محمد بن إبراهيم الماجد
في أول زيارة خارجية له بعد توليه مقاليد الحكم تلبية لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، قام جلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان بزيارة دولة للمملكة العربية السعودية خلال اليوم الأول والثاني من شهر ذي الحجة 1442هـ.
تكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة لدى الجانبين، بل ولدى المنطقة بشكل عام.
ولعلنا نلقي المزيد من الضوء على العلاقات السعودية العمانية منذ تولي السلطان هيثم مقاليد الحكم.
ففي يوم 30 مارس 2021، أجرى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، اتصالًا هاتفيًا بالسلطان هيثم بن طارق، وتم خلال الاتصال بحث التحديات البيئية التي تواجه المنطقة، وآثارها الاقتصادية والاجتماعية والصحية، وما تضمنه إعلان مبادرة الشرق الأوسط الأخضر من مبادرات نوعية، تعالج هذه التحديات من خلال برامج التشجير والطاقة النظيفة باستخدام سبل حديثة ومبتكرة وتقنيات جديدة.
وفي 26 مايو 2021، أجرى خادم الحرمين الشريفين مكالمة للسلطان هيثم بن طارق نوه خلالها بمستوى العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها في المجالات كافة، وعبر الملك سلمان خلال الاتصال عن تمنياته للسلطنة وللشعب العماني الشقيق بالتقدم والازدهار.
وفي يوم الاثنين 14 يونيو 2021 وصل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى العاصمة العمانية مسقط ونقل رسالة شفوية من خادم الحرمين الشريفين إلى السلطان هيثم بن طارق وذلك خلال لقائه مع وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي وذكر أن الرسالة «تتصل بالعلاقات الأخوية والتعاون بين البلدين والشعبين الشقيقين، وآفاق تعزيزها وتطويرها».
وفي يوم الأحد 11 يوليو، لبى السلطان هيثم بن طارق دعوة أخيه خادم الحرمين الشريفين وحط رحاله في نيوم، المدينة الحديثة على ساحل البحر الأحمر، ولاشك أن هذه الزيارة لها أهميتها الخاصة سياسيًا واقتصاديًا.
ولعل القارئ للمشهد يلحظ هذا التكامل بين الدولتين فموقع السعودية الإستراتيجي من ناحية الغرب هناك البحر الأحمر ومن ناحية الشرق هناك الخليج العربي أما من الجانب العماني فهناك مضيق هرمز وهناك المضيق الهندي وهناك بحر العرب.
ونذكر هنا المنفذ البري الذي يترقب كلا الشعبين افتتاحه، والذي يشق أصعب التضاريس في العالم وهي رمال الربع الخالي، ولاشك أن هذا المنفذ له أهمية اقتصادية كبيرة ستساهم في رفع النمو الاقتصادي للجانبين.
زيارة تاريخية بما تعنيه الكلمة، سيكون لها أثرها الكبير والعميق بإذن الله، ولذا يحق لنا أن نقول: السعودية وعمان ليس ما قبل الزيارة مثل ما بعدها.
هنيئًا للقيادتين وللشعبين بهذا الإنجاز التاريخي.