د.نايف الحمد
«كان يوم الأمس الحادي عشر من يوليو يومًا خالدًا في تاريخ الكرة العالمية.. بدأ فجرًا بنهائي (كوبا أمريكا) على ملعب الماراكانا الشهير في الأراضي البرازيلية بين قطبي الكرة في أمريكا الجنوبية والعالم (البرازيل والأرجنتين).. وانتهى مساءً بلقاء العمالقة (إيطاليا وإنجلترا) في واحدة من أهم وأقوى المباريات النهائية في كأس الأمم الأوروبية.
«لا أظن أن عشاق كرة القدم في العالم قد حظوا بمثل هذا اليوم.. فلقاء (راقصي السامبا) مع الأرجنتين أنقذ بطولة (كوبا أمريكا) وصوّب الأنظار لأهم كلاسيكو على وجه الأرض في نظر الباحثين عن متعة كرة القدم.
«برغم تفوق (السليساو) في السنوات الأخيرة إلا أن (راقصي التانجو) رسموا اللوحة الأجمل في قلب (ريو دي جانيرو) واستطاعوا انتزاع كأس البطولة بقيادة الأسطورة ميسّي الذي احتفل بأول ألقابه القارية.
«المنطق فرض نفسه في نهائي كوبا أمريكا بلقاء القطبين الأقوى في تلك القارة.. في حين فاجأ الطليان والإنجليز متابعي كرة القدم بتفوقهم وقدما أداءً مبهرًا واستحقا الإشادة في نسخة قد تكون الأكثر إثارة وإمتاعاً.
«الفريق الإيطالي قدم نفسه بشكل رائع بقيادة مدربه مانشيني، وأظهر رغبته منذ البداية في الذهاب بعيدًا في هذه البطولة وتحقيق أحلام مشجعي (الأتزوري) الجميل.. في حين أنهى الفريق الإنجليزي الدور التمهيدي دون صخب، ما لبث أن انفجر في المراحل الإقصائية وضرب له موعدًا في (ويمبلي) واستحق هذه المكانة التي حققها.
«ما يلفت الانتباه هو تخلي الطليان والإنجليز عن المدرستين الكلاسيكيتين التي عُرفت عنهما.. فالمنتخب الإيطالي قدم كرة ممتعة وأداء هجومياً مُبهراً مع محافظته على النهج الدفاعي الصارم.. أما المنتخب الإنجليزي فظهر بأداء مهاري رفيع وقدرة على الابتكار ولم يركن للكرات الطويلة أو الاعتماد على اللياقة البدنية والقوة الجسمانية فحسب.
«في تقديري أن ما يحدث في كرة القدم أشبه بـ(العولمة الكروية) وذلك بخفوت نجم المدارس التقليدية وظهور أساليب جديدة قلصت الفوارق بين تلك المدارس.
«لقد عشنا في الأيام الماضية متعة كرة القدم الحقيقية.. ونبارك لعشاق بطلي القارتين المنتشرين في مشارق الأرض ومغاربها.