سمر المقرن
بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- استقبلت المملكة الضيف الكريم السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان، وتزينت شوارع مدينة نيوم مبتهجة بأعلام المملكة وسلطنة عمان، ومع المراسم الرسمية وتحليق طائرات الصقور السعودية في استعراض جوي بديع، رسمت فيه العلم العماني، وعلى نغمات أغنية أسود العرين، رحبت المملكة بضيفها الكريم الذي يعد خير خلف لخير سلف السلطان قابوس -رحمه الله- الذي وفد أيضاً ضيفاً كريماً عندما تولى مقاليد الحكم كسلطان لقابوس في السبعينات.
كل المملكة بجميع مظاهرها كانت مبتهجة، في هذه الزيارة التي تؤكد عمق العلاقات التاريخية بين سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية، وتوثيق الروابط المشتركة بين البلدين، فتم بحث كافة جوانب التعاون بين البلدين في كافة المجالات، كما تبرهن على الشراكة الاقتصادية المميزة والمتميزة، مما يضمن حاضراً ومستقبلاً متيناً مشرقاً تملأ أنواره الكون كله، وتعكس عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين والبلدين في إطار رؤية اقتصادية وسياسية مشتركة تعكس حكمة الفكر والنظرة للمستقبل لتقترب رؤية 2030 السعودية مع رؤية عمان 2040 التي تتبنى تنويع مصادر الدخل، البديلة عن النفط، وزيادة الاستثمار الواعد وتوفير الفرص الوظيفية لمواطني البلدين.
وقد شهدت السنوات العشر الأخيرة زيادة كبيرة في مستوى البرامج الاقتصادية المشتركة وأهداف التنمية المستدامة والاستثمارات البيئية ورفع معدلات النمو الاقتصادي والتبادل التجاري بين البلدين، وتضاعف حجم الفرص الاستثمارية المشتركة. وتؤكد الأرقام أن حجم التبادل التجاري بين السعودية وسلطة عمان قد تضاعف في السنوات الأخيرة، ليصل إلى نحو 9 مليارات ريال في العام 2017 ، بعدما كان يبلغ 4.4 مليار ريال عام 2008 ، وهو ما رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى نحو 86 مليار ريال في السنوات الـ10 ( 2008 - 2017 ) بمعدل نمو 105 %، أي بمتوسط نمو سنوي 10.5 %، وفقاً لبيانات الهيئة العامة للإحصاء.
بينما بلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى نحو 2.152 مليار ريال سعودي بالربع الأول لعام 2021 ، كما بلغ في العام 2020 نحو 3.36 مليار دولار.
والمستقبل يبشر بطفرة غير مسبوقة في التعاون بين المملكة وسلطة عمان خاصة بعد الافتتاح التاريخي المرتقب لأول منفذ حدودي بري مباشر بين البلدين بالإضافة لعدد من المشاريع اللوجستية المشتركة.
وتأتي زيارة سمو سلطان عُمان التاريخية للمملكة لتبرهن على إشراقة شمس يوم جديد من حكمة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده -حفظهما الله- في رسم خريطة التعاون بين المملكة وباقي دول العالم التي تتمتع بالحكمة، ليقفوا معاً كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً لتحقيق رفاهية شعب المملكة وباقي شعوب الدول الأخرى كنهر جار ينبت الخير على شاطئيه أينما جرى.