أبيات في وداع الغالية زكية أباالخيل مع دعواتي لها ولزوجها وابنها بالرحمة ولبناتها وأحفادها وإخوتها وأخواتها ومحبيها بالصبر والسلوان.
ما بال ضوء البيت يبدو خافتاً
والحي باكٍ قد كساه ظلام
دار الشبيلي قد تضعضع ركنه
غاب الأحبة ضاعت الأحلام
فعمود بيتهمُ ترجّل مسرعاً
فخر الشبيلي مجدهم ووسام
فُجعت زكية بعد موت رفيقها
بعد الحبيب فلا يُطاق مقام
عامان من رحل الرفيق لربه
عانت كثيراً هل بذاك تُلام
من كان مثل أبي طلالٍ زوجها
هو ماثلٌ لو طالت الأعوام
فُجعت بموت وحيدها وتصبرت
يا رب قصر الحمد ذاك مقام
رحلت زكية في هدوء آمنٍ
همٌ أصاب فؤادها وسقام
حلّ القضاء أحبتي بزكيةٍ
وأُميط عن وجه المنون لثام
لحقت زكية بالحبيب وخلّفت
حزناً يلفّ قلوبنا وتُضام
ولقد رضينا بالقضاء وما جرى
ولأمر ربي درعنا استسلام
كانت زكية للرفيق تعينه
في البر سبقٌ توصل الأرحام
وتقابل الأحباب أهلاً مرحباً
وجه طليق ثغرها بسّام
ولقد عزفت عن المجيء لبيتها
مني على دار الكرام سلام
ربّاه رحمتك التي عودتنا
أحزان مرت بالكرام سهام
فجراً رسائلها تداعب هاتفي
تختار ما جادت به الأقلام
لم أستلم فجر الخميس رسائلاً
فظننتها نعست وحان منام
رشا وشادن يا أحبة اصبروا
وتجلدوا إنّ الضعيف يُضام
صبراً حبيباتي فإن مصابكم
أبكى العيون وحارت الأفهام
وتعاونوا في البر لا تتفرقوا
ولكم بسيرة أهلكم إلهام
ربّوا البنين على الوفاء وبرها
وادعوا لها والعالمين نيام
ديم على قبر الحبيبة طاهر
ويظلها يوم النشور غمام
في جنة الفردوس ربي اجمعهما
وعلى الأرائك كُفّرت آثام
صلوا على الهادي البشير محمدٍ
عدد الحجيج إذا المقام زحام
** **
فوزية القاضي - والدة رياض أبا الخيل