عبد الرحمن بن محمد السدحان
1) الكتابة عندي حياة.. وهمُّ.. ومحاولة إبداع، وبدون هذا (المثلثّ) الإبداعي.. تتحول الكتابة في حياتي إلى نقش في التراب.. سرعان ما تمحوه الرياح! هذا ما تعْنيه الكتابة في تقديري للكاتب الجاد.. الآن وكل آن! وبها يتباين العطاء بين كاتب وآخر، وبمعنى أكثر حَزمًا، الكتابة الأدبية التي لا يحلِّي جيدها الإبداعُ.. هي كالحرث في البحر!.
***
2) كلُّ مرة أُفلح في كتابة نصّ يستحق أن يُقرأ، ينتابني (مسٌ) من رغبة في استمرار (التنفس) الوجداني عبر القلم، بما ينفع ولا يُضر، والوطن الغالي هو مُلهمي وتاج آمالي، وشئُونُه وشجُونُه مدادُ هذا القلم، وهو الملهم والمحرض لحروفه.
***
3) يستيقظ في وجداني إحسَاسٌ بالألم الصامت، متى ارتكبت خطأً لا يُرضي الله ربَّ العالمين، أو يؤاخذني بسببه الناس! وأرى أن مثل هذا الإحساس (فضيلة) ومبشّر بالغفران إذا اقترنت الدعوة له بالتوبة النّصُوح!
***
4) من (عجائب) النفس البشريّة أن صاحبها قد لا ينسَى اللحظات المؤلمة في حياته، رغمَ استطاعته (دفن) ذلك الشعور بالاستغفار.. والعمل الصالح!
وأرى أن هذه الصورة الوجدانية من مفارقات بعض البشر، ينْسَون محطات الفرح في حياتهم، لكنهم يختزنون في مُهجهم الفواجعَ والمواجعَ.. حتَّى بعد حين! وسبحان ربي مدبر الأحوال ومسيّرها!
***
5) داعبني صديق حميم ذات مرة فقال: متى ينضب مداد البوح في قلمك؟ فقلت: أتمنّى أن لا ينضبَ مدادُ قلمي ما دام في النفس عِرْق ينبض بالرغبة في بقائه تعبيرًا عن القول الحلال! وأحمد الله أن القلم الذي كان يتمرد على أناملي فلا يستجيبُ لرغبتها في البوح، بات اليوم بفضل الله أكثر طاعةً لإملاءات النفس، وأثرى رغبة في الاستمرار.. بما يرضي الله!
***
6) اتُّهِمَ كاتبُ هذه السطور مرةً بأن بعض حروفه لا تخلو من إبهام وغمُوض. وردّي على ما قيل له أكثر من قول ورأي.
« فكتابة الزاوية تعاني أحيانًا من (شرط) الاختصار. وهناك أمر آخر، وهو أن الإيجاز في الكتابة مع عدم الاخلال بالمعنى المقصُود فنُّ عسير، يتطلب من الكاتب جهدًا في الصياغة، ومن القارئ جهدًا في فهم ما بين السطور!
« وأعتقد أن (الحلّ) لذلك هو مزيدٌ من الكاتب عناءً فيما يكتب ومثل ذلك عناءً من القارئ. هنا، قد تلتقي الغايتان!