د.عبدالعزيز العمر
صانع القرار التعليمي في أي مكان على هذا الكوكب لا يمكن أن يصنع قراره بناء على انطباعات خاصة، أو إرهاصات عاطفية، أو أمزجه شخصية، أو بفرض الرأي من قبل من يملك القرار، وعندما يحدث هذا فسيكون القرار بلا شك مدمراً للعملية التعليمية برمتها، إذاً كيف يتم بناء وصناعة القرار التعليمي؟ في الدول المتقدمة يتم في المؤسسة التعليمية إنشاء هيئة أو فريق بمسمى لجنة خزان التفكير (Think Tank)، ويمتلك هذا الفريق من الخبرة والفكر ما يسهم في اتخاذ القرارات التعليمية الفعالة والراشدة، وجدير بالذكر أنه لا يمكن أن ينضم إلى هذا الفريق إلا من عصرته الخبرة التعليمية وامتلك من الرصيد المعرفي والمهني ما يكفي لنيله شرف الانضمام إلى هذا الفريق. ولا يكفي للوصول إلى القرار التعليمي الراشد وجود فريق «خزان التفكير»، بل لابد أن يؤمن صاحب القرار بأهمية تفعيل دور البحث العلمي بغرض الوصول إلى القرارات السليمة، والبحث العلمي في هذه الحالة يجب أن يتم تشكيله على مستوى الوطن، ويجب أن يمنح منفذوه الوقت الكافي، وتوفر لهم المعلومات والبيانات الكافية. أنا كشخص باحث ادعي أن الجامعات السعودية تزخر بباحثين محترفين وبقواعد بحثية مهولة تشخص وتقترح حلولاً لواقعنا التعليمي، ما فائدة هذه الجهود البحثية إذا لم يتم توظيفها لغرض التطوير، فالبحث والتطوير توأم لا ينفصلان، وأخيراً أقول: إنني أشك في مهنية أي مسؤول تعليمي لا يؤمن بالبحث العلمي، ولا يعرف كيف يوظفه في المؤسسة التعليمية.