ما يزال الإنسان رغم التطور العلمي والانفجار المعرفي تملكه الحيرة في تفسير بعض الظواهر البشرية المبهمة.. حاول المفكرون وخاصة مع انطلاق عصر النهضة الإمساك بلباب القيادة الفاعلة ابتداءً بنظرية القيادة العلمية لفريدريك تايلور ومروراً بماسلو وهرمه المشهور للاحتياجات الفسيولوجية حتى نصل لستيفن كوفي عرّاب القيادة الأخلاقية والتي تنزع للعودة للفضيلة بعد سنوات من الفكر الغربي الذي يزاوج بين العلاقات الإنسانية والتحفيز المادي.
أقول ذلك وابتسامة وحروف أمين منطقة الجوف المهندس عاطف الشرعان تتهادى على مسامعي برقّة القيادي المحنّك! كرامة القلم ونزاهته تحتم علينا نثر ما يجول في خواطرنا وما يعترينا من لحظات حاسمة في المواقف اليومية. ولست هنا بصدد سرد تفاصيل اللقاء والذي لا يعني أن تتحقق طلباتك بقدر ما تعني السيطرة على إدارة حوار بناءً إيجابي. وهي أيضاً رسالة لكل من يتسنّم منصبًا قياديًا يقابل فيه مجتمعه ويخدم وطنه أن يدرك سحر الشفافية والتواضع والأخلاق وتبادل لغة جسد بسيطة تتجلّى من خلالها صفات القائد النبيل.
السلوك القيادي الذي ينزع دائماً لسطوة النظام لن يتجاوز مخرجات المدرسة العلمية والتي تشبّه الإنسان بالآلة، وكذلك يكون للقائد الذي ينادي بأهمية العلاقات الإنسانية وحدها متغاضياً ومتساهلاً عن كيان وحياة المنظمة ذاتها. جسد المنظمة تشكله الأنظمة والسياسات والهياكل والموارد المادية وأهمها الإنسان الذي يقف على رأس هذه المنظمة. فالقائد الأخلاقي يصنع الفرق بأبسط الإمكانيات ويخلق بيئة عمل جاذبة لمن حوله. ورصدي لهذا النمط من القيادة لا يعطي كذلك صورة متكاملة أو أزعم أنني قمت بمراجعة داخلية شاملة لنظام الجودة في المنشأة ولكن تسليط الضوء على رأس هرم منظمة ما واستنباط الجدارات الكامنة يبشّر ويحفز على صياغة أسلوب قيادي نبيل من الممكن وضعه في آليات يحتذى بها وتكون بذرة لمستقبل واعد للمنظمات.