الجزيرة - الرياض:
أوضح سالم بن حمد الجهوري نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية أن الزيارة التي يقوم بها السلطان هيثم بن طارق آل سعيد سلطان عمان إلى الشقيقة المملكة العربية السعودية، تعد تاريخية ومهمة في دعم وتطوير العلاقات العمانية السعودية المتميزة خلال الخمسين عاماً الماضية، وكذا امتداد لتلك العلاقات المتجذرة بين البلدين منذ مئات السنين. الزيارة ستكون محطة مهمة وتاريخية في تلك العلاقات بين الجارين الكبيرين في المنطقة في المسار السياسي والمتجانسة والمتناغمة معاً في الرؤية المشتركة للأحداث الإقليمية والدولية والتي تتطابق معها رؤى أيضاً دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
لكنها ستوثق لمرحلة مهمة للغاية، الهدف منها هو رفع مستوى الشراكة الاقتصادية بين البلدين وتؤسس لمرحلة جديدة تخدم رؤى البلدين في رؤيتيهما عمان 2040 والمملكة 2030، لجعل تلك العلاقة في مرحلة التكاملية خلال الفترة المقبلة بهدف الاستفادة من الإمكانات في البلدين.
وتطرق الجهوري إلى أن الزيارة يتوقع لها أن تبحث في 4 ملفات مهمة الأول، دعم العلاقات الثنائية بين البلدين في المسارين السياسي والاقتصادي والتشارك في الرؤى حول ما يمكن أن يخدم الدولتين. ولعل الجانب الاقتصادي أكثر بروزاً نظراً لعزم وإرادة الرياض ومسقط في دعم مسيرتهما في هذا الجانب خلال المرحلة المقبلة وتطويره، حيث سيتم التوافق على عدد من الاتفاقيات إلى جانب المنطقة الصناعية السعودية قد يكون هناك رغبة في توسيع التعاون من خلال مد خط أنابيب النفط السعودي إلى ميناء الدقم في شرق عمان وإقامة المشاريع الصناعية المشتركة الكبرى في عدد من المجالات كمصفاة للنفط ومصنع للبتركيماويات والطاقة النظيفة إضافة إلى السياحة والثروة السمكية والزراعة وغيرها من مجالات التعاون بين البلدين.
وأشار إلى أن الملف الثاني المتوقع في هذه المباحثات ستكون حول تعزيز مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتحريك ملفات السوق الخليجية المشتركة والاتحاد الجمركي والمواطنة والجواز الموحد والعملة الخليجية والبنك المركزي، إضافة إلى تنشيط التعاون ورفع التبادل التجاري وتوحيد الأهداف الاقتصادية في السنوات المقبلة.
وقال الجهوري إن الملف الثالث المتوقع، وهو دفع جهود حل الأزمة اليمنية التي تقاربت فيها المواقف بين الأطراف خلال المرحلة الماضية وعلى ضوء نتائج زيارة الوفد العماني إلى صنعاء ولقاء القيادات الحوثية والتي جاءت كنتاج للرؤى المشتركة العمانية السعودية الأممية الأمريكية بضرورة إنهاء هذا النزاع والتفرغ للمرحلة المقبلة التي ترتكز على الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار وتطوير الاقتصاد في المنطقة ودفع الأطراف إلى الجلوس على طاولة الحوار من أجل يمن أكثر أمناً واستقراراً وتفاعلاً مع أشقائه خاصة في الجزيرة العربية.
كما سيتم التطرق إلى الملف الرابع وهي العلاقات السعودية الإيرانية والملف النووي والذي يحتاج إلى المزيد من التفاهمات والتطمينات من قبل الجانب الإيراني، اضافة الىً بحث سبل التعاون بين دول المجلس وإيران وتوحيد جهود الجميع من أجل شعوب المنطقة وتطوير التعاون بينها في جميع المجالات خاصة العلمية والصناعية منها والاستفادة من قدرات جميع الدول لازدهار دول المجلس وإيران في المرحلة المقبلة والتفاهم على الملفات في اليمن وسوريا ولبنان وغيرها من التقاطعات في الرؤى. وأوضح نائب رئيس جمعية الصحفيين العمانية أن الطريق البري الرابط بين البلدين سيكون محوراً مهماً أيضاً في الزيارة لما يمثله من شريان مهم سينعش الحركة التجارية والسياحية والاجتماعية ويطور من التعاون ويسهل التواصل بين السلطنة والمملكة والذي يعد إنجازاً في تاريخ الدولتين.
وأضاف أيضاً أن الزيارة تؤسس لعمل مشترك يجمع الرؤيتين السعودية والعمانية واللتين تعدان من الرؤى الطموحة في المنطقة التي يمكن أن تساهم في توفير المزيد من الإيرادات المالية وتوجد اقتصاداً يقوم على القطاع الخاص الذي سيوفر الكثير من فرص العمل في البلدين وتساهمان في تصويب المسارات الاقتصادية واستثمار إمكانات البلدين وتطوير قدراتهما الصناعية خاصة أنهما لديهما طموح في تغيير خارطة مستقبل الأجيال القادمة إلى التركيز على القطاع الخاص وإيجاد مشاريع يمكن أن تساهم بفاعلية في مسيرة البلدين المشتركة منها وتعزيز دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تعظيم الدور الاقتصادي من خلال التسهيلات والتمويل وتبسيط الإجراءات وتشجيع الصناعات والمنتجات التي تصنع فارقاً في اقتصاد البلدين.
وقال إن نتائج هذه الزيارة التاريخية سوف تؤسس لنتائج مستقبلية مهمة وسنعمل على ترسيخ قاعدة أكبر للتعاون والتبادي التجاري والسياحي والاستثماري والصناعي ورفع أرقام المؤشرات بينهما إلى أكثر من 2.5 مليار دولار سنوياً وتجاوز هذه الأرقام المتواضعة إلى أرقام أكبر وأفضل يكون لها المردود الإيجابي الملموس على الشعبين والخروج أيضاً بمجلس التنسيق العماني السعودي الذي سيكون بمثابة حلقة الوصل والمتابعة بين مسقط والرياض.