واس - الرياض:
فيلم «الرحلة» خطوة مهمة في مسيرة شركة مانجا للإنتاج التابعة لمؤسسة محمد بن سلمان «مسك الخيرية» التي تسعى منذ بدايتها للريادة العالمية في صناعة المحتوى الإبداعي الذي يتوافق مع المعايير العالمية ويحقق رؤية مؤسسة مسك الخيرية.
بدأ فيلم «الرحلة» مسيرته في العاصمة الرياض، حيث كان العرض الأول ثم تلا ذلك مدينة جدة ودبي ويُعرض حالياً في 9 دول عربية، حضر العرض الأول نخبة من المؤثرين والسفراء.
وفي اليوم الخامس والعشرين من شهر يونيو كان إطلاق فيلم «الرحـلة» للعالمـية، حيث كان العرض الأول للفيلم في اليابان تحديداً في العاصمة طوكيو «عاصمة الانميشن»، وحقق الفيلم في اليابان أصداء إيجابية بشكل يدعوا للفخر، حيث تهافت الكُتَّاب والنقاد وعشاق هذا الفن على مشاهده الفيلم وإبداء آرائهم ونظرتهم الفنية له.
وأعرب سفير اليابان لدى المملكة فوميو ايواي عن سعادته بمشاهدة أول فيلم أنميشن ياباني سعودي «الرحلة»، حيث يعد ثمرة للتعاون الوثيق بين شركة مانجا للإنتاج وشركة توئي أنميشن اليابانية مبدياً حرصه على مشاهدة هذا الفيلم لأنه من صنع أيدي الشباب السعودي.
فيما أكد سفير جمهورية اليونان لدى المملكة اليكسيس كونستانتوبولوس، أن فيلم «الرحلة» هو فيلم مبدع وريادي، يقدم الموروث الثقافي من خلال أدوات عصرية مبهرة.
بدوره كتب إيكيجامي أكيرا، الذي يعد من أهم المؤثرين وصنّاع الرأي في اليابان، تعليقاً في مجلة (پيا) عن الفيلم بأنه « فيلم يكسر الصورة النمطية عن المملكة ويعد من أحد نماذج النهضة الفكرية والثقافية التي يقودها سمو ولي العهد -حفظه الله- في السعودية.
ونشر الناقد السينمائي الياباني «تاتسويا ماتسوؤو» في مقالة بمطبوعة «كينيما جونبوشا» أن فيلم الرحلة تجربة فريدة في إنتاج أنيمي جديد بين السعودية واليابان بالموسيقى الشعبية المميزة ودور الفيلم في التعريف بالحضارة العربية وقصص الأمم السابقة.
من جانبه علق الجمهور الياباني في مواقع التواصل الاجتماعي بعد مشاهدته فيلم «الرحلة» أن التاريخ المعروض في الفيلم عميق جداً ومختلف تماماً عن الثقافة اليابانية لذلك كان من الرائع مشاهدته، وأن الموسيقى التصويرية في الفيلم قوية وملهمة خاصة في أثناء مشاهد المعارك، أيضاً كان لبطل الفيلم» أوس» نصيب من التعليقات الملهمة، حيث إنهم رأوا أنهم سيقتدون به لأن لدية الكثير من الشجاعة ،إذْ إنه لم يصرح باستسلامه رغم الظروف.
ويهدف فيلم «الرحلة» إلى إنتاج محتوى إبداعي بجودة عالمية، حيث كان التركيز في الفيلم على الحضارات القديمة ما قبل الإسلام في شبه الجزيرة العربية، واختيار أربع قصص رُسِمَت بأسلوب «الفانتازيا» التاريخية وبطريقة مختلفة ومبتكرة، وذلك بإشراف ومساعدة من فريق سعودي ياباني، تمكنا من جمع المواد والأفكار المطلوبة لإعداد هذا الفيلم.
يعد فيلم «الرحلة» نموذج لنتائج تمكين المواهب السعودية والاستثمار في طاقاتهم، من خلال تدريبهم في «إستديو» هات توئي أنميشن واستقطابهم في شركة مانجا للإنتاج للعمل في هذا الفيلم، وهو ثمرة إنتاج محتوى إبداعي سعودي بالتعاون مع شركاء عالميين على أعلى مستوى.
كان التعاون بين الفريق الياباني والفريق السعودي مثرياً ومتناغماً، حيث كان بين ثقافتين مختلفتين ولغة مختلفة وأساليب رسم مختلفة وأجيال مختلفة، حيث يتكون الفريق السعودي من الشباب والفتيات الذين تتراوح أعمارهم ما بين 23 - 36 عاماً والفريق الياباني الذين كانوا في العقد الرابع والخامس من العمر، هذا المزيج من الأعمار واللغات والتقنيات أوجد فيلماً ذا روح ملهمة بخبرات عالمية.
وما يميز هذا الفيلم أنه أول فيلم أنمي يكون فيه الفريق السعودي عنصراً أساسياً من تأليف القصة والكتابة والرسم والإنتاج وما بعد الإنتاج بالتعاون مع شركة توئي أنميشن اليابانية العريقة، حيث عمل أكثر من 330 شخصاً على فيلم «الرحلة»، الذي يعد محطة انطلاق لشركة مانجا في رحلتها السينمائية في مجال الرسوم المتحركة.
وتعد شركة مانجا للإنتاج إحدى الشركات المتخصصة في مجال الصناعات الإبداعية وتشمل نشاطاتها إنتاج وتوزيع الرسوم المتحركة وألعاب الفيديو والقصص المصورة وتدريب المواهب والاستثمار في المحتوى الإبداعي.
جاءت شركة مانجا لتواجه التحديات التي توجد في العالم العربي مثل: محدودية المحتوى العربي الإبداعي بمعايير عالمية تجذب الجمهور المحلي والعالمي ودعم المواهب المحلية وأيضاً جودة المحتوى المنتج من قبل الشركات الأجنبية الذي غالباً يحمل رسائل تمثِّل المنطقة وأهلها وثقافتها بشكل صحيح.
ووُجدت «مانجا للإنتاج لإلهام أبطال المستقبل، حيث يتمثّل دورها في إنشاء نظام طموح يخدم المواهب الشابة داخل مجال المحتوى الإبداعي في الوطن العربي لتوفير الفرص المستقبلية لهم.
وتتمحور قصة فيلم الرحلة في شبه الجزيرة العربية وتحديداً في عصر ما قبل الإسلام، حيث تدور أحداث القصة حول «أبرهة» وجيشه الغازي وهو زعيم ظالم لا يرحم الذي يهدد مدينة مكة ويحاولون تدمير كل ما يواجه طريقهم والاعتداء على الأبرياء الآمنين، وبينما تبدو الهزيمة حتمية، يقرّر «أوس» ومجموعة من المقاتلين الدفاع عن مدينتهم ضد هذا الجيش العرمرم.
وفي هذه الأثناء يضطر «أوس» الخزاف البسيط إلى الكشف عن ماضيه المظلم عندما يكتشف بين المدافعين صديق طفولته الضائع «زرارة»، وفي خضم المخاوف والمخاطر، يحارب «أوس» شكوكه ومخاوفه في أثناء محاولته توحيد أصدقائه ورفاقه عشية المعركة وتدفعهم قوة الإيمان والحماس إلى الوقوف والقتال حتى النهاية.