حاوره - حمود المطيري:
تولى المدرب الوطني صالح المحمدي قيادة المنتخب السعودي للشباب تحت 19 عاماً في العام الماضي 2020, ولم تمض عدة أشهر إلا وحقق الإنجاز العربي مع الأخضر والمتمثّل في بطولة كأس العرب في مصر بعد أن غابت البطولة عن الأخضر الشاب لسنوات.
وتحدث المدرب الوطني صالح المحمدي في لقائه صريح مع «الجزيرة» عن الإنجاز العربي للأخضر, وعن المدربين الوطنيين, والمواهب السعودية, وعن الدعم الكبير الذي تجده الرياضة السعودية من القيادة الرياضية.. من خلال هذا اللقاء.
* نبارك لكم حصولكم على بطولة كأس العرب بعد غياب طويل.. كيف عملتم على تحقيق البطولة؟
ـ الله يبارك فيكم، مبروك لنا جميعاً، ومبروك للوطن, البطولة قوية وصعبة واستعددنا لها بشكل جيد بعمل إستراتيجي واحترافي بدأناه بمراحل الاستكشاف ومن ثم مرحلة الإعداد بمعسكر إعدادي واختياراتنا للاعبين ووضع التوليفة والأسلوب المناسب للبطولة واحترمنا المنتخبات الأخرى.
* حققت الإنجاز بعد وصولك لأول نهائي مع الأخضر.. ما هو شعورك؟ وماذا يعني لك هذا الإنجاز؟
ـ شعوري لا يوصف، تحقيق بطولة مع المنتخب تكون الفرحة فرحتين وخاصة عندما تكون بطولة مستعصية من سنوات طويلة فهذه تعني لي شيئاً كبيراً أننا استطعنا إسعاد شعبنا وجمهورنا ووطننا فيعتبر إنجازاً نفتخر به ونجعله البداية التي نستمد منها قوتنا للاستحقاقات القارية والعالمية - بإذن الله.
* ما السر الذي يراه صالح المحمدي أنه السبب -بعد توفيق الله- في تحقيق هذه البطولة؟
- تكاتف الجميع ودعم المسؤولين في رياضتنا واستشعارنا لهذا الاهتمام وثقتنا بلاعبينا والعمل الجماعي بالتخطيط والتنظيم ووضع الأهداف الفنية المناسبة, وكذلك الشغف والتحدي والروح التي كانت موجودة في اللاعبين هي السر وسلاحنا القوي الذي لعبنا به والتي حفزنا بها أبطالنا ودفعناهم لتقديم الأفضل وهي كلمة السر التي يمتلكها اللاعب السعود.
* بعد تحقيقكم لهذا الإنجاز العربي.. ما هو طموحكم في المستقبل؟
- طموحنا تقديم الأفضل وتشريف الكرة السعودية في جميع المحافل وهي انطلاقتنا للبطولات الآسيوية والعالمية بحول الله.
* خلال قيادتك للأخضر وتحقيق الإنجاز العربي.. هل ترى أن هناك عناصر شابة ينتظرها مستقبل كبير؟
- بالتأكيد العناصر التي شاركت أثبتت قدرتها وإمكانياتها, وجميعهم مواهب وينتظرهم مستقبل كبير, استطاعوا التغلّب على أقوى المنتخبات العربية والإفريقية.
* ما سبب ندرة المواهب في الملاعب السعودية؟
- المواهب موجودة بكثرة ولكن تحتاج إلى كشافين جيدين وصقلهم بصورة مثالية.
* هل وجود 8 لاعبين أجانب في الأندية سبب عدم بروز المواهب السعودية؟ وهل ترى أن عدد اللاعبين الأجانب مناسب؟
- عدد الأجانب كبير وهو ما يقلِّل مشاركة اللاعب السعودي ولكنه سيكون مناسباً إذا استطاع اللاعب السعودي الاحتراف خارجياً.
* هل أنت من المؤيدين لجانب الاستثمار في اللاعبين النشء وتطوير المواهب مثل برنامج الابتعاث وغيره؟ وماذا نحتاج لتطوير النشء والمواهب؟
- مؤيّد لبرنامج الابتعاث وصقل مواهبنا وهذا عمل تطويري ممتاز ويخدم رياضتنا, ولكن يجب أن يكون بآلية أفضل وأن يلعب لاعبونا في دوريات مع أندية أوروبية لكي لا يبتعد عن حساسية المباريات وأجواء حصد النقاط بالدوري والاحتكاك الفعَّال مع أقران آخرين بجودة عاليه ويتعود على ثقافة البطولات والإنجازات.
* حدثنا عن كيفية اختيارك لتدريب الأخضر الشاب وقبولك للمهمة؟
- تمت محادثتي من قبل المشرف العام على المنتخبات لتدريب منتخب الشباب وقبلت المهمة, لأنه شرف لي تدريب منتخب الوطن وخطوة جيدة لي في مشواري التدريبي في الوقت الحالي.
* لو لم تكن مدرباً للأخضر.. أي الأندية ستقود؟
- أنا مدرب محترف وسأقود النادي الذي لديه عمل احترافي وإستراتيجية قوية ويرغب في التعاقد معي ونضع منهجية فنية مميزة.
* ارتبط اسمك كثيراً بتدريب الأهلي خاصة في فترة رحيل الصربي فلادان.. هل فاوضتك الإدارة الأهلاوية؟
- نعم كانت هناك رغبة وطلب من إدارة الأهلي ولكنها كانت متأخرة بحكم ارتباطي بعقد مع المنتخب وكنت أيضاً أرغب بذلك قبل ارتباطي مع المنتخب لو كان هناك تعامل احترافي كما هو موجود بالمنتخب.
* أنت توليت تدريب الأهلي في وقت من الأوقات وقدمت مستوى رائع مع الفريق؟ لماذا لم تستمر؟
- كانت تخبطات إدارية وصراعات داخلية وبحث عن مصالح للبعض اتجهوا للبحث عن مدرب أجنبي بدون عمل مهني وإستراتيجية واضحة أضرت كثيراً بالأهلي. الأهلي
* نرى المدرب الوطني «مدرب طوارئ» في أغلب الأندية؟ ماذا يحتاج المدرب الوطني ليستمر بعقود طويلة مع الأندية؟
- التدريب ليس له جنسية المدرب الكفء السعودي أو الأجنبي يجب أن يأخذ حقه ويتعامل معه بصورة احترافية وقد يكون بعض المدربين الوطنيين أساءوا لسمعة المدرب المواطن ولكن هذا الشيء لا يجب تعميمه مثلما يأتي مدرب أجنبي سيئ ويخفق والشواهد عديدة وعلى المدرب السعودي تطوير نفسه باستمرار والبحث عن كل جديد وأن يكون طموحاً ولا ييأس ويعمل بتنظيم واحترافية لكي يستطيع كسب ثقة الجميع.
* مدرب له الفضل -بعد الله - في بروز صالح المحمدي؟ وما هو مثلك الأعلى من المدربين الوطنيين؟
- المدرب القدير محمد الخراشي الذي كان له دور في دعمنا وصقلنا كمدربين سعوديين, وكذلك المدرب القدير بندر الجعيثن الذي دعمني في بداياتي واختارني مع طاقمه الفني وكان حريصاً على أن أستفيد وأتطور فهما قدوتي مع المدرب العزيز خالد القروني الذي استفدت منه ويوسف خميس وعلي كميخ وعبداللطيف الحسيني وأمين دابو -رحمة الله-, ويوسف عنبر، وكذلك أساتذتنا الكابتن خليل الزياني والكابتن ناصر الجوهر من سبقونا بالإنجازات الوطنية فهم قدوتنا الذين نستنير منهم سر البطولات والإنجازات.
* الرياضة السعودية شهدت قفزة كبيرة في مختلف الألعاب بقيادة سمو وزير الرياضة، ورئيس اتحاد الكرة.. ما الذي ينقصها ليكتمل النجاح؟
- تحتاج لتكاتف الجميع والعمل خلفهم لتحقيق كل الأهداف والتطلعات لرفعة الرياضة السعودية.
* رسالة توجهها عبر صحيفة «الجزيرة» للقيادة الرياضية ولطاقم الأخضر الشاب واللاعبين والجماهير السعودية بمناسبة تحقيق الإنجاز العربي؟
- كل الشكر والامتنان لقيادتنا الرياضية ممثلة بوزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل على حرصه واهتمامه ودعمه لعملنا وثقته ألكبيرة التي نستمد منها قوتنا وطموحنا ولرئيس اتحاد الكرة الأستاذ ياسر المسحل والأمين العام وجميع الأعضاء والمشرف على المنتخبات الأستاذ خالد المقرن, الذين كانوا خلفنا لحظة بلحظة وفروا لنا كل الإمكانيات في سبيل تحقيق تطلعات الوطن ورفعة كرتنا, وأشكر الجهاز الإداري والطبي وجهازي الفني على العمل المميز والاحترافي، وكل الشكر للاعبين الأبطال الذين كانوا هم أصحاب الكلمة الأولى والأخيرة وبرهنوا على موهبتهم وإمكانياتهم وقدراتهم العالية وكانوا على قدر الثقة والمسؤولية لخدمة وطنهم ومنتخبهم السعودي واستحقوا ارتداء شعار الوطن وتشريفه وتمثيله خير تمثيل, والذين يحملون صفات اللاعب السعودي المحترف صاحب الشخصية القوية التي يفرضها على المنافسين.
وأشكركم على هذه الاستضافة واللقاء مع صحيفة الجميع الجزيرة، الصحيفة الرائدة والمميزة وأتمنى أني وفقت في هذا اللقاء.