على آثار طريق الحرير وأهميته بين عمان والصين منذ مئات السنين يأتي طريق الحرير الثاني مفخرة الصحراء وأحد المنجزات العملاقة بين سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية ليشكل تفرُداً في العلاقات وجسراً للتنمية المتكاملة بين البلدين وتيسيراً وتسهيلاً للمشاريع والأنشطة التجارية والاقتصادية والتبادل التجاري والاستثماري عبر منافذ هذا الطريق العملاق الذي يختصر 800 كيلومتر من المسافة المقطوعة سابقاً ناهيك عن اختصاره قُرابة أياماً على حركة الشاحنات التي كانت تمر عبر منافذ متعددة.
الطريق يخدم حركة النقل بشتى مجالاتها الاقتصادية والسياحية والدينية بوجود الحرمين الشريفين والمعتمرين والحجاج الوافدين إلى بيت الله ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم.
الطريق جاء وفق دراسات للمناخ والتربة ومساراته وفق أعجوبة هندسية وفق الله بها القائمين على إنشائه في تذليل كافة الصعاب بتكلفة مالية عالية بلغت قرابة المليار ريال سعودي من الجانب السعودي.
الطريق نفذ وفق أحدث المواصفات الفنية التي تتطلبها الطرق السريعة وتتحمل الشاحنات ذات الأوزان الكبيرة والتي ستنقل البضائع بين الدولتين، كما أن الطريق سيفتح مجالاً أرحب لحركة التجارة القادمة من المملكة الأردنية الهاشمية وسوريا ولبنان إلى سلطنة عمان والتي تمر عبر المملكة في اختصار للوقت ولطول الطريق.
اليوم يتطلع الجميع مع الزيارة الميمونة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله - إلى افتتاح هذا الطريق في القريب العاجل ودفع عجلة التبادل التجاري الكبير بين البلدين إلى آفاق أرحب وأوسع ستكون بشائر خير لشعوب الدولتين والخليج بأسره.
إن التسريع في افتتاح الطريق سوف يجعل منه طريقاً للحرير ثانياً تختطه شقيقتان وسط صحراء قاحلة ووفق مواصفات خاصة وتحديات كبيرة جداً ستجعل منه علامة فارقة يتحدث عنه العالم وستتحدث عنه أجيالنا القادمة كما تحدثت الأجيال عن طريق الحرير البحري.
اليوم تسطر سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية بأحرف من نور على صفحات التاريخ منجزاً عملاقاً سيكون فيه خير كثير للبلدين وفي مجالات أرحب بإذن الله.
وفق الله قادة البلدين الشقيقين خلال هذه الأيام إلى خير شعبيهما وخير أمتهم وأوطانهم.
وإلى مزيدٍ من التقدم والازدهار والاستقرار.
# سناو
الاثنين: 2 -12 -1442 للهجرة
الموافق: 12 - 7 -2021 للميلاد
** **
بقلم: راشد بن حميد الراشدي - إعلامي وعضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية