صيغة الشمري
يحدث أن يخرج شخص متخصص أو إداري في جهة ما، فيقول كلمة في لقاء تلفزيوني أو يكتب تغريدة تثير ضجة إعلامية يشعر معها بأنه تعرض للظلم أو -في أقل الأحوال- تم المبالغة في ردة الفعل السلبية على ما قال، وفي تفسير آخر يشعر بأن هناك من هو ضده أو يترصد له وقد استغل الموضوع لتشويه صورته!
وفي الحقيقة كل تفسيراته خاطئة ولا تمت للسبب الحقيقي بأية صلة، كل فترة تشاهدون مثل هذه الحالات تتكرر بين فترة وأخرى، وتستغربون كيف تتكرر؟!
هؤلاء «المدرعمون» يقعون ضحية لسببين: إما أنهم لا يمتلكون مسؤولاً محترفاً في الاتصال المؤسسي ينقح ويراجع معهم ما يجب أن يقال وما لا يجب أن يقال، أو أنهم يعانون من فرط الثقة بأنفسهم وبمعلوماتهم، بل والكارثة الأدهى أن لديهم يقيناً بأنهم يفهمون في الإعلام بالذات وفي كل ما يتعلق بالصورة الذهنية، وعندما «يدرعم» بكلمة أو بتصريح يثير ضجة بين الناس إما أن يلقي اللوم على الناس وفكر الناس أو أن يركض تجاه «أحدهم» لمعالجة ما حدث و «ترقيع» الموضوع عبر سلسلة من الإجراءات الاتصالية الرديئة التي تستسقى من مراجع غربية درسها «أحدهم» في إحدى الجامعات الأمريكية لا تتناسب كلياً مع ثقافة مجتمعنا ولا تزيد قيد أنملة في تحسين الصورة نظرًا للاختلاف الكبير بين ثقافة مجتمعنا وثقافة المجتمع الذي درس فيه «أحدهم» وأخذ شهادته التي لا يوجد بها مؤهل يتباهى به سوى إجادته للغة الإنجليزية!
ستشاهدون المزيد من «الدرعمة» والتصريحات أو التغريدات التي تثير حنق الجمهور طالما هناك نوعين من الناس في المنشأة، مدير لا يثق إلا بنفسه ولا يقيم وزناً لمهمة قائد الاتصال المؤسسي في منشأته، وقائد اتصال مؤسسي من نوعية «أحدهم» مرجعيته تسويقية بحتة، يجهل ما يحدث في المطبخ الصحفي الذي يحلل ويرصد الرأي العام ويطبخ له العبارات المناسبة من واقع خبرة ومهنية إعلامية لا تخلو من الدهاء والحكمة، جميع قادة الاتصال المؤسسي الذين فهموا وعملوا بتشكيل الرأي العام الحقيقي والإعلامي حققوا نجاحات كبيرة في منشآتهم رغم كل العوائق، والمسؤولون الذين يعملون معهم لم يقعوا يوماً ما ضحية «للدرعمة»!
ما زلت أتذكر تغريدة تسأل عن اسم «الجح» من حساب إحدى الجهات المحترمة فيداهمني خوف على سمعة الاتصال المؤسسي بسبب تزايد أعداد «المدرعمين»!