجلس إدارة الهيئة أسهم بشكل فعال في دقة وسرعة تنفيذ هذا المشروع العالمي، في ظل ما عُرف عن سموه من تبني مشاريع طموحة تستهدف المساهمة في ازدهار الاقتصاد السعودي».
حقبة فريدة من التصاميم الإنشائية
إن عمل هيئة تطوير بوابة الدرعية، الذي أُطلقت المرحلة الأولى منه في عام 2020م الماضي، سيكون بمثابة واحد من أهم وأبرز أماكن التجمع الإنساني في العالم، وليس فقط في المملكة العربية السعودية أو المنطقة، فالمشروع يمثل حقبة جديدة وفريدة في المشاريع الإنشائية والتصاميم المعمارية والتراثية والضيافة العالمية، في ظل ما تمتلكه الهيئة من بيئة طبيعية مميزة ومواقع تراثية عالمية، أهمها حي الطريف التاريخي، المدرج ضمن قائمة المواقع التراثية العالمية بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو».
وتشمل المرحلة الأولى من المشروع تنفيذ أعمال تطوير منطقة البجيري وفق أبرز وأحدث المعايير الحضرية والبيئية في تأهيل المواقع التاريخية والتراثية في العالم، وإقامة نمط حياة استثنائي للسياح والضيوف والزوار من داخل وخارج المملكة العربية السعودية، ويستهدف المشروع جذب 25 مليون زائر وسائح سنوياً من داخل وخارج المملكة، في ظل ما يتم التخطيط له من مشاريع ترفيهية وفعاليات متنوعة، ومتاحف، وقصور، ومساجد تاريخية، ومنشآت فنية وثقافية، واستقطاب الأحداث الفنية والثقافية من مختلف أنحاء العالم، لا سيما وأن تطوير حي البجيري يضم منطقة مطاعم ومقاهٍ عالمية فاخرة ذات إطلالات طبيعية خلابة على مواقع تاريخية وتراثية مميزة، لخدمة الزوار والضيوف من داخل وخارج المملكة.
البجيري والأعمال القائمة
تعمل هيئة تطوير بوابة الدرعية على تهيئة البنية التحتية بمعايير حديثة عالمية وتوفير مواقف سيارات وطرق وممرات مشي تسهل الوصول إلى ساحة الطعام والمواقع الترفيهية المفتوحة للزوار، ومواقف سيارات لتستوعب الزائرين والسياح، إضافة إلى توفير العديد من المعارض الفنية والثقافية، والمرافق الترفيهية للعائلات والأطفال، للاستمتاع بتناول الطعام في الهواء الطلق والاطلالات الخلابة، ومعايشة العروض الفنية والثقافية المحلية والعالمية».
ومن المتوقع أن يضم المشروع عدداً كبيراً من العلامات التجارية الفاخرة، ومراكز التسوق الراقية، لخدمة الزوار والضيوف، ومنطقة مطاعم داخلية تعمل على مدار السنة، وأخرى في الهواء الطلق، إضافة إلى مواقع تقع في القلب من المشروع لتقديم عروض وفعاليات مميزة».
منطقة المطاعم.. و10 مطابخ عالمية
وتعمل الهيئة على إنشاء منطقة مطاعم عالمية، والتي ستكون بمثابة تجربة استثنائية لتذوق أنواع مختلفة من الأطباق المحلية والعالمية في الهواء الطلق، وتناول مأكولات تنتمي لمجتمعات وشعوب ودول مختلفة، وسط أجواء طبيعية ومواقع تراثية وتاريخية عريقة، يتجاوز عمرها 300 عام.
كما تضم منطقة مطاعم البجيري عدداً كبيراً من المطابخ العالمية بأذواق متنوعة تنتمي لشعوب ومجتمعات مختلفة، لجذب الزوار ومحبي الأطعمة من داخل وخارج المملكة.
وكشف المخطط العام للمشروع عن أن المطاعم استلهمت تصاميمها من العمارة النجدية التقليدية، لمعايشة أجواء تراثية قديمة ومشاركة تجربة لا مثيل لها في 19 مطعماً ومقهى، تقدم مفهومًا ونوعاً جديداً من الطعام والشراب، كما يتم الاحتفاء أيضاً بالمطبخ السعودي التقليدي، واستضافة العديد من الأطباق الجديدة، التي تهم الزوار والضيوف والسياح من مختلف أنحاء العالم.
وتشمل المرحلة الأولى من المشروع، الذي يمثل حقبة جديدة وفريدة في المشاريع الإنشائية والتصاميم المعمارية والتراثية، والضيافة العالمية، تنفيذ أعمال تطوير منطقة البجيري الشهيرة، وفق أبرز وأحدث المعايير الحضرية والبيئية في تأهيل المواقع التاريخية والتراثية في العالم، وإقامة نمط حياة استثنائي للسياح والضيوف والزوار من داخل وخارج المملكة العربية السعودية، ويستهدف جذب 25 مليون زائر وسائح سنوياً من داخل وخارج المملكة، في ظل ما يتم التخطيط له من مشاريع ترفيهية وفعاليات متنوعة، ومتاحف، ومنشآت فنية وثقافية، واستقطاب الأحداث الفنية والثقافية من مختلف أنحاء العالم.
وستقوم الهيئة بتحويل مدينة الدرعية التاريخية إلى وجهة سياحية عالمية، بجذورها الرئيسية في تاريخها وثقافتها وتراثها، والهدف هو تنفيذ تطوير حضري مستدام ومتعدد الاستخدامات مستوحى من مبادئ كل من العمران الجديد والعمارة النجدية التاريخية، لتصبح الدرعية موطناً لأكثر من عشرين مكان ضيافة فاخر للغاية، لتقديم تجارب حقيقية تعكس تاريخ وثقافة المملكة الغنيين، وستشمل الوجهة متاحف ومعارض ومطاعم ومحلات البيع وساحات عامة وفنادق وفضاءات ترفيهية متعددة وفضاءات سكنية ومؤسسات تعليمية ومكاتب.
حي الطريف
يعد حي الطريف التاريخي المسجل في قائمة التراث العالمي باليونسكو، رمزًا لتاريخ المملكة العربية السعودية الغني وملاذًا للتراث الوطني المحفوظ في متاحف في الهواء الطلق. ويعتبر قصر سلوى أكبر مبنى قائم، وله أهمية كبيرة باعتباره موطن الملوك والأبطال، ومن ضمنهم الإمام محمد بن سعود، مؤسس الدولة السعودية الأولى.
بُنيت مدينة الطريف بالطوب اللبِن ومواد طبيعية أخرى في القرن الثامن عشر الميلادي، وتتميز بساحات وأزقة وأبراج تعرض العمارة النجدية المثالية وتحكي قصة أسلوب الحياة السعودي التقليدي. بموجب إرشادات اليونسكو، تمت استعادة المدينة المبنية بالطوب اللبِن لعرض المواد والتحف من الماضي الملكي والاجتماعي والثقافي للمملكة، تأخذ الضيوف في رحلة شاملة عبر التاريخ السعودي.
لقد قمنا بتطوير تجارب ثقافية وترفيهية تعكس التقاليد وكرم ضيافة شعبها وتخلق مكانًا للالتقاء للجميع.
جوهرة المملكة
وأكد الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير بوابة الدرعية جيري انزيريلو، أن تطوير منطقة الدرعية التاريخية «جوهرة المملكة « يأتي ضمن رؤية المملكة 2030، لتكون وجهة سياحية عالمية، بفضل ما تمتلكه من مقومات طبيعية ومواقع تاريخية وتراثية عريقة، وإمكانات ثقافية متنوعة، وطابع معماري مميز، لاسيما العمارة النجدية المعروفة في الدرعية التي يعود تاريخها إلى أكثر من 300 عام.
وأوضح أن من بين المشاريع التي سيتم تنفيذها وفقاً لخطة التأهيل والتطوير ضمن مشروع بوابة الدرعية الذي يمتد على مساحة 7 كيلو مترات مربعة، إنشاء مجموعة متنوعة من المقاصد السياحية والترفيهية بإضافة أكثر من 20 فندقاً ومجموعة متنوعة من المتاحف، ومحلات عالمية للتسوق، وأكثر من 100 مطعم عالمي، بأذواق ونكهات تنتمي لدول وشعوب من مختلف الدول والثقافات.
كما يشمل المشروع عدداً من الساحات الخارجية ذات التصاميم المميزة والاطلالات الخلابة، وممشى بطول 3 كيلو مترات يطل على وادي حنيفة التاريخي، لتكون المنطقة أكبر وأهم منطقة تراثية وثقافية مفتوحة، بإطلالات طبيعية وتاريخية، من بينها أكثر من 20 معلماً ثقافياً.
وعد الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير بوابة الدرعية، أن اكتمال المشاريع في المنطقة سيحولها إلى وجهة عالمية، ذات نمط حياة استثنائي, منطقة للاستكشاف والتسوق وتذوق أشهى الأطعمة العالمية، بل أيضاً مكان للسكن والعيش والحياة الراقية، وهو ما يؤهلها لجذب ملايين السياح والضيوف من جميع أنحاء العالم والمواطنين والمقيمين في المملكة.
ولفت إلى أن المرحلة الأولى التي تم البدء في تنفيذها في منطقة البجيري تشهد عملية تطوير وتأهيل وتجميل هائلة، وتحسين للبنية التحتية، وكذلك تحسين نوعية الحياة لمجتمع وسكان الدرعية، في ظل خطط المشروع لإنشاء شوارع ذات نمط معماري تاريخي، بمناظر طبيعية جميلة بالكامل، بالإضافة إلى مسارات للدراجات، وأخرى لركوب الخيل، والتظليل الطبيعي لممرات المشاة.
وبين أن منطقة البجيري ستكون مركزاً رئيسياً للمطاعم العالمية في مدينة الرياض، مع إطلالات ومناظر مميزة على حي الطريف؛ وواحة الدرعية للفنون التي تُعد واحدةً من مراكز الفن المعاصر في المملكة وفندق سمحان التراثي الذي يتكون من 142 غرفة بطابع تراثي نجدي.
ويشمل المشروع تطوير مساحة 2 كيلو متر مربع من وادي حنيفة التاريخي، وتأهيل بساتين النخيل والمزارع القديمة في المنطقة، ومسارات مشي جديدة، ومناطق للتنزه، لتكون بمثابة مواقع مفتوحة للسياح والزوار للاستمتاع بهذه المناظر الطبيعية في الهواء الطلق.
ويجري تنفيذ مشروع البنية التحتية للبجيري الذي يعد واحداً من أكثر المشاريع تطوراً وتعقيداً على مستوى العالم، ويشمل نقل حوالي تسعة ملايين متر مكعب من التربة، أي ما يعادل 3600 حمام سباحة أولمبي بطول 50 متراً، وبارتفاع 15 مترًا تحت مستوى سطح الأرض، بهدف إنشاء ثلاثة كيلومترات من الإنفاق، وساحة انتظار تستوعب 10500 سيارة، باستخدام 1.2 مليون متر مكعب من الخرسانة. وستغطي المراحل الأولى من أعمال التطوير 1.320.000 متر مربع، أي ما يعادل مساحة 185 ملعب كرة قدم تقريباً.
وقال جيري انزيريلو: «هناك درعية واحدة فقط لا مثيل لها، وهذا المشروع ضمن رؤية المملكة 2030، ونحن سعداء ببدء هذه المرحلة، وتحويل الرؤية إلى واقع ملموس، لتصبح الدرعية مركزاً عالمياً للثقافة ونمط الحياة الراقي، وموقع للفعاليات والمتعة والترفيه، لتكون نموذجاً معبراً عن قيمة الثقافة السعودية، واقتصادها القوي ضمن اقتصادات العالم؛ فالاختلاف الأهم والأبرز لهذا المشروع عن غيره من المشاريع الذي يعطيه قيمة كبيرة على المستوى الاقتصادي والتاريخي والسياحي، أنه يجمع بين الموقع الفريد الذي يمثل جوهرة المملكة، وعراقة 300 عام من تاريخ المملكة، وعملية تطوير وتأهيل عالمية تجري على قدم وساق لهذه المنطقة التاريخية، التي تشتمل أيضاً على إنشاء مؤسسات تعليمية متقدمة وأكاديميات ومعاهد ثقافية وجامعات ومتاحف؛ في ظل النهضة الكبيرة التي تعيشها المملكة».
من جانبه أكد الرئيس التنفيذي للتصميم والتطوير في هيئة تطوير بوابة الدرعية جوناثان تيمز، أن مشروع التطوير والتأهيل يشكل طريقة جديدة للحياة لسكان الدرعية بوجه خاص ومجتمع مدينة الرياض بوجه عام، خاصة أنه يجمع بين الحياة النجدية التقليدية، وأساليب ووسائل الترفيه والراحة الحديثة، التي تمتزج جميعها في مجتمع حضري متكامل، يستمد قيمه من التراث الإنساني العريف، وقيم المساواة الثقافية في المملكة».