«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
في الجزء الثالث والأخير من حديث الأستاذ تركي الناصر السديري تطرق لبطولات المناطق التي ينادي البعض بتوثيقها، وهل كانت بطولات قائمة بحد ذاتها أم أنها تصفيات لبطولات أخرى؟ حيث أكد السديري بأن بطولات المناطق مقفلة وحصرية بين أندية المنطقة الواحدة، ولا تعتبر بطولة على مستوى عموم الأندية السعودية، وهي بمثابة تصفيات أولية لبطولة كأس الملك، تؤهل صاحب المركز الأول إلى الانتقال إلى المرحلة التالية للتأهل واللعب على نهائي الكأس مع أبطال المناطق الأخرى، ومحاولة أندية اعتبار تحقيق المركز الأول في مسابقة دوري كأس الملك على نطاق المنطقة على أنه بطولة يدعو إلى السخرية؛ لكونه يلوي حقيقة معلومة، وتجهيل للجمهور الرياضي ودلالة على أمية في المعرفة والمعلومة والحقيقة التاريخية واعتساف لها!.. نتيجة محاولة لصنع بطولات وإنجازات من خيال وعدم احترام جماهير الأندية بتجهيلها وغشها وتغييبها عن الحقيقة والمصداقية وأمانة تقديم المعلومة الصحيحة والموثقة.
وهناك من ورط أندية -مع الأسف- في تأليف سجل بطولات خلط فيه البطولات الرسمية الحقيقية على مستوى المملكة، مع بطولات تصفيات أولية، ومع مباريات ودية ومعسكراتية وتنشيطية ورمضانية و»لبن وسمك وتمر هندي»! لذلك تجد هؤلاء «الخلالطية» في ورطة انفضاح صنيعهم أمام جماهيرهم، لذا مارسوا الضجيج وخلط الأمور ورفعوا الأصوات وبذلوا ما يستطيعون لمنع توثيق سجل بطولات الأندية وفق المعايير العلمية والموضوعية المعتبرة والموثقة والمعروفة رسمياً، حتى لا تنكشف أكذوبتهم وغشهم وتدليسهم على جماهيرهم وبيعهم الوهم لهم والتقليل من قيمة جماهير أنديتهم واحترام أمانة قول المعلومة الحقيقية والصحيحة.
وبالمناسبة، هناك من يخلط ما بين «توثيق» بطولات الأندية الرياضية الرسمية وما بين تدوين تاريخ الرياضة السعودية، فتوثيق البطولات يسير ومعلوم وموثق لا يحتاج لكل هذه «الحوسة»، بل إن ما قامت به لجنة التوثيق برئاسة الأستاذ تركي الخليوي كافية ووافية، وقامت بما سوف تقوم به أية جهود أخرى تناط بها هذه المهمة.. المعلومة المعروفة السهلة اليسيرة الواضحة.. إلا من في رؤيته غبش!.. وسيعود الجميع مهما أكثروا من اللف والدوران واللجان و»اللت والعجن» إلى «سجل الخليوي التاريخي».
أما «تدوين تاريخ الرياضة السعودي» فيحتاج إلى مركز بحوث ودراسات ورصد تاريخي متخصص في علم التاريخ الرياضي، تتولى وزارة الرياضة تأسيسه من متخصصين وباحثين وخبرات تمتلك شروط البحث العلمي المنهجي وأدوات ومعارف ومناهج علم التاريخ، ولا يجب أن يترك لاجتهاد وارتجالية وعبث مؤرشفين ومتحمسين وشللية مشجعين وإعلاميين ومدعين للمعرفة وأرباب فراسة وتنطع، إنما يجب أن تتم الاستعانة بخبراء ومتخصصين وباحثين من أقسام التاريخ بالجامعات السعودية ومراكز البحوث ودارة الملك عبدالعزيز.