أ.د.عثمان بن صالح العامر
أكتب هذا المقال صبيحة يوم الأحد الأول من شهر ذي الحجة عام 1442هـ، ووطني الغالي المملكة العربية السعودية يستقبل هذا اليوم السلطان هيثم بن طارق سلطان سلطنة عمان، الذي يزور المملكة بدعوة كريمة من لدن مقام مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. وتعيد هذه الزيارة -التي تعد الزيارة الخارجية الأولى للسلطان هيثم منذ توليه مقاليد الحكم في 11 يناير/ كانون الثاني 2020م- إلى الذاكرة أول زيارة خارجية لسلطان عمان الراحل قابوس بن سعيد بعد توليه الحكم إلى الرياض في 11 ديسمبر/كانون الأول 1971 ، تلبية لدعوة تلقاها آنذاك من ملك المملكة العربية السعودية جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله. وفي هذا تأكيد قوي على عمق العلاقات التاريخية بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان، وبرهان واضح على حرص قيادتي البلدين على توثيق الروابط المشتركة التي تجمع الوطنين الشقيقين، ورفع مستوى التكامل في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والتنموية والبشرية.
إن هذه الزيارة التاريخية ذات الدلالة العميقة والأثر البعيد، تعدّ محطة هامة لصياغة البلدين المملكة وعمان رؤية استشرافية (واعية) لما تمر به المنطقة من تجاذبات، وفي ذات الوقت (واعدة) في صياغتها أنموذج تنموي مشترك يعزز العلاقات الاقتصادية الثنائية، ويقدم كل التسهيلات اللازمة للوصول إلى شراكة اقتصادية متميزة، في عالم جعل الاقتصاد الرهان الأقوى في مضمار السباق العالمي بلا منازع.
ولعل من مؤشرات النجاح الأساس لهذه الزيارة التاريخية الهامة ذات البعد السياسي- الاقتصادي، امتلاك البلدين رؤيتين تتماثلان في نزوعهما نحو استشراف مستقبل حياتي أفضل لشعبيهما في ظل متغيرات عالمية سريعة متسارعة ومتنوعة. فنحن في المملكة لدينا رؤية طموحة وجادة يقودها بكل حنكة ومهارة واحترافية واقتدار مهندسها ومتابع خطواتها وراسم ملامحها ومعالمها ومبين تحدياتها ومتطلباتها والمراهن على شباب وفتيات الوطن في إنجاحها سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين، وفي السلطنة رؤية عمان 2040 التي تتقاطع في كثير من أدبياتها مع رؤيتنا الاستشرافية، وتهدف إلى تنويع مصادر الدخل البديلة عن النفط وزيادة الاستثمارات وإيجاد مزيد من الوظائف، مما يسهم في تعزيز التطلعات والتعاون في العديد من المجالات والبرامج.
أهلا وسهلاً بكم سلطان عمان المبجل، السلطان هيثم طارق، ودامت جسور الود والمحبة بيننا (سعوديون) و(عمانيون) موصلة (قيادة) و(شعباً)، وتحقق لنا ولكم غداً أفضل وأجمل وأكمل في ظل رؤية المملكة 2030 ، ورؤية عمان 2040 ، وإلى لقاء والسلام.