محمد بن علي بن عبدالله المسلم
الرياض أجمل مدينة (ليس بالنسبة لي فقط) وتنافس مدناً عالمية في جمالها وتطورها، وهي عاصمة المملكة السياسية والاقتصادية. لقد عشت فيها وتربيت وتعلمت وعملت وعايشت تطورها من مدينة صغيرة إلى أن أصبحت مدينة متطورة عالمية وقضيت فيها طفولتي في حي دخنة (حي العلماء كما يسميه البعض). وكنت أتنقل بين أحيائها مشية للدراسة وللذهاب للتمشية إلى الصفاة، حيث الدكاكين التي حول الجامع والمقيبره وشارع الثميري وشارع الوزير، وإلى البطحاء حيث المكتبات لأشتري منها الصحف والمجلات المحلية والعربية.
كانت الرياض قبل نحو نصف قرن مدينة صغيرة بيوتها من الطين وطرقها المسفلتة قليلة، والسيارات محدودة، وليس بها شبكات مياه، كما أن الكهرباء في عدد محدود من البيوت. أما الآن فقد أصبحت مدينة عالمية بكل معنى الكلمة، فسكانها نحو ثمانية ملايين ومن أسرع مدن العالم نمواً عمرانياً واقتصادياً واجتماعياً، وفيها من الطرق والجسور والطرق الدائرية ما يضاهي كبرى مدن العالم وشبكة المياه في كل بيت كما الكهرباء. والسر في ذلك أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله) هو القائم على إدارتها وتخطيطها ومتابعة نموها، ولا سيما أنه قائد وإداري يعشق عمله ويحب أن يؤدي عمله ويتقنه، فهو معروف بدقته ومتابعة عمله وكل من كانوا يعملون معه في إمارة منطقة الرياض يعرفون ذلك، كما يعرفون حرصه على الدوام والحضور للعمل في الوقت المحدد.
لقد اختلفت الحياة في العاصمة الرياض وتغيرت ملامح المدينة الصغيرة من مبان طينية إلى الفيلات والعمارات والأبراج وانتشرت المدارس والجامعات والمعاهد العلمية والتقنية بدلا من الكتاتيب، كما انتشرت الحدائق العامة والنوادي الرياضية. وتحظى الرياض العاصمة باهتمام كبير لدى القيادة، وقد أصبحت إحدى أهم المدن الاقتصادية العالمية، وفي مجموعة الـ20، وأثبتت الرياض تقدمها عمرانياً واجتماعياً وعلمياً وتقنية، ولديها مشاريع ضخمة ستجعلها قبلة للسياحة المحلية والعالمية مثل مشروع القدية السياحي الضخم ومشروع الرياض الخضراء، وهو من أكبر مشاريع التشجير في العالم لتحسين جودة الحياة وخفض درجات الحرارة وتبلغ المساحة الخضراء في المشروع 541 كيلو مترا مربعا وعدد الأشجار نحو ثمانية ملايين شجرة.
كما أن حديقة الملك سلمان ستكون أكبر حدائق المدن في العالم على مساحة 16 كيلو مترا مربعا، وفي الرياض المجمع الملكي للفنون والمسرح الوطني وأكاديميات الفنون والمتاحف، كما لا ننسى مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام والذي سيبدأ تشغيله بإذن الله تعالى في سبتمبر القادم 2021 أي بعد نحو شهرين وهو مشروع ضخم سيعمل بإذن الله على تخفيض الزحام والتقليل من تلوث البيئة لكثرة السيارات في العاصمة، والتي تزيد على مليون سيارة، كما تحظى الرياض بجذب سياحي في المجال التعليمي الجامعي والتقني وسياحة الاستشفاء لوفرة المستشفيات العالمية وبكوادر طبية وطنية، هذا إضافة إلى الأماكن التاريخية في الرياض العاصمة وفي الدرعية، وكذلك مركز الملك عبدالعزيز التاريخي للجزيرة العربية، كل ذلك سيجعل من مدينتنا الجميلة منطقة جذب سياحي متنوع. هذه لمحة عن مدينة التسامح، عاصمة العرب والتي بحمد الله تشاركها مدننا الأخرى الجميلة في صفاتها من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ومن الشرق للغرب، ونسأل الله تعالى أن يديم على بلادنا الأمن والأمان وأن يوفق قيادتها دائماً لكل ما فيه خير الوطن والمواطنين.
باختصار:
- مدننا الجميلة يعتريها بعض التشوه لوجود الأراضي الفضاء والمخلفات تملؤها، وبعض المباني والعمائر الجميلة وقد شوهتها التمديدات الخارجية للتكييف وغيره، كذلك الأحياء العشوائية.
- كثر المماطلون مع تساهل الجهات المختصة بسبب جائحة كورونا ومن يدعون إعسارهم بإخفاء ثرواتهم وتحويلها بأسماء عائلاتهم.
- التحويلات الكثيرة داخل المدن لا تحل الزحام وإنما تزيد التكلفة باستهلاك بنزين أكثر وزيادة تلوث البيئة.
- بعض المسئولين يتكلمون أكثر مما يعملون ليتهم يقتدون بخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد (حفظهما الله) الذين تتكلم عنهم أعمالهم.
** **
- الرياض