تتميز منطقة المدينة المنورة بعدد من الميزات جعلتها موطناً للعديد من الحضارات عبر التاريخ منها: توفر المياه وخصوبة أراضيها، إضافة إلى أن موقعها الجغرافي ووقوعها على خط الجغرافي ووقوعها على خط التجارة القديم بين الشمال والجنوب يسهل الوصول إليها من جميع نواحي الجزيرة العربية.
كما أن وجود الأسواق التجارية بها جعلها ذات أهمية بالنسبة للتبادل التجاري بين القبائل.
ومنطقة المدينة المنورة حاضرتها المدينة المنورة ومن محافظاتها ينبع، العلا، بدر، خيبر، الحناكية والمهد وتحتوي هذه المحافظات على عدد من المواقع الأثرية التي ترجع إلى فترات مختلفة من العصور، وبالإضافة إلى مواقع المدن القديمة الإسلامية يوجد بالمنطقة عدد من المباني التاريخية والمعالم الحضارية مثل القلاع والحصون والمساجد المبكرة ومحطات سكة حديد الحجاز. ومن أهم هذه المواقع بمنطقة المدينة المنورة.
قصر عروة بن الزبير..
يعد قصر عروة بن الزبير في المدينة المنورة أحد أبرز القصور التاريخية في المملكة.
يعود القصر إلى التابعي الجليل عروة بن الزبير -رحمه الله-، وتمت إعادة ترميمه من قبل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مستعيداً بذلك مكانته التاريخية كمتحف مفتوح يتخذ من الضفة الشرقية لوادي العقيق مقراً دائماً ومتاحاً للجميع، وذلك بعد سنوات طويلة من إحاطته بسياج حديدي للحفاظ على ما أبقته العوامل الزمنية من جدران متهالكة وهيكل متصدع وبناء يشارف على السقوط والاندثار.
ويقع القصر الأثري على امتداد الطريق المؤدّي إلى مسجد ذي الحليفة «ميقات أهل المدينة» على طريق جدة ومكة القديم من طريق آبار علي، ويبعد عن المسجد النبوي الشريف قرابة 3.5 كم.
وقد شيد على تلة مرتفعة تطل على ضفة وادي العقيق بالمدينة المنورة، جدرانه وأساساته من حجارة الجبال المنتشرة في الموقع أو تلك التي جلبت من الأماكن القريبة من المدينة المنورة، في الوقت الذي تقع فيه بوابته في الجهة الجنوبية، تتوزع وحداته المعمارية حول أفنيته الثلاثة الداخلية، وتدل الكتابات والآثار القائمة في الموقع على وجود استيطان بشري موغل في القدم، حيث بقايا قصور ترجع للعصرين الأموي والعباسي والتي من أشهرها بالإضافة إلى قصر عروة بن الزبير، قصر سعيد بن العاص، وقصر مروان بن الحكم، وقصر سعد بن أبي وقاص، وقصر سكينة بنت الحسين، وقد غطت القصور ضفاف وادي العقيق، وشيدت تلك القصور على أرض واسعة، وكان لكل قصر منها مزرعة عامرة بالأشجار.
ويعد قصر عروة بن الزبير ضمن القصور التي شيدت نهاية القرن الهجري الأول، وتعطي دلالة على أهمية ومكانة وادي العقيق، علاوة على مدى الاهتمام بالبنيان وجمالياته، كما أن تلك القصور وصفت أدبياً وأنشد فيها شعر، إضافة إلى وجود بئر عروة العذب بمياهه وكل تلك المعالم المكانية تدل على الجانب الحضاري في عهد الدولة الأموية.
مدينة الربذة..
يعد موقع الربذة في منطقة المدينة المنورة أحد أهم المواقع الأثرية الذي تم العثور فيه على معالم معمارية متنوعة، ومواد أثرية وصناعات، تبرز تطور الحضارة الإسلامية في عصور الخلفاء الراشدين والدولتين الأموية والعباسية.
وكانت الربذة من الحواضر الإسلامية الكبيرة في قلب جزيرة العرب، وشكلت مركزاً اقتصادياً وثقافياً مهماً ومحطة رئيسية على طريق الحج من العراق إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وإذا كانت الربذة قد انتهت كمدينة إسلامية فإن آثارها أمدت الباحثين بمعلومات وفيرة عن الحضارة الإسلامية المبكرة في قلب الجزيرة العربية، كما أن التراث المعماري للربذة يوضح صورة جلية نستدل منها طبيعة الحضارة الإسلامية بمفهومها الشامل في العصر الإسلامي المبكر في الجزيرة العربية عامة والحجاز ووسط الجزيرة.
وفي ضوء المعلومات المتناثرة عند الجغرافيين والرحالة المسلمين عن الربذة، أنها كانت من أحسن المنازل على طريق الحج.
وقد تميزت قصور ومنازل الربذة بأسلوب معماري ونسيج هندسي مميز، فهي رباعية التخطيط، ومتعامدة مع القبلة، وبنيت الغرف الداخلية على شكل وحدات يجمعها فناء داخلي أو ساحة، وفيها مرافق الخدمات من أفران للطبخ ومستودعات حفظ المياه ومخازن الحبوب وغير ذلك من المرافق الخدمية.
وأبرزت الحفائر الأثرية الكشف عن مسجدين رئيسيين وهما - المسجد الجامع وهذا المسجد كشف عنه في الجهة الغربية من الربذة، ولعل هذا المسجد هو مسجد أبي ذر الغفاري الذي اختطه بنفسه عندما قدم للربذة، وقد ذكرت المصادر أن بالربذة مسجدين أحدهما مسجد أبي ذر. ومسجد المنطقة السكنية.
لكن أبرز ما تتميز به الربذة هو تصميم مستودعات لحفظ المياه (خزانات)، بنيت تحت مستوى أرضيات الغرف والساحات الداخلية والممرات وفي كل الوحدات السكنية، وبنيت هذه الخزانات بطريقة هندسية بديعة.
وأكدت الدراسات لهذه المعثورات أن الربذة كانت على درجة عالية من الحيوية من حيث تنوع الصناعات وبالأخص الأدوات الفخارية والخزفية والحجرية والزجاجية، فقد تم العثور على أوان كاملة من الجرار والأطباق والأكواب والقوارير، أما الكسر من مختلف الأواني فهي كثيرة ومتنوعة، وعليها عناصر زخرفية بديعة تدل على دقة الصناعات وخبرة الصناع ومقدرتهم وملكتهم في الحرف والصناعات، وقد أعطت هذه المكتشفات دلالة واضحة عن الفترة الزمنية التي شهدتها الربذة خلال ثلاثة قرون وأكثر من تاريخها، ومن هذه المعثورات ما هو مصنوع محلياً في الربذة ذاتها، وتأتي القطع النقدية المكتشفة لتعطي دلالة واضحة على الثراء الاقتصادي للربذة.
متحف سكة حديد الحجاز..
يمثل متحف المدينة المنورة بمحطة سكة حديد الحجاز أحد أبرز المتاحف التاريخية في المملكة سواء من حيث مبناه أو المعروضات فيه.
وتم تدشين المبنى احتفالاً بوصول أول قطار من دمشق إلى المدينة المنورة يوم 22 رجب 1326هـ الموافق 28 آب/ أغسطس 1908م، وفي عام 1419هـ وتستخدم قاعات المتحف لعروض أثرية وتاريخية، فيما يستخدم حرمها لإقامة بعض المهرجانات الثقافية.
ويشمل المتحف مباني محطة سكة حديد الحجاز في المدينة المنورة التي تم ترميمها وتأهيلها وتحويلها لمرحلة عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث، كما يشمل متحفاً بورشة إصلاح القاطرات بالمحطة يعرض تاريخ سكة حديد الحجاز، ويضم ضمن مبنى المحطة الرئيسة، قاعة المعارض الزائرة والمؤقتة، وقاعة المحاضرات والعرض المرئي، إلى جانب سوق للحرفيين، ومتجر المتحف والمقهى الشعبي، ومطعم القطار والذي يشمل ترميم (12) عربة قطار كمطعم للعائلات.
وتشمل مكونات المرحلة الأولى من متحف المدينة المنورة (14) قاعة عرض تشمل بهو المتحف، وقاعات بيئة المدينة المنورة وتاريخها الطبيعي، والمدينة المنورة قبل الإسلام، والمدينة المنورة في العهد النبوي، وقاعة زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وأبناؤه، وقاعتي الأنصار والمهاجرين، وقاعة المسجد النبوي الشريف، وقاعات المدينة المنورة في عهد الخلفاء الراشدين، وقاعة المدينة المنورة خلال العصور الإسلامية والمدينة المنورة في عهد الدولة السعودية الأولى والمدينة المنورة في عهد الدولة السعودية الثانية، والمدينة المنورة في عهد الملك عبدالعزيز يرحمه الله، وقاعة التراث المديني.
جبل أحد
يشكل جبل أحد معلماً ورمزاً تاريخياً بالمدينة المنورة، يعتبر موقع غزوة أحد أهم موقع تاريخي في المدينة المنورة يحظى بزيارة آلاف الزوار يومياً.
سمّيت الغزوة بغزوة أحد نسبة لجبل أحد، والذي كانت الغزوة بمحاذاته، وهو عبارة عن سلسة من الجبال القريبة من المدينة المنورة في الجهة الشماليّة، وتمتد من الشرق للغرب، وقد كان موقع الغزوة بعيداً بعض الشيء عنها آنذاك، لكن وصله العمران اليوم، وهناك عدّة آراء لسبب تسميته بجبل أحد، أحدها بأنّها الجبال الوحيدة في تلك المنطقة، ورأي آخر بأنه دلالة على وحدانيّة الله، أو أنه يُنسب لأحد الرجال العمالقة الذين سكنوا المنطقة قديماً.
ويعد جبل الرماة الذي كان يقف عليه الرماة في المعركة، ومقبرة الشهداء أهم معالم هذا الموقع الشهير.
وهو جبل صغير يقع قرب جبل أحد وفي الجهة الجنوبية الغربية منه في المنطقة التي وقعت فيها غزوة أحد سنة ثلاث للهجرة. لذلك يسمى أيضاً جبل الرماة لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع الرماة عليه قبيل الغزوة وأوصاهم أن يحموا ظهور المسلمين ويمنعوا تسلل المشركين من خلفه.
يمتد هذا الجبل من الشمال إلى الجنوب مع شيء من الميل نحو الشرق وبقربه مجرى وادي قناة، وهو قليل الارتفاع بنى عليه في العهد العثماني مسجد صغير وبعض البيوت وأزيلت مؤخراً.
موقع غزوة بدر
يمثل موقع غزوة بدر أحد أهم المواقع التاريخية في المملكة، نظراً لارتباطه بغزوة بدر الكبرى وهي بأول معركة خاضها المسلمون ضد كفار قريش في السابع عشر من رمضان خلال العام الثاني للهجرة (624) ميلادي، وما زالت تتمثل ذكريات المعركة على أرض محافظة بدر، التي تبعد عن المدينة المنورة 150 كم غرباً، وعن مكة المكرمة التي تحدها جنوباً ( 300 كم ).
ويستقبل موقع الغزوة الكثير من الزوار لمشاهدة أبرز معالم الموقع وهي: مسجد العريش، وهو المكان الذي صلى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء غزوة بدر تحت عريش من النخل فبني المسجد وسمي بالعريش, ومن أبرز معالمها «مقبرة الشهداء» التي تضم شهداء معركة بدر, ويبرز فيها «العدوة الدنيا» وهو مكان قدوم المسلمين من المدينة المنورة و»العدوة القصوى» وهو مكان قدوم المشركين من مكة المكرمة.
ويجري العمل على مشاريع تطوير وتأهيل موقع غزوة بدر، الذي سيشتمل على إنشاء متحف الغزوات الإسلامية، إضافة إلى مواقع أخرى في المدينة المنورة مثل موقع غزوة أحد، وغزوة الخندق، ودرب السنة بين المسجد النبوي ومسجد قباء، وقصور ووادي العقيق ومسجد القبلتين ومسجد الميقات.
المواقع الأثرية والتراثية في محافظة العلا
تقع مدينة العلا التاريخية بين المدينة المنورة وتبوك وكانت العلا قديماً تسمى (ديدان) وهي أكبر وأهم المناطق الحضارية القديمة لوقوعها على الطريق الرئيسي للتجارة، حيث قامت العلا بدور الوسيط بين حضارات الهند وجنوب شبه الجزيرة العربية جنوباً وبين حضارات الشام ومصر والعراق شمالاً منذ القدم وحتى القرن الأول ق.م وألفت شمسها عندما سيطر الأنباط على شمال شبه الجزيرة العربية واتخذوا الحجر عاصمة ثانية لهم، ويوجد بها عدد من المقابر المنحوتة في الجبال نحتاً هندسياً بارعاً إلى جانب عدد من النقوش الدادانية والمعينية واللحيانية والثمودية والنبطية والكوفية وآثار للعيون وبقايا القلاع والسدود، كما أن البلدة القديمة للعلا بنيت من أنقاض آثار ديدان ولحيان وتمثل البلدة نمطاً فريداً للمدينة الإسلامية.
(مدائن صالح) الموقع الأثري الأشهر في المملكة
باتت (مدائن صالح) الموقع الأثري الأشهر في المملكة والمسجل في قائمة التراث العالمي التابع لليونسكو في شهر يوليو 2008 ، فهنا قامت واحدة من أعرق الحضارات في التاريخ.. وهنا بلاد المقابر والكهوف والرسوم الصخرية والمقابر ذات الواجهات المعمارية الضخمة التي صممت تصميماً هندسياً بديعاً والكهوف العميقة, وقد تضمنت العديد من النقوش والكتابات التي يدل جميعها على المستوى الحضاري الرفيع الذي بلغه سكان الحجر, وكونوا حضارة عظيمة في الفترة من العام الأول قبل الميلاد إلى العام 75م.
تقع مدائن صالح على بعد (22) كيلو متراً شمال محافظة العُلا، وتحتل موقعاً إستراتيجياً على طريق التجارة الذي يربط جنوب الجزيرة العربية ببلاد الرافدين وبلاد الشام ومصر.
ويضم موقع مدائن صالح ( 132 ) واجهة صخرية منحوتة في الصخر، وعدداً من الآثار الإسلامية من قلاع وبقايا خط سكة حديد الحجاز.
والداخل إلى مدائن صالح/ الحجر/ يجد نفسه بين سلسلة من الجبال المتشابكة والمنفصلة والمنحدرات الصخرية التي احتوت الكثير من الآثار المهمة مثل البيوت المنحوتة في الجبال، والمقابر ذات الواجهات المعمارية الضخمة التي صممت تصميماً هندسياً بديعاً والكهوف العميقة، وقد تضمنت العديد من النقوش والكتابات التي يدل جميعها على المستوى الحضاري الرفيع الذي بلغه سكان الحجر, وكونوا حضارة عظيمة في الفترة من العام الأول قبل الميلاد إلى العام 75 م. وفي كل مكان تشاهد نقوشاً وكتابات بحروف نبطية أو عربية ثمودية متنوعة منقوشة بشكل رائع بعضها نقش على واجهات المقابر وبعضها داخل المغارات الكبيرة وبعضها ملقى على سفوح الجبال.
آثار خيبر
تعد خيبر الواقعة في منطقة المدينة المنورة من أكثر المواقع أهمية في قيمتها التاريخية ومعالمها الأثرية التي لا يزال الكثير منها باقياً إلى الآن.
وتشير المصادر التاريخية إلى أن أول من سكن خيبر هم العماليق من العرب البائدة، وتكشف بعض الآثار المكتشفة في خيبر أنها سكنت قبل (6000) سنة قبل الميلاد.
وقد اشتهرت خيبر بحصونها وقلاعها، حيث أن خيبر وجمعها خيابر تعني الحصن بلغة الأقوام السامية التي سكنت خيبر قديماً، ويوجد تقارب لفظي ومعنوي للغات السامية وخاصة القديمة منها نتيجة وحدة المصدر لتلك اللغات.
وعلى ضفاف أودية الغرس وغمرة والحفيرة والقاع آثار ترجع إلى العصر الحجري القديم، وهي عبارة عن فؤوس حجرية وأدوات مشحوذة وقواطع ومعاول كما عثر على أدوات تعود إلى العصر الحجري الوسيط وهي مجموعة من الأنصال والشفرات المشحوذة من إحدى حافتيها ومكاشط جانبية وأزاميل.
وعثر على الكثير من الدوائر والمذيلات الحجرية وهي ألواح حجرية ضخمة وضعت على هيئة دائرة أو مثلث يمتد من إحدى زواياه صفان من الحجارة على شكل ذيل طويل كانت تستخدم للصيد.
وقد عثر في حدب - حمر شمالي خيبر على أقدم رسوم لأبقار وحشية وخيول منفذة بأسلوب الحفر العميق وزخرفت بعض أبدانها بدوائر ونقاط تمثل حقبة زمنية تعود للألف الخامس قبل الميلاد وفي وادي الوطيح يوجد مناظر تمثل معارك تدور على ظهور الخيول باستخدام رماح طويلة.
وورد اسم خيبر كأحد المناطق التي استولى عليها الملك البابلي نابونيد وكانت تابعة لملكه الذي ضم تيماد وديدان وخيبر، وذلك خلال الفترة من ( 555 - 539) ق.م، حيث ورد اسمها في كتابات الآشوريين خبرا، كما أن خيبر كانت ضمن الممالك العربية كمملكة ديدان والأنباط والغساسنة.
فتحت خيبر في المحرم من السنة السابعة للهجرة النبوية، حيث قاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم جيشاً من المسلمين قوامه (1600) فرد منهم (200) فارس باتجاه (خيبر) بعد أن استبان له تورط يهودها في غزوة الأحزاب وللقضاء على وكر الفتنة والتآمر ضد الإسلام، وكان جيش (يهود) بقيادة سلام بن مشكم قد تجمعوا داخل الحصون - علماً بأن هذه الحصون لا تقدر عليها الرجال لارتفاعها ووجودها على جبال تشبه الصخور العظيمة. كما أن الخيل لا تستطيع الصعود إليها - فكان القتال العنيف المرير حول الحصون وسقطت حصناً حصناً حتى استسلم (يهود).
وخيبر غنية بكنوزها الأثرية من حصون وسدود ونقوش وكتابات أثرية، ويعود تاريخ الحصون إلى ما قبل الإسلام ومنها: - حصن القموص (مرحب)، وهو من أشهر الحصون يشرف مباشرة على خيبر القديمة ويوفر الحماية لها وقد أعيد بناؤه مؤخراً ليكون مقراً للإمارة في عهد الملك عبدالعزيز وتعود فترة بنائه إلى العصر الغساني، وحصن ناعم: من حصون النطاة يعرف حالياً بالعاصمية وهي قرية مهجورة بنيت على أنقاض هذا الحصن وحالياً يعد هذا الحصن مجموعة من الصخور المتناثرة، وحصن الصعب بن معاذ، وحصن أبي وحصن السلالم وحصن النزار وهو قرية متكاملة مهجورة وحصن الوطيح وهو يقع على مساحة واسعة من الحرة وهو عبارة عن قرية متكاملة على آثار الحصن المعروف بالوطيح وتسمى حالياً قرية مكيدة.
ومن آثار خيبر السدود ومنها: سد البنت الأثري: ويقع جنوب شرق الثمد يبلغ طوله (250) متراً وارتفاعه (30) متراً وقد تهدم جزء منه، وسد الحصيد الذي يقع شرق الثمد على أحد روافد وادي الغرس طوله ( 60 ) متراً وارتفاعه ( 6 ) أمتار، وهناك سدود أخرى مثل سد المشقوق وسد الزايدية.
ومن الآثار قصير النبي: وهو الموقع الذي عسكر فيه جيش المسلمين بعد وصوله خيبر وكان به مسجد أسسه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكان المسجد محاط الآن بمداميك من الأحجار السوداء.
وتزخر (خيبر) بالنقوش والكتابات القديمة سواء الحصون أو المواقع المندثرة ولا سيما في القرى مثل قرية العين ومكيدة والنطاة، كما أن تنوع جبال خيبر لافت للنظر، فهناك جبل عند مشاهدته من بعيد ترى كأن له رقبة يسمى (ذو الرقيبة)، ويوجد شرق (خيبر) جبل القدر والقدير تسمياً بذلك لأن قمتهما تشبه القدر وقد كانتا نتيجة ثوارن أحد البراكين في المنطقة حيث سالت الحمم البركانية في كل الاتجاهات وذلك عام 1800م.
السويرقية
السويرقية، هي قرية من قرى محافظة مهد الذهب بمنطقة المدينة المنورة، وكانت تعرف تاريخياً بـ السّوارقيّة، وسميت بهذا الاسم نسبةً إلى أبا بكر محمد بن عتيق بن نجم بن أحمد السوارقي الذي كان يسكنها.
تبعد عن المدينة المنورة حوالي 180 كم في الجنوب الشرقي منها، أما عن موقعها بالنسبة لمهد الذهب فهي تقع في الغرب منه بحوالي 80 كم وموقعها موقع إستراتيجي بالنسبة للمنطقة فهي تتوسط قرى صفينه والأصعبية وهباء.
والسويرقية قرية تاريخية يعود تاريخها إلى العصر الجاهلي، وكان بها سوق كبير يرتاده التجار كل يوم خميس من كل أسبوع، والآن لم يبق منه إلا مسماه وهو حي تراثي قديم جداً، وما زالت السويرقية تحتفظ بعدد من مبانيها التراثية المبنية من الحجارة والطين، وتعود إلى فترات تاريخية متعددة.
صخرة الحناكية
وتعد صخرة الحناكية - حوالي 10 كيلومتر شرق مدينة الحناكية - من أهم مواقع الرسوم الصخرية بالمنطقة، وهي عبارة عن جبل مكون من صخور حمراء رسوبية التكوين على واجهات مجموعات لرسوم حيوانية متنوعة ورسوم آدمية رجالاً ونساء على شكل مجموعات يؤدون رقصات حربية أو ذات مغزى ديني، أما الرسوم الحيوانية فتتكون من أبقار ذات قرون كبيرة مقوسة تمتد إلى الأمام بالإضافة إلى الأسود والفهود والماعز والنعام والزرافات وغيرها، ومن خلال الطبيعة الصخرية وتنفيذ الرسوم يمكن تحديد تاريخ هذه الرسوم إلى الفترة من ( 9000 - 7000 عام ) من الآن. وبالنسبة للرسوم الصخرية الأخرى فهي أكثر تنوعاً، حيث نشاهد أشكالاً آدمية في أوضاع تمثل الرقص والمبارزة والمطاردة، يحملون الحراب والأقواس والسهام والسيوف، وتوضح الرسوم كذلك أشكالاً عديدة من الحيوانات كالجمال في حالات العراك أو مربوطة وكذلك الوعول والماعز وغيرها. وفي موقع عكمة شمال العلا توجد رسوم صخرية مهمة للغاية حيث تظهر فيها أدوات موسيقية ربما تعود إلى الألف الخامس قبل الميلاد.
وتتداخل الكتابات والنقوش القديمة في كثير من الأحيان مع الرسوم الصخرية إما متزامنة معها أو نفذت بعدها على الواحات الصخرية نفسها وقد شاهدنا ذلك في الحناكية ووادي الصويدرة والعلا وشمال مدائن صالح وعلى امتداد طرق التجارة والحج التي تخترق المنطقة، وأهم هذه الكتابات اللحيانية والراداثية والمسند الجنوبي والآرامي والكتابات الثمودية والصفوية وغيرها، وأكثر هذه النقوش والكتابات تتركز في الجزء الشمالي الغربي وعلى وجه الخصوص في محافظة العلا وشمال مدائن صالح خاصة في حرة عويرض، هذا عدا المواقع المحيطة بالمدينة المنورة.
ميناء الجار,,
يقع ميناء الجار على البحر الأحمر على بعد حوالي 10كم شمال بلدة الرايس بالقرب من ينبع شمال غرب المملكة.
ويعود تاريخ ميناء الجار لفترة تسبق العصر الإسلامي، وكان الخليفة الثاني عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أول من اتخذ الجار ميناء رسميًا للمدينة، وكان الميناء يستقبل المواد الغذائية المرسلة من مصر إلى المدينة المنورة، لذلك عد الجار أهم موانئ البحر الأحمر خلال القرون الخمسة الأولى من الهجرة.ويتكون الموقع الأثري في الجار من عدد من التلال الأثرية تقع داخل محيط سور المدينة الذي تظهر ملامحه على السطح، كذلك تظهر على ساحل البحر بقايا ما يعتقد أنه أرصفة الميناء القديم.
ويحيط بالمدينة سور من ثلاث جهات فقط، وبني من الحجر الجيري، بينما الجهة الرابعة مفتوحة على البحر. ومن المعتقد أن سور المدينة يتصل بأرصفة الميناء ويشكل معها تحصينًا كاملاً للمدينة. ومن خلال الأعمال التي تمت في الموقع، فقد تم تحديد طبقات أثرية تعود لفترات عصر ما قبل الإسلام والعصر الإسلامي المبكر. كذلك عثر على مواد أثرية أبرزها الفخار والخزف الإسلامي المبكر والخزف الصيني المستورد.
الحي التاريخي بينبع (حي الصور)
هو حي تاريخي يمثل مبانيه طراز البناء التقليدي الساحلي لمحافظة ينبع وهو المركز التجاري والهام للمدينة، يقع في الطرف الجنوبي ذو إطلالة مباشرة على ساحل البحر الأحمر يتكون من عدد من البيوت التراثية كانت سكناً لتجار ينبع ومباني للوكالات في السابق، ويتميز حي الصور بمبانيه الشامخة التي صنعت بها لوحات جميلة متماثلة في مشربيات وأبواب خشبية مزينة ومخططة بالآيات القرآنية المحفورة، وبنيت مبانيه بحجر البحر (المنقبي) واستخدمت جذوع النخيل في الأسقف. ومن أشهر تلك المباني بيت بابطين، بيت الخطيب، بيت جبرتي، بيت الشامي، الوكالات التجارية، الزيتية التراثية وسوق الليل الشعبي وغيرها من المباني التاريخية.
على مساحة تتجاوز 45 ألف متر مربع يقع الحي التاريخي في ينبع والذي يحوي 100 مبنى تراثي، ويتمتع بإطلالة مباشرة على ساحل البحر الأحمر.
يتميَّز الحي بطراز بناء تقليدي ومبانٍ تراثية شامخة زُيِّنت بمشربيات وأبواب خشبية، أبرزها: بيت بابطين، وبيت الخطيب، وسوق الليل الشعبي.
الحي التاريخي بينبع (حي الصور) يشهد حالياً مشروعاً ضخماً للترميم لتحويله إلى وجهة سياحية تراثية رائدة على مستوى المملكة.