«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني:
أعلن معهد الممالك، المركز الذي يعنى بالبحوث الأثرية ودراسات الحفظ في العلا الذي تم إطلاقه مؤخراً، التوصل إلى اكتشاف أثري مهم في شمال غرب المملكة، وهو عبارة عن هياكل حجرية ضخمة فائقة التعقيد يطلق عليها «مستطيلات»، وتعدّ أقدم بكثير مما كان يعتقد سابقاً.
ويأتي إعلان هذا الكشف العلمي تزامناً مع الذكرى السنوية الخامسة لتدشين « رؤية المملكة 2030 « حيث سيكون معهد الممالك مساهماً رئيسياً في تحقيق مستهدفاتها، لتعريف العالم بعراقة آثار المملكة وحفظ التراث الإنساني.
ويجسد معهد الممالك مركزاً علمياً متخصّصاً في بحوث الآثار وسبل حفظها، يعمل بشكل مكثف على دراسة تاريخ شبه الجزيرة العربية وعصور ما قبل التاريخ، وذلك لكون هذه المنطقة تشكّل مفترق طرق يربط بين قارّات العالم القديم، ما من شأنه سدّ الثغرات حول أسرار التاريخ الطبيعي والبشري للمنطقة.
وانطلاقاً من دور العلا وأهميتها التاريخية في التبادل الثقافي والتجاري على صعيد دولي، سيصبح معهد الممالك مركزاً أكاديمياً ومنصّة ثقافية للمعرفة والاستكشاف وإحدى ركائز البنية الثقافية للمنطقة في إطار الرؤية التصميمية «رحلة عبر الزمن» التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمحافظة العُلا مطلع هذا الشهر.هذا وتخضع الدراسة والاستنتاجات المتعلّقة بالهياكل البنيوية المكتشفة إلى المزيد من التحليل، كما سيتم نشرها في مجلة «Antiquity» يوم 30 أبريل 2021 ، وهي مجلة عالمية مرموقة تخضع محتوياتها للمراجعة الدقيقة على أيدي خبراء مختصّين في هذا المجال.
وأشار سمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود، محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العلا: «تماشياً مع رؤية سمو سيدي ولي العهد، للحفاظ على ما يزيد عن 200 ألف عام من التاريخ الإنساني في العلا، يمثل معهد الممالك التزامنا بصون إرث العلا الثقافي، كمركز عالمي للمعرفة والبحوث، والعناية بالاكتشافات الأثرية وحفظها، كما يوفر فرص عمل جديدة لأهالي وسكان العلا، ويعزز دور المملكة في الحفاظ على التاريخ الإنساني».
ويعنى معهد الممالك بدراسة ما يزيد عن 200 ألف عام من التاريخ البشري والطبيعي للعلا، لكنه سيركز كثيراً على «عصر الممالك»، أي زمن ممالك دادان ولحيان والأنباط التي ظهرت في المنطقة خلال الفترة من الألف الأولى قبل الميلاد تقريباً وحتى العام 106 بعد الميلاد.
وسيضم المعهد ضمن نطاقه العشرات من البعثات الأثرية وعمليات الحفاظ وترميم المكتشفات، بمشاركة طيف واسع من الخبراء من تخصصات متعددة، ويعملون في جميع أنحاء محافظة العلا.