فوزية الشهري
الأسبوع الماضي كنا في زيارة استثنائية لأمير منطقة الرياض، الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، بصحبة خبراء من جمعية منتدى الخبرة السعودي، الجمعية التطوعية المتخصصة، والتي تضم مجموعة من الخبراء العسكريين والمدنيين من مختلف القطاعات في المملكة العربية السعودية، من الأكاديميين وأعضاء مجلس الشورى وأساتذة الجامعات والمفكرين وذوي الخبرة في مجالات العلوم السياسية والإعلامية والإستراتيجية والفكرية والأمنية والاجتماعية والقانونية والاقتصادية والإدارية، والذين سخّروا علومهم ومعارفهم لخدمة هذه البلاد وأبنائها تطوعاً وبدون مقابل.
تأسست هذه الجمعية بمبادرة من عدد من الخبراء المختصين في مختلف المجالات في المملكة بهدف إيجاد منبر فاعل لعقد اللقاءات الفكرية والتواصل العلمي لخدمة الدين والملك والوطن والمواطن.
ولا يخفى حرص المملكة على العمل التطوعي والاهتمام الكبير به والتشجيع عليه ونشر الوعي المجتمعي بأهميته وذلك لعدة اعتبارات منها إيمان الحكومة بقيمة العمل التطوعي، كونه رافداً أساسياً من روافد تنمية المجتمع والنهوض بمكانته، وأنه أحد أهم العناوين البارزة والمحاور الرئيسية لروية المملكة المستقبلية 2030 ، وقد ترجم ذلك صاحب السمو الأمير فيصل بلقائه مع خبراء جمعية منتدى الخبرة.
حديث صاحب السمو عن التطوع ودور المواطن للدفاع عن وطنه كان درساً بليغاً ومنهجية شاملة. تحدث عن أهمية الوطن وواجبنا نحوه بلسان مخلص وقلب محب لوطنه.
كما لم يغفل الأمير -أطال الله - في عمره عن دور رجال الأعمال في دعمهم لهذا الحراك المجتمعي الرائد، حيث أشاد بالجهود التي يقدمها الشيخ فرحان النايف الفيصل الجربا في دعمه اللا محدود لهذه الجمعية وأعمالها، إيماناً منه بضرورة إيصال الرسالة الإعلامية الداعمة لوجهات النظر الحقيقية للمواقف العظيمة للمملكة العربية السعودية سواءً الداخلية أو الدولية، والتي ترمي دائماً إلى البحث عن الاستقرار والتنمية والبناء والإعمار.
لم يكن استقبال الأمير لهذه الجمعية ولغيرها من الجمعيات من باب التشريفات فقط، فهو يدرك وهو السياسي الذي له باعه الطويل في الإدارة المحلية وسياستها، أقول فهو يدرك أهمية الاتصال بالمجتمع عبر الشخصيات البارزة والمهمة، وكذلك يدرك انسيابية الأعمال التي تقدمها هذه الجمعيات بعيداً عن البيروقراطية في القطاع العام أو النفعية الربحية في القطاع الخاص، فيؤكد من خلال هذه المنظمات غير الربحية وعبر اتصاله بهم، أهمية إيصال أفكاره التنموية للناس، وأثر الاستقرار على العطاء والرخاء للبلاد والعباد.
في مجلس الأمير تجد الجميع يحتفي بالجميع لأنهم يعتبرونه بيتهم الأول والأخير، فكثير من العلاقات والأعمال البنّاءة تصنع من خلال لقاءات في ذلك المجلس، وما هذا إلا سعة في الذكاء والدهاء والفطنة من الأمير وممن سبقه في الجلوس في صدر ذلك المجلس وخصوصاً خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي أعطى لهذا المجلس رونقه وبهاءه وعمارته النجدية العظيمة.
الزبدة
«الدولة دأبت منذ عهد الملك المؤسس -رحمه الله- عبر سياسة الباب المفتوح وسار عليها أبناؤه من بعده كمظهر من مظاهر الحكم في المملكة وأضحت المجالس المفتوحة صورة صادقة للعلاقة بين ولاة الأمر والمواطنين»
الملك «سلمان بن عبدالعزيز»