علي الصحن
بدأت الأندية تحضيراتها ومعسكراتها وإتمام تعاقداتها تأهباً للموسم الجديد، وفي الأندية هناك من يحتفي بوصول مدربه، أو يسرِّب مقاطع للاعبه، في محاولات لكسب صوت المدرج، قبل انطلاق الدوري والدخول في تحدياته ومصاعبه.
وكالعادة يبلغ التفاؤل عند الجميع مداه، واللقب هو مراده ومبتغاه، فيما يتم توزيع الوعود بإسراف، بأن الفريق سيكون كامل الأوصاف، ويرضي كل الأطياف، وأنه لا ينشد إلا الإنصاف.
مع بداية التعاقدات، ووصول المدد، من اللاعبين الجدد، تؤكد كل إدارة أنها اختارت لاعبيها بعناية، وأنهم قادرين على تحقيق الغاية، ومع مرور المواجهات، وزيادة الصعوبات والتحديات، وعندما يظل الفريق طريقه، تظهر الحقيقة، ويفقد بريقه، وتبدأ مرحلة البحث عن أعذار، والبحث عن حلول سريعة لباقي المشوار، لذا فمن الأفضل للجميع ألا يتجاوز واقعه، وأن يحدد أهدافه بدقة، حتى لا يكون تخطيطه مثلاً على الذهب، ثم يجد نفسه إلى دوري الأولى قد ذهب!
* * * * * *
هنا أتوقع أن السباق على ألقاب الموسم سيكون على أشده بين الفرق نحو الصدارة، فالهلال يريد الحفاظ على لقبيه، فيما تبحث فرق أخرى عن تعويض ما فات، والعودة لجادة البطولات، كما سيكون هناك سباق قوي وبشكل فردي بين النجوم التي تمثِّل هذه الفرق لتقديم أنفسهم بما يتناسب والهالة التي واكبت التعاقد معهم وحضورهم، وحجم احتفال المدرج بهم، على الرغم من أن معظم محبي الأندية صاروا يحتفلون بأي لاعب يتم التعاقد معه، ويتصورون أنه يملك كل الحلول، وأن بيده عصا سحرية يطوِّع بها كل مستحيل، ويحلحل كل صعب، وفي المواسم الماضية شاهدنا كيف احتفل المشجّعون والمغرّدون بلاعبين أثبتت المباريات أنهم لا يملكون أي شيء، وأن ما يقدمونه لا يوازي ربع ما دفع لهم.
* * * * * *
بعض الجماهير والإعلاميين هم أحد أسباب فشل بعض اللاعبين والمدربين، لا سيما فيما يخص إصدار الأحكام المبكرة على اللاعبين، والجميع في هذا الشأن مطالبون بالصبر، «فلا ينتظر أن يقدم النجوم الجدد كل ما لديهم من الجولة الأولى، والنقد السلبي أو الهجوم المباشر المبكر قد يترك آثاراً طويلة المدى وربما يسهم في فشل لاعب يعوّل عليه الكثير، وقد صُرف عليه الكثير حتى يلعب مع الفريق، إدارات الأندية عملت واجتهدت، ومن الصعوبة والظلم معاً أن يتم الحكم على عملها وتقييمها خلال جولتين أو ثلاث في دوري من ثلاثين جولة ومسابقات أخرى أيضاً، يحتاج اللاعب لمزيد من الانسجام والتعود على الأجواء وغيرها من الأمور الفنية حتى يستطيع أن يقدم كل ما لديه، وهنا أدرك أن العاطفة والحرص قد تكون أحد أسباب التقييم المبكر، لكن صاحب القرار في النهاية لا يمكن أن يكون أسيراً لعاطفة الآخرين، وهو يحكم على الأمور من عدة زوايا قد لا يشاهد الآخرون تفاصيلها بالكامل.
* * * * * *
- يعتقد البعض أن إشادته بفريقه ولاعبيه، لا يمكن أن تمر إلا من خلال الإساءة للمنافسين ولاعبيهم، وهذه أحد أشكال عقدة النقص التي يعانون منها.
- بعض التصرفات والمواقف لا يمكن أن تمر وتقبل إلا في مواقع معينة، فهي مقرها وبؤرتها ومكان تصدرها.
- يشوّهون التاريخ ويتلاعبون به بحجة الحفاظ عليه!
- يتحدث عن التاريخ... وليته يتحدث عن تاريخه وبالذات مع ناديه والبرامج التي يتصدرها حتى صار محل تندر الناس.