سهوب بغدادي
«أوضحت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية أن تطبيق القرار الوزاري رقم 3337 وتاريخ 15/ 7/ 1435 هـ، القاضي بمنع العمل تحت أشعة الشمس، على جميع منشآت القطاع الخاص سيبدأ من يوم غد الثلاثاء 5 ذو القعدة 1442هـ الموافق 15 يونيو 2021م، من الساعة 12 ظهراً إلى الساعة 3 مساءً، حتى يوم الأربعاء 8 صفر 1443هـ الموافق 15 سبتمبر 2021م».
من القرار الآنف ذكره، نستنتج أن القرارات الصادرة تتغير وتتشكل بما يتواءم مع الأوضاع والمتغيرات، وأرى أن القرار لازم وجميل باعتبار أن الإسلام ديننا والرحمة عنواننا، في حين تعد الساعة 12 ظهراً موعد -الاحتراق- في أغلب مناطق المملكة، بغض النظر عن الفروقات والتباين في المناخ وفق خصائص المنطقة الجغرافية. أكتب هذه السطور راجية من المولى الرحيم أن ينفع بها من يعمل بعيداً عن الأروقة والمكاتب المكيفة. وأنا في طريقي للعمل اليوم في تمام الساعة العاشرة -أعترف بأني تأخرت- وجدت عدداً كبيراً من عمال النظافة وعمال البناء والتشييد وعمال الشركات الخاصة بتنظيف الزجاج الخاص بالمباني خارجياً، وغيرهم من العمالة التي لا تملك شيء سوى قوت يومها، يعملون في الجو الملتهب والحرارة التي أزعجتني لدقائق معدودة قبل أن أستنجد بتكييف سيارتي المظللة، فما حال من كان يعمل في هذه الظروف؟ إن القرار حكيم ونكبر من يعمل على تحقيقه ولكن مع تقديم الساعات فلا يتواجد العامل خارج مبنى مكيف أو الظل بعد الساعة العاشرة صباحاً حتى الساعة 3 مثالاً، وتتغير الساعات والقرار بكل مرونة بما يتوافق مع الفترات المناخية التي نسمع عنها بالاستعانة بالمختصين بالطقس وأحواله والمركز الوطني للأرصاد بالتأكيد، فما المانع من تواجد تقارير دورية واستباقية للتوقعات الخاصة بالطقس ومدى مواءمته لتواجد العامل في الموقع الميداني، وقد يتم الاستعانة بالخبراء من ذات المركز لتقييم المشاريع وفق مساحتها ومواقعها والتغييرات التي ستطرأ على الطقس في موقع المشروع مما يؤثر تباعاً على ساعات عمل الموظفين ميدانياً.
«كيف تغير العالم؟ من خلال جمع الناس معاً، وأقرب مكان لعمل ذلك بيئة العمل» (آدم نيومان).