«الجزيرة» - علي سالم العنزي:
تستعد المملكة لاستقبال ضيف عزيز ذي مكانة عظيمة استطاع تأسيس خارطة الطريق الجديدة لدولته، وتزداد أهمية الزيارة لتؤسس العلاقات الثنائية للاحترام والتقدير المتبادل بين قادة البلدين، حيث يعد اختيار السلطان هيثم بن طارق المملكة كأول وجهة خارجية له دليلاً على تلك المكانة المتبادلة على مستوى القادة وعلى مستوى الشعبين.
وتبذل المملكة وسلطنة عمان مزيداً من الجهود لرفع مستوى التطور والنمو في التعاون المشترك، متخذين في ذلك الأسس المتينة والعلاقات الثنائية الراسخة، أرضيةً صلبةً للانطلاق نحو آفاق أكثر رحابة وأثرى تنوعًا، ولبلوغ قمم المجد وذرى الرخاء والاستقرار، لشعبيهما وشعوب المنطقة والعالم بأسره.
أبرز الزيارات المتبادلة
شهدت المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان زيارات متبادلة مستمرة بين قادة البلدين منذ سبعينيات القرن الماضي وحتى اليوم.
لم تكن حصراً على النشاط السياسي أو توقيع الاتفاقيات الاقتصادية وإنما ركزت تلك الزيارات على توثيق العلاقات الأخوية، حيث كانت أبرز هذه الزيارات الخاصة بعيدًا عن قمم مجلس التعاون الخليجي السنوية.
ديسمبر 1971
أول زيارة خارجية للسلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- بعد توليه الحكم كانت إلى الرياض في 11 ديسمبر 1971، تلبية لدعوة تلقاها السلطان قابوس من أخيه الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، جرت خلالها مباحثات أخوية بين الزعيمين الكبيرين، وأكد البيان الختامي للزيارة مساندة المملكة للسلطنة، والتعاون بين البلدين الشقيقين لما فيه ضمان أمن المنطقة واستقرارها.
يونيو 1975
في يونيو 1975 قام السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- بزيارة رسمية للمملكة العربية السعودية استمرت ثلاثة أيام، تم خلالها مناقشة القضايا الدولية والإقليمية، بالإضافة الى بحث سبل تعزيز العلاقات الأخوية على مستوى قادة البلدين أو على المستوى الشعبي.
1980
قام السلطان قابوس بن سعيد -طيّب الله ثراه- عام 1980 بزيارةٍ إلى المملكة العربية السعودية حيث تم استقباله من قبل الملك خالد بن عبدالعزيز.
مارس 1990
قام جلالة السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – بزيارة رسمية للمملكة في مارس 1990، حيث تم التوقيع في 21 مارس على اتفاقية دولية لترسيم الحدود مع المملكة العربية السعودية، وقد تم التوقيع في (حفر الباطن) وعلى أساس الخط المعلن والقائم بين البلدين.
يونيو 1992
قام السلطان قابوس بن سعيد -طيّب الله ثراه- بزيارة خاصة للسعودية في يونيو عام 1992.
يونيو 2005
قام جلالة السلطان قابوس بن سعيد بزيارة رسمية للمملكة العربية السعودية خلال الفترة من 28 إلى 30 ربيع الآخر 1426هـ الموافق 5 إلى 7 يونيو 2005 م.
مايو 2010
قام السلطان قابوس بن سعيد بزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية في 29 مايو 2010 استمرت يومين، وكان في استقباله بمطار الملك عبدالعزيز الدولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمهما الله».
زيارة الملك خالد في 29 مارس 1976
استقبل السلطان قابوس بن سعيد المعظم -طيّب الله ثراه- جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله ملك المملكة العربية السعودية الذي قام بزيارة رسمية إلى السلطنة في 29 مارس 1976.
23 ديسمبر 2006
قام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- يوم 23 ديسمبر بزيارة رسمية إلى السلطنة استغرقت ثلاثة أيام تلبية لدعوة من أخيه السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- حيث عقد العاهلان خلال الزيارة قمة تشاورية لتعزيز التعاون العماني السعودي المشترك في مختلف المجالات ودعم العلاقات الأخوية المتميزة للبلدين وصولاً بها إلى المستوى الأمثل الذي يحقق المزيد من آمال وطموحات الشعبين العماني والسعودي الشقيقين.
13 يناير 2020
أدى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ، واجب العزاء والمواساة في وفاة السلطان قابوس بن سعيد –طيّب الله ثراه- وكان في استقباله حضرة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور -حفظه الله ورعاه-.
التعاونات المشتركة
تسعى الحكومتان دائماً الى رفع مستوى التعاونات وتعزيز الاستثمارات، حيث يلتقي المسؤولون في كافة المجالات لدعم وتعزيز التعاون وتقوية الترابط، وتحقيق الأهداف المشتركة التي تلتقي من خلالها رؤية المملكة 2030 ورؤية سلطنة عمان 2040.
تعاونات الصناعة والاستثمار
التقى وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار العُماني قيس بن محمد اليوسف، مع وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر بن إبراهيم الخريف، وذلك عبر الاتصال المرئي، وتم خلال هذا اللقاء استعراض جوانب التعاون المشتركة بين البلدين الشقيقين فى المجال الصناعي، والفرص الصناعية للاستثمار بين الجانبين والتعرف على البيئة الاستثمارية والاقتصادية ودورها الاستراتيجي في دعم القطاع الخاص والتنمية الاقتصادية.. كما تم تقديم عرض مرئي حول القطاع الصناعي في السلطنة تناول عدة جوانب منها رؤية «عُمان 2040» ورؤية وأهداف الاستراتيجية الصناعية والتسهيلات المقدمة للقطاع الصناعي والفرص الصناعية الاستثمارية المتاحة بين البلدين.. واستعرض الجانب السعودي تجربته «منصة صناعي الإلكترونية» التي تهدف إلى مساعدة المستثمر الصناعي في الوصول للمحتويات الرقمية والخدمات الإلكترونية التي يحتاجها، ومبادرة «صُنع في السعودية» ومعلومات حول الهيئة الملكية للجبيل وينبع والهيئة الملكية للمدن الصناعية ومناطق التقنية وصندوق التنمية الصناعية السعودي.. كما ناقش الجانبان أهمية التكامل في القطاع الصناعي وإعداد برنامج زيارات متبادلة بين البلدين للاطلاع على التجارب وبحث سبل تطوير المجال الصناعي، إلى جانب تشكيل فريق عمل بين الوزارتين لوضع برنامج للتكامل للجوانب الاقتصادية المشتركة بين الجانبين.
التعاون في الاقتصاد الرقمي
كما عقد وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات العُماني سعيد بن حمود المعولي، اجتماعاً عبر الاتصال المرئي، مع وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي عبدالله بن عامر السواحة.. وتم خلال هذا الاجتماع بحث سبل التعاون المشترك في مجالات الاقتصاد الرقمي، إضافة إلى الأمور ذات الاهتمام المشترك لما فيه مصلحة البلدين.
التعاون في السياسات المالية
وعقدت وزارة المالية العُمانية اجتماعاً مع نظيرتها السعودية لبحث سبل الاستفادة والتشارك من أجل تطوير التعاون بين الوزارتين فى مجال السياسات المالية الكلية، إضافة إلى بعض الموضوعات الأخرى ذات الاهتمام المشترك.. وتم خلال هذا الاجتماع استعراض السياسات والمبادرات التي اتخذتها السلطنة للتعامل مع التحديات المالية منذ انخفاض أسعار النفط والبرنامج الوطني للتوازن المالي وبرامج رؤية 2040 لتحقيق الاستدامة المالية.. وتطرق الاجتماع إلى عدد من التغييرات والإصلاحات الهيكلية التي أجرتها المملكة لوضع سياسات مالية فعالة وإدارة مواردها المالية بكفاءة لتحقيق نمو اقتصادي مستدام منها إطلاق برنامجي الاستدامة المالية وتطوير القطاع المالي وتكوين لجنة توجيهية للميزانية.
وفد عماني يزور المملكة
زار وفد عماني المملكة. كانت تتركز تلك الزيارة على التكامل بين رؤيتي البلدين الشقيقين «عمان 2040» و«السعودية 2030»، وتقاطعات التنويع الاقتصادي، وكان هدفها بحث سبل التكامل والتكاتف الاقتصادي البناء بين السلطنة والمملكة، وكانت الزيارة ناجحة ونتائجها مثمرة ومبشرة بنتائج جيدة للطرفين.
وتم خلال الزيارة بحث العديد من الفرص الاستثمارية في قطاعات البتروكيماويات، الطاقة المتجددة، القطاع اللوجستي، والربط البحري والجوي المباشر مع المناطق الاقتصادية والحرة، وكذلك تم النقاش حول مشروع السكك الحديدية المتكامل، وذلك للاستفادة من الميزات التي تتميز بها السلطنة ومنها الموقع الاستراتيجي، كما تم التركيز على المواد الخام الغنية في السلطنة لاجتذاب شركات سعودية متخصصة في هذا المجال وضرورة الاستفادة من التجربة السعودية في المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتم كذلك التركيز على فرص استثمارية بالتكامل مع الجانب السعودي وخاصة في مجالي الصحة والتعليم، فهناك الكثير من الفرص التي يجب تبادل الخبرات فيها.
منطقة صناعية
تم خلال زيارة الوفود الاقتصادية بحث دراسة إقامة منطقة صناعية عمانية- سعودية خاصة، وكانت الجهود في بحث تلك الفكرة بسبب توفر البنى الأساسية الناشئة في سلطنة عمان، من الأفكار المطروحة بين المسؤولين السعوديين والعمانيين دراسة التوسع التكاملي، بحيث يتم نقل تجربة منطقة صناعية إلى منطقة الدقم الصناعية كونها مدينة المستقبل لعمان بحيث تستقطب هذا النوع من الصناعات وتكون مكملة لصناعات المملكة العربية السعودية؛ كون أن هناك جاهزية كبيرة في البنية الأساسية والموانئ وشبكة الطرق، وللاهمية لذلك التوجه فقد تم تشكيل فريق مشترك بين هيئة المناطق الاقتصادية والحرة في عمان والهيئة المعنية في السعودية بدراسة هذا التوجه، وكيف يمكن أن يتم استقطاب هذا النوع من الاستثمار في السلطنة.
تعاون صناعي وتجاري
قام وفد من وزارة التجارة والصناعة العمانية بزيارة ميدانية للمملكة وهدفت الزيارة إلى تعزيز التعاون المشترك وتبادل الخبرات وتعزيز التعاون الاستثماري والتجاري بين البلدين الشقيقين.
وحققت تلك الزيارة أهدافها وأتت بنتائج جداً مثمرة ومبشرة للطرفين حيث تم التأكيد على أهمية المواءمة بين رؤية عمان 2040 ورؤية المملكة العربية السعودية 2030 ، وتم خلال الزيارة بحث كيفية وآلية المشاركة وأيضاً الربط والتكامل الاقتصادي بين السلطنة والمملكة في التوجهات الاقتصادية والاستراتيجية المستقبلية، وقد تم تحديد آلية العمل وطريقة الإنجاز وإيجاد خارطة عمل وفريق للتنفيذ من الطرفين.
وتم خلال الزيارات المتبادلة استعرض الفرص الاستثمارية المتاحة في السلطنة وعقد لقاءات ثنائية عدة بين الوفد المشارك وكبار رجال الأعمال، وكان خلال اللقاءات جد وعمل متكامل وحرص شديد من الجميع على انجاح الزيارة والخروج منها بمخرجات يمكن تطبيقها على أرض الواقع، سواء مكاسب استثمار سريعة بحسب قطاعات التنويع الاقتصادي وأيضاً طويلة المدى وفق التوجه الاستراتيجي بما يعود بالنفع على البلدين الشقيقين ودول مجلس التعاون الخليجي أيضاً.
وأثمرت تلك الزيارة عما يُقارب 150 فرصة استثمارية بقيمة تصل إلى 15 مليار ريال سعودي في عدد من القطاعات المختلفة، كالصناعة والسياحة والطاقة المتجددة، الأمر الذي يعكس حجم العلاقة المتينة بين البلدين أو كما يُراد لها من تقارب.
المنفذ البري بين السعودية وعمان
تعتزم القيادتان في المملكة وسلطنة عمان تدشين المنفذ البري قبل نهاية العام الجاري، حيث سيؤسس من خلاله شراكة جديدة بين البلدين، ويعد المنفذ الحدودي نقطة البداية للعمل لإتاحة العديد من الخدمات والفرص والنقلات النوعية التي يعول عليها القطاع الخاص في كل الأصعدة بين البلدين.
وسيساهم المنفذ البري المباشر الذي يربط بين سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية والبالغ طوله 680 كيلومترًا، في توسيع وتسريع حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين، حيث يختصر المسافة بينهما بأكثر من 800 كيلومتر، كما أن هذا المنفذ سيفتح المجال أمام حركة البضائع من المملكة مرورًا بالطرق البريّة في السلطنة ووصولاً إلى موانئها التي ستسهّل تصدير البضائع السعوديّة للعالم.
ويبلغ طول الطريق الرابط بين السعودية وعمان في جزئه المقام على الأراضي السعودية نحو 566 كلم وينطلق من منفذ البطحاء حتى حقل شيبة ثم إلى أم الزمول على الحدود السعودية العمانية عبر منطقة الربع الخالي. ويعتبر هذا الطريق الوحيد الذي يربط السعودية بسلطنة عمان مباشرة وذلك من خلال مروره بالربع الخالي.
اتفاقيات بين السعودية وعمان
كما فوض مجلس الوزراء السعودي خلال جلسته التي عقدت الثلاثاء الماضي، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله ورعاه- ، بالتباحث والتوقيع على مشروعات اتفاقات بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان في المجالات الآتية: مجال الشباب والرياضة، المجال الثقافي، مجال التقييس، المجالات التجارية، مجال الإعلام المرئي والمسموع، المجال الإذاعي والتلفزيوني، مجال تشجيع الاستثمار، مجال الاتصالات وتقنية المعلومات والبريد، مجال النقل، ومن ثم رفع النسخ النهائية الموقعة، لاستكمال الإجراءات النظامية.
آفاق أوسع من العلاقات
تتجه العلاقات العريقة بين المملكة وسلطنة عمان إلى آفاقٍ أوسع من الرقي والازدهار بالزيارة التي يقوم بها حضرة السلطان هيثم بن طارق إلى المملكة، ويلتقي خلالها أخاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظهما الله.
ويرتبط البلدان الشقيقان بروابط راسخة في مختلف المجالات، ستوثِّق عراها الزيارة التاريخية للسلطان هيثم التي تُعَدّ الزيارة الرسميّة الأولى له إلى خارج السلطنة منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد في الحادي عشر من يناير عام 2020 م، كما يُعدّ هذا اللقاء الثاني بين القائدين بعد لقائهما الأول في يناير 2020 م بمسقط عندما قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بأداء واجب العزاء في وفاة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور - طيّب الله ثراه.
مسيرة التعاون المشترك
ومنذ اليوم الأول لتولي السلطان هيثم بن طارق المعظم الحكم أكّد على مواصلة الإسهام مع إخوانه قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دفع مسيرة التعاون لتحقيق آمال وتطلّعات شعوب دول المجلس في تحقيق الإنجازات المشتركة بكافة المجالات، كما أنّ السلطنة بقيادة السلطان هيثم الحكيمة قد أكّدت دومًا على مواقفها السياسية الراسخة، وقد برهنت على ذلك عبر استمرار جهودها الدبلوماسية إزاء عدد من القضايا التي شهدتها المنطقة مشفوعة بالزيارات رفيعة المستوى بين السلطنة وشقيقاتها من دول المجلس.
أسس راسخة ورصينة
إنّ الأُسس والمبادئ التي قامت عليها العلاقات العُمانية السعودية هي أُسس ومبادئ راسخة رصينة، وما التطوُّر الملموس في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية بين البلدين الشقيقين إلا دليل مُتجدّد على متانة هذه العلاقات وعلى استمراريّتها وانفتاحها على آفاق أوسع وأشمل.
ويحرص البلدان الشقيقان على تبادل وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك من خلال التواصل واللقاءات المستمرّة بين قيادتي البلدين والمسؤولين رفيعي المستوى، وهو ما أكّدته الاتصالات المستمرّة بين السلطان هيثم بن طارق وأخيه خادم الحرمين الشريفين. وتتلاقى الرؤى والتطلعات العُمانية السعودية في كثير من المجالات والمواقف المختلفة، ومنها مجال البيئة الذي يُعدّ من بين أهم المجالات الدولية المطروحة في أروقة المنظمات الأممية، فقد أعربت السلطنة عن تقديرها لجهود المملكة في مجال الحفاظ على البيئة واستدامتها من خلال مبادرة / الشرق الأوسط الأخضر/ التي أعلن عنها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بالشراكة بين دول المنطقة، وتتمثّل المبادرة في أكبر برنامج تشجير لمواجهة التحديات البيئية، وقد أكّد السلطان هيثم بن طارق المعظم خلال تلقيه اتصالاً هاتفياً في مارس الماضي من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، على دعم السلطنة لكل الجهود المبذولة في هذا الصدد.
وقد كثّفت السلطنة والمملكة العربية السعودية طوال العامين الحالي والمنصرم، اللقاءات الثنائية رفيعة المستوى، فقد التقى السلطان هيثم بن طارق المعظم بقصر العلم العامر في شهر مارس عام 2020 م صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود نائب وزير الدفاع لاستعراض أوجه التعاون القائم بين البلدين في شتى المجالات وسُبل تعزيزه بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين العُماني والسعودي الشقيقين، وأعرب صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان عن تشرُّفه بنقل رسالة من قيادة المملكة إلى السلطان هيثم بن طارق، وأنه تمّ التأكيد خلال اللقاء على «عمق العلاقات الثنائية الأخوية والاستراتيجية التي تربط البلدين الشقيقين في كافة المجالات، وسُبل تطويرها بما يحقق مصالحنا المشتركة».
توافق الدبلوماسية
تشهد الدبلوماسية السعودية /العُمانية توافقًا في كثير من الرؤى، خاصة ما يتعلّق منها بمكافحة الإرهاب والمحافظة على السلم والأمن الدوليين، وهو ما دفع السلطنة في نهاية 2016م إلى الانضمام لتحالف الدول الإسلامية لمكافحة الإرهاب لدعم جهود المملكة في هذا الجانب.
كما أعربت السلطنة في بياناتها السياسية عن وقوفها إلى جانب حكومة المملكة في مختلف القضايا والأحداث، فقد رحّبت السلطنة بالمبادرة التي أعلنتها المملكة في مارس الماضي للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية عبر طرق التفاهم والحوار مع مختلف الأطراف ودعم جهود الأمم المتحدة الهادفة إلى تحقيق التسوية السياسية المنشودة في اليمن الشقيق، وقد أعربت المملكة في هذا الإطار عن تقديرها لجهود السلطنة ودورها «الإيجابي» في الدعم المستمر لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث والمبعوث الأمريكي لليمن تيموثي ليندركينج، وهو ما أكّد عليه سمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية السعودي في مؤتمر صحفي عُقد بالرياض في مارس الماضي.
نمو وازدهار
وما تشهده العلاقات العُمانية/ السعودية اليوم من نمو وازدهار يأتي امتدادًا لمسيرة العمل الأخوي التي قادها السلطان الراحل قابوس بن سعيد بن تيمور / طيّب الله ثراه / وإخوانه ملوك المملكة طوال العقود المنصرمة، وهي مسيرة أرست قواعد متينة وأُسسًا راسخة ومبادئ واضحة قامت عليها العلاقات السعودية العُمانية وأسفرت عن العديد من الاتفاقيات والمشاريع المشتركة في كافة المجالات، والتفاعل الإيجابي الحالي بين السلطنة والمملكة في مختلف الصُّعد.
مستقبل واعد
إنّ الزيارة ستشكّل دفعة وانطلاقة لتطوير هذه العلاقة لبناء حاضر زاهر ومستقبل واعد للبلدين والشعبين الشقيقين ومناصرة للحق والعدل والسلام والأمن والتسامح في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك والتعاون البنَّاء مع أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من أجل توطيد الاستقرار وزيادة النماء والازدهار.
إنّ مستقبل العلاقات العُمانية السعودية في ظل القيادتين الحكيمتين مبشّر بخير، لا سيّما وأن هذه الزيارة ستشهد انطلاقة كبرى في التعاون في المجالات التجارية وتشجيع الاستثمار والاتصالات وتقنية المعلومات والبريد والنقل والتقييس، بالإضافة إلى المجال الإعلامي المقروء والمرئي والمسموع والشباب والرياضة والثقافة، وتُشكّل هذه المجالات محاور مهمّة في رؤيتي السلطنة والمملكة «رؤية عُمان 2040» و»رؤية المملكة 2030»، وستفتح آفاقًا أرحب للتعاون ستعود على الشعبين العُماني والسعودي بالنفع الكبير الدائم. كما أنّ المحادثات بين القيادتين الحكيمتين خلال الزيارة ستُسهم في حلحلة وإيجاد رؤى مشتركة وتوافق للقضايا الإقليمية المعاصرة، لما تتمتع به المملكة والسلطنة من دراية كبيرة وخبرة سياسية واسعة ومنطلقات دبلوماسية راسخة تستند إلى ثوابت ومحددات سياستهما الخارجية وسعيهما
الدائم والدؤوب نحو إرساء دعائم الأمن والسلم في المنطقة والعالم أجمع.
تصريحات المسؤولين
وأكد عدد من المسؤولين العمانيين والسعوديين على أن ما يتم من زيارات مكثفة متبادلة بين سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية مؤخراً يأتي في إطار حرص قيادتي البلدين على زيادة أوجه التعاون وخاصة التجاري والاقتصادي وكذلك في ضوء التكامل بين رؤيتي «عمان 2040» و«السعودية 2030».
السفير السعودي «علاقات أخوية»
ذكر السفير السعودي في سلطنة عمان عبدالله بن سعود العنزي أن هذه الزيارات التي تتم بين القادة أو المسؤولين السعوديين والعمانيين لم تأت من فراغ وإنما لما بين البلدين الشقيقين من ترابط وعلاقات تاريخية وأن هذه الزيارات امتداد لما هو في السابق، وأكد سعادته أن الاتصالات تتم على أعلى المستويات وآخر اتصال كان بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- وجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- وكان هو الاتصال الوحيد من القادة العرب، وهذا يعكس الارتباط الوثيق بين قادة البلدين الشقيقين. وأرجع سعادته التفاهم السياسي بين البلدين الشقيقين إلى ما تتحلى به القيادتان الحكيمتان في البلدين، حيث يتم التفاهم وتبادل المشاورات على أعلى مستوى.
وقال العنزي إن السلطنة والسعودية تملكان رؤيتين طموحتين ومن خلالهما هناك البرامج والمبادرات والمزايا النسبية التي يمكن من خلالها الانطلاق إلى آفاق عالية وواسعة وأن يكون هناك نمو نوعي في العلاقات واستثمارات ومشاريع مشتركة بين البلدين، فالمملكة العربية السعودية لديها الرغبة الصادقة والجادة في إقامة علاقات وشراكات مع القطاع الخاص في السلطنة وفي المملكة.
السفير العماني في المملكة
أكد سفير سلطنة عمان لدى السعودية فيصل بن تركي آل سعيد، أن عمق العلاقات المتينة بين البلدين تمتد على مر السنوات، مشيراً إلى حراك جديد على مستوى السلطنة يواكب ما يدور في المملكة بالتزامن مع رؤية 2030.
وقال: إن «هناك نهضة متجددة في سلطنة عمان تتمثل في رؤيتها 2040 ، التي ستأتي مواكبةً للحراك النهضوي القائم في السعودية تحت قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في رؤية «2030».
كما أضاف أن التبادل التجاري بين البلدين يعتبر جداً متواضعاً نظراً لما يدور في الوقت الراهن من نقاشات ستحمل نقلة نوعية اقتصادية بين البلدين، وبالمجمل حسب ما أعلن من إحصائيات تصل إلى ما يقارب 10 مليارات ريال سعودي.
مسؤولة عمانية
وأكدت وكيلة وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار لترويج الاستثمار سعادة أصيلة بنت سالم بن سليمان الصمصامية على أن الزيارة التي قام بها وفد من السلطنة للمملكة العربية السعودية الشقيقة مؤخراً كانت موجهة في ضوء التكامل بين رؤيتي البلدين الشقيقين «عمان 2040» و«السعودية 2030»، وتقاطعات التنويع الاقتصادي وكان هدفها بحث سبل التكامل والتكاتف الاقتصادي البناء بين السلطنة والمملكة، بحيث أننا نتوجه توجهات إستراتيجية معاً، ولذا ضمت العديد من الجولات وكانت زيارة ناجحة ونتائجها مثمرة ومبشرة بنتائج جيدة للطرفين.