خالد الربيعان
كل ما يجري على الساحة الرياضية السعودية الآن للتأهيل لمرحلة التخصيص.. الأندية الآن تنظر لها القيادة السياسية كوسيلة وآلية لتنمية اقتصاد البلاد ككل وليس اقتصاد الرياضة فقط، جذب الاستثمارات سيحل 70 % من مشكلات الأندية.. هذا أولاً.. ستخرجها من النفق التي هي فيه الآن لبداية طريق الأندية الطبيعية المحترفة التي لا هم لها سوى تحقيق البطولات وعمل المداخيل.. فقط.
التخصيص معناه أيضاً فرص عمل كبيرة للشباب في قطاع الاقتصاد الرياضي، التقليل من العبء المالي الملقى على عاتق الدولة تجاه الأندية، الدخول بشكل قوي في عصر الاحتراف، زيادة المنافسة بين الأندية جميعها داخل وخارج الملعب وليس اقتصار ذلك في عدد منها، تناسق وتفاعل بين صناعة الرياضة والمجالات والصناعات الأخرى بالدولة.
أيضاً معناها زيادة وجذب المستثمرين ورجال الأعمال داخل القطاع الرياضي مما سينعكس على نوعية السلع نفسها والخدمات التي تنتجها هذه الكيانات المستثمرة، ليرى الناس بعضها بهوية رياضية، أو بشكل جديد ومختلف بعد تغير فلسفة هذه الشركات وتطورها.
التخصيص أيضاً معناه الخروج من نفق الديون والالتزامات والقضايا المالية، إنعاش خزائن الأندية مما يجعلها تركز بشكل أكبر في العمل الرياضي والمنافسة فيه بدلاً من القضايا والشد والجذب بينها وبين أطراف أخرى، تحسين جودة البنية التحتية لجميع الأندية وحرصها امتلاك كل منها استاد مستقل بمرافق ومتاجر.
الدافع الآن للإسراع بالخصخصة وليس تنفيذها فقط هو الأزمة العالمية التي تمر بها قطاعات الاقتصاد، ليس في السعودية فقط مع ملاحظة كيفية التعامل الجيد معها.. بل في غالبية دول العالم، حتى القوية والغنية منها، على مستوى اقتصاديات الرياضة نرى الكبار مثل يوفنتوس يخرج قبل أيام بيانات ميزانيته.. لتكون القيمة خسارة 320 مليون يورو «مليار و 400 مليون ريال».
الخسارة هنا تستدعي خسارة أخرى وهي الدعم.. أطلق ميزانيته الجديدة 400 مليون لتلافي الخسارة السابقة ومواجهة الموسم الجديد الشهر القادم بشيء من الدعم في مواجهة كورونا دلتا بعد ألفا وبيتا وجاما، إذاً الظروف المحيطة دافعة لا للنادي الأغنى في الدوري الإيطالي: المتأهل منتخبه قبل ساعات لنهائي أمم أوروبا، بل لكل الأندية لعمل ما بوسعها للخروج من هذه الظروف.
أخيراً هل إدارات التسويق بالأندية ستلعب دوراً في التخصيص ؟ .. أكيد، في الإسراع بنادي دون غيره في اكتمال التخصيص، جذب مستثمرين من نوع كبير أو آخر مختلف عن باقي الأندية، احترافية هذه الإدارات تمكنها من التعامل مع كل عناصر التخصيص، والتغييرات في الهيكل التنظيمي والإداري والإعلامي، كل شيء يختلف من ناد لآخر تبعاً لهذه الإدارة تحديداً وكفاءتها وخبرة عملها السابق.
الكبار
في لقاء تليفزيوني قبل 5 سنوات قلت إن الناديين الأكثر نجاحاً في هذا المجال -إدارة التسويق والاستثمار الرياضي- هما الهلال والأهلي.. وطبعاً لم يمر الكلام مرور الكرام.. ومن الواقع أقول لك إن الهلال هو الأبرز في السنوات الأخيرة من حيث «التقدم من حال إلى حال والصعب جداً ما تفعله أيضاً إدارة نادي الشباب.. وخاصة في زاوية الرعاية والشراكة.. وبشكل عام فالخمسة الكبار في الكرة السعودية سيكونون معاً تجربة ناجحة.. لا شك.
+90 : الاستجابة للدافع الآن في الإسراع بهذه العملية لا يكفي من القيادة الرياضية، بل عمل الأندية الجاد أيضاً عامل في هذه المعادلة.