عثمان أبوبكر مالي
خبر مفرح منتشر في الوسط الرياضي ومتداول باهتمام وانتظار وترقب من جماهير غالبية الأندية الرياضية الكبيرة المشاركة في دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين (المتعثرة) في لائحة الكفاءة المالية، والتي لا تزال غير قادرة على تجاوز عثرتها، والوفاء بالالتزامات (الديون) المسجلة عليها، وبالتالي الحصول على (شهادة) الكفاءة المالية للحاق بفترة تسجيل المحترفين في المير كاتو الصيفي، خاصة الأندية الكبيرة التي ترزح تحت مبالغ مليونية كبيرة، يكاد يكون تجاوزها (معجزة) لإداراتها الحالية.
مضمون الخبر المفرح يقول إن (وزارة الرياضة بصدد إنهاء كافة الديون المترتبة على جميع الأندية التي تعاني من ديون متراكمة من سنوات مضت، تسبب فيها إدارات سابقة غادرت المشهد)، وذلك في (مكرمة رياضية) جديدة تستحقها الخطوات العملية الكبيرة التي قامت بها وزارة الرياضة لتقوية الدوري السعودي وتطويره والارتقاء بمستوى اللاعبين السعوديين (أكثر وأكثر) خلال الفترة القادمة، من خلال رفع مستوى المباريات والارتقاء بالمنافسة والمواجهات بين الفرق جميعها، وإضافة أسماء جديدة وقوية من استقطابات اللاعبين المحترفين الأجانب، ودعماً للخطوات الإدارية والعملية التي طبقتها الوزارة فيما يتعلّق بالتنظيم والإستراتيجية والحوكمة الإدارية في الأندية الرياضية، وهو أمر تستطيعه الوزارة بما تجده من ثقة ودعم حكومي كبير يعزِّز خطواتها وبرامجها ويسرِّع من نتاجها وتطورها، يدعم الأقوال (المتداولة) إشارة إلى أن قرار (تصفير الديون) للمرة الثانية (إن حدث) سيتبعه هذه المرة خطوة جديدة تتمثَّل في (نظام إضافي صارم لعقوبات تحد من الهدر المالي بكيفية محاسبة من يتسببون فيه) وسيكون ذلك أمراً طبيعياً جداً ومتوقّعاً بشكل كبير، فليس من المعقول بعد كل الخطوات والأنظمة والقرارات واللوائح السماح لإدارة ناد - أي ناد - استمرار الأخطاء وتكرار الهدر والتساهل في الواجبات وارتكاب أخطاء اجتهادية تعطِّل عجلة التنمية التي تسير عليها الوزارة وبعض الاتحادات، ولن يقبل أن تحد منها وتعرقلها إدارات فاشلة وأخرى طفرانة أو غير قادرة على مسايرة الركب.
حبذا إن حدث أن حصلت المكرمة أن يكون من ضمن (الإجراءات الإضافية) الاستغناء عن الإدارات التي فوق أنها لم تنجح في إخراج أنديتها من التعثّر ومأزق الديون، ساهمت بعشوائية وخطوات وقرارات غير مدروسة من إدارات وأعضاء تنقصهم القدرة والرغبة والتجربة، ناهيك عن الوفاء والإخلاص والفاعلية، وهي إدارات لا تستحق (من وجهة نظري) البقاء والاستمرارية بعد (المكرمة الجديدة) ومغادرتها (غير مأسوف عليها) للساحة أفضل وأكسب للأندية وللرياضة ومستقبلهما.
كلام مشفر
* رؤساء وأعضاء إدارات الأندية المنتخبة (حديثاً) والتي لا علاقة لها بالتعثّر الكبير والفوضى الإدارية والهدر المالي الذي شهدته أنديتها، والذين ورثوا حملاً ثقيلاً، ليسوا من المعنيين بالمغادرة، فلا ذنب لهم فيما وجدوه، والبيئة الجديدة ستحفزهم للعطاء والعمل والتفرّغ للإبداع والتطوير والإنتاج وننتظر أن يكون مردودهم أقوى في وقت منظور، خاصة مع قنوات المتابعة والمراقبة الإضافية.
* المعنيون بالتأكيد هي تلك الإدارات التي قضت وقتاً كافياً للحكم على قدراتها، وساهمت خطواتها وضعف مردوها بقرارات غير مدروسة في زيادة تعثّر أنديتها وتضخّم فاتورتها وديونها، وبعض تلك الإدارات أضافت إلى سوء العمل والتعثّر تقدم (قلة الدبرة) لفرقها وبعضها جاء لها بالهبوط بها إلى درجات أدنى بسبب ضعف الرئيس وأعضائه ومستشاريه.
* حتى الأجهزة الإدارية الموجودة من السابق في الأندية المتعثِّرة سينعكس على عملها تغيير بيئة العمل ومغادرة الإدارات المتعثرة (الفاشلة والطفرانة) وستعود إليها الحيوية والدوافع الذاتية وتزداد الرغبة لديها عندما تأتيها أسماء قادمة تمتلك الحيوية والنشاط والفكر والجهد والعمل المنظّم والمنضبط.
* خير مثال على هذه الأعمال التي نلمسها ما قام به خلال فترة قصيرة، رئيسا الأهلي والنصر منذ تسلّمهما مقعدي الرئاسة في الناديين الكبيرين، وخطواتهما المدعومة بالرزانة والتأني والدراسة المسبقة مع الاستفادة من شخصيات رياضية وخبرات حقيقية بعيداً عن الأسماء الإعلامية ومستشاري المظاهر والشو.
* تكرار الفشل في برامج بعض الأندية، هو نوع من استمرارية الأخطاء وكأنها (عهدة) تتوارثها إدارات الخلف وتكررها عن إدارة السلف، مع ما يحدثه ذلك من فشل وسقوط وضياع لمقدرات الأندية وهدر لأموالها، من أمثلة ذلك تكرار التعاقدات المضروبة وإقامة المعسكرات الفاشلة ومن أمثلتها التفريط في لاعبين وأسماء قادمة شابة بتسريحها، وهذه مجرد أمثلة لقائمة طويلة من فشل متكرر على عينك يا مشجع!