إبراهيم بن سعد الماجد
في خطوة من مئات الخطوات الهادفة إلى وضع المملكة العربية السعودية، في مكانها الطبيعي، أطلق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، إستراتيجية النقل والخدمات اللوجستية في المملكة، مؤكدًا سموه على أن هذه الإستراتيجية ستسهم في تعزيز القدرات البشرية والفنية في قطاع النقل والخدمات اللوجستية بالمملكة، وستعزِّز الارتباط بالاقتصاد العالمي، وتمكِّن بلادنا من استثمار موقعها الجغرافي الذي يتوسط القارات الثلاث في تنويع اقتصادها؛ من خلال تأسيس صناعة متقدِّمة من الخدمات اللوجستية، وبناء منظومات عالية الجودة من الخدمات، وتطبيق نماذج عمل تنافسية لتعزيز الإنتاجية والاستدامة في قطاع الخدمات اللوجستية؛ بوصفه محوراً رئيسياً في برامج رؤية المملكة 2030، وقطاعاً حيوياً ممكِّناً للقطاعات الاقتصادية، وصولاً لتحقيق التنمية المستدامة». وأكد سمو ولي العهد على أن: «الإستراتيجية تستهدف النهوض بالمملكة العربية السعودية لتصبح في المرتبة الخامسة عالمياً في الحركة العابرة للنقل الجوي، وزيادة الوجهات لأكثر من 250 وجهة دولية، إلى جانب إطلاق ناقل وطني جديد، بما يمكّن القطاعات الأخرى مثل الحج والعمرة والسياحة من تحقيق مستهدفاتها الوطنية، وإضافة إلى ذلك ستسعى الإستراتيجية إلى رفع قدرات قطاع الشحن الجوي من خلال مضاعفة طاقته الاستيعابية لتصل إلى أكثر من 4.5 ملايين طن.
ولعل المتمعن في مستهدفات هذه الإستراتيجية يلحظ أنها تعزِّز من المداخيل المتنوِّعة التي ترفع من إيرادات الدولة غير النفطية، وهذا بلا شك مما يعزِّز من النمو الاقتصادي، كونه يفتح آفاقًا غير محدودة لنمو مختلف، حيوي ومهم.
اقتصاد العالم بأسره لا يمكن أن يستغني عن ثلاثة مسارات تدفق هي:
الجوي
البحري
البري.. والبري بأشكاله المختلفة
ولذا فقد جاءت الإستراتيجية التي أطلقها سمو ولي العهد شاملة لهذه المسارات الثلاثة، وهنا يؤكِّد سموه وبالأرقام مستهدفات الإستراتيجية بالنسبة للبحري والسكك الحديدية قائلاً: «الإستراتيجية تستهدف الوصول إلى طاقة استيعابية تزيد على 40 مليون حاوية سنوياً، مع ما يعنيه ذلك من استثمارات واسعة في مجال تطوير البنى التحتية للموانئ وتعزيز تكاملها مع المناطق اللوجستية في المملكة، وكذلك توسيع ربطها بخطوط الملاحة الدولية؛ بحيث تتكامل مع شبكات الخطوط الحديدية والطرق، مما يسهم في تحسين كفاءة خطوط منظومة النقل واقتصادياتها». وأوضح أن الخطوط الحديدية «تقدِّم خدماتها في قطاع نقل الركاب والبضائع عبر شبكة يبلغ طولها 5330 كم، من بينها 450 كم في مسار الخط الحديدي لقطار الحرمين السريع بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، الذي يعد أكبر مشروع للنقل عالي السرعة في المنطقة، كما ستحقق الإستراتيجية زيادة في مجموع أطوال السكك الحديدية المستقبلية تقدَّر بـ8080 كم تتضمن مشروع الجسر البري بطول يتجاوز 1300 كم الذي ستتجاوز طاقته الاستيعابية 3 ملايين مسافر، وشحن أكثر من 50 مليون طن سنوياً، بهدف ربط موانئ المملكة على ساحل الخليج العربي بموانئ ساحل البحر الأحمر، مع فتح فرص جديدة وواعدة لهذا الخط عبر مروره بمراكز لوجستية حديثة، ومراكز للأنشطة الاقتصادية والمدن الصناعية والأنشطة التعدينية، وتحسين مؤشر الأداء اللوجستي للمملكة لتكون ضمن قائمة الدول العشر الأولى على مستوى العالم، حيث سيكون لدينا سوق مفتوحة للمشغلين والمستثمرين في السكك الحديدية، وبما يشجع على تحقيق هدف إقليمي مهم يتلخص في تحقيق الربط البيني مع دول الخليج العربي بخط سكة حديدية؛ مما يجعل للمملكة دوراً مؤثِّراً في اقتصاديات النقل الإقليمي والدولي ومحور ربط للنقل التجاري).
ولكلٍ هذه المعطيات فإننا نرى أن إيرادات الخدمات اللوجستية ستكون الأقوى وكذلك الأدوم، كونها ترتبط بكل تفاصيل حياة الناس.
قلت: البناء شاق لكنه وارف الظلال.