ميسون أبو بكر
زيارة سلطان عمان هيثم بن طارق للمملكة العربية السعودية بدعوة من الملك سلمان بن عبدالعزيز والتي تعتبر الزيارة الخارجية الأولى لسلطان عمان؛ كسرت البروتوكول الذي فرضته كورونا لعامين وفتحت أبواباً للحوار واللقاءات والاتفاقات الاقتصادية والسياسية لدولتين كل تسعى لتحقيق رؤيتها، وإن عبرت هذه الزيارة فإنها تدل على اهتمام كل من الدولتين بتقوية العلاقات مع الأخرى وتجديد ماضي البلدين الزاخر بعلاقات عميقة، وإذ تعد الرياض عاصمة الاقتصاد في الشرق الأوسط فهناك سعي حثيث لعمل طريق بري مباشر طوله 800 كم يصل بين عمان والرياض وسيكون جسر محبة بين الشعبين الشقيقين اللذين تتجدد علاقة الماضي بينهما لحاضر مشرق.
الملف الاقتصادي والأمني على قائمة المباحثات حيث تمخض عنه إنشاء المجلس التنسيقي العماني الذي سيشرف عليه وزيرا الخارجية السعودي والعماني ويهدف لوضع رؤية مشتركة لتعميق واستدامة العلاقة بين البلدين ورفع مستوى التكامل بينهما في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية والتنمية البشرية.
المملكة التي تنشد الاستقرار الأمني في المنطقة وضعت ملف اليمن في إطار الزيارة السلطانية مع الوسيط العماني المحايد والذي مكنه هذا من كونه الوسيط الذي يمكنه أن يكون له الدور الفاعل في حل الأزمة اليمنية.
العلاقات التاريخية بين المملكة وسلطنة عمان تتجدد اليوم في ظل قيادة الملك سلمان وولي عهده عرّاب الرؤية والسلطان هيثم الذي ظهرت تباشير عهده الجديد وتجلت في رؤية بلاده وسعيها الدؤوب لتحقيق ما يتطلع له الشعب العماني.
كشاعرة لا بد أن أتحدث عن الشعر والإعلام في أجمل تجلياتهما بهذه الزيارة وتغريدات المثقفين التي امتلأ بها فضاء تويتر، ولعل أغنية أسد العرين التي كتبها عبدالمجيد عبدالله وصلاح الزدجاني بكلمات وألحان عمانية عبرت عن مشاعر ملأى بالحب والأمل بتجديد العلاقات الأخوية السعودية العمانية.
تابع السعوديون والعمانيون الزيارة بكل تفاصيلها حتى تلك الجلسات الحميمية الخارجة عن الإطار الرسمي والتي ظهر بها السلطان هيثم والأمير محمد يتابعان نهائي أمم أوروبا.
احتفت نيوم وتراقصت الرياض مع باقي مدن المملكة فرحة بالزائر العظيم، وتداعت لها صلالة وكل المدن العمانية فرحة وبهجة، وما أحلى الحلوى العمانية ورائحة اللبان العماني الفاخر الذي استذكرنا به عراقة وأصالة عمان.
والقادم بإذن الله يبشر بالأجمل في ظل سعي دؤوب لمستقبل الشرق الأوسط التي تسعى الدولة العظيمة المملكة العربية السعودية أن يكون المجد فالها.