عبده الأسمري
تمر الأيام والبشر دائرون بين مدارات «الزمن» وتنقضي المهام والناس حائرون وسط تداعيات «الثمن» في حياة تبقى في حيز «الوجوب» وعيش يظل في واقع «الواجب» ليبقى «الإنسان» في مد نحو أمنيات «مجهولة» وجزر أمام تداعيات «مهولة» يحفها «الغيب» في أقدار مستقبلية وسط إطارات من «التنبؤ» ومتاهات من «التوجس».
يتحين الإنسان بتركيبته المنسوجة بحب البقاء والمتوجة بانتظار العطاء «فرص» الحياة التي تتشكل في مضامين من «السهولة « و»الصعوبة» والصدف» وتتحكم فيها «مساعٍ» ذاتية و«نواحٍ» حياتية تصنعان معطيات «الظفر» بالمطالب والمتطلبات فيتباين البشر في ذلك بين «سعيد» و«شقي» و«فائز» وخاسر، فتحل بعد ذلك ايجابيات «القناعة» بالرضا ومعنويات «الاستطاعة» باليقين و»سلبيات» الإحباط بالقنوط.
ينظر البعض إلى ما في ثنايا «الظواهر» وعطايا «المظاهر» لدى آخرين وقد يقتضي الأمر لجوء «الفضوليين» إلى تسليط «الرقابة» على حياة «الغير» واعتباره جدولاً يومياً «بائساً» تعكسه «الأنفس» المريضة الرديئة الموبوءة بالأجساد والمسكونة بالأحقاد وهم لا يعلمون أن هنالك «خفايا» لا تظهر وسط «مجاهر» الفضول وتظل تعتمر أرواحاً وتغمر أجساداً وتحتل دواخل فلا يزيدون بنار «حسدهم» حسناتهم إن وجدت إلا حرقاً ولا يضيفون لحياتهم إن استقامت إلا كبداً.
تتناقص من قواميس «البشر» بشكل دائم أعداد «الأحياء» ويضاف لرصيد الراحلين أرقام إضافية وترتفع في متاهات الآلام أوجاع متجددة.. وتنقضي الساعات والأيام والأشهر والسنين فيأتي «الموت» في جلباب أسود ليعيد «العتمة» إلى الأرواح ويؤصل «الغمة» في الأنفس.. فيدخل الإنسان في موجات «حزن» ويتوه في متاهات «ألم» فتدور عجلة الحياة لينسى أو يتناسى «الوجع» وينتظر «النفع» في ديمومة «حياتية» تحتم مراجعة الذات واسترجاع الملفات.
تتبدل الأحوال وتتغير المصائر في سبل «عيش» وتتبارى الأنفس في سباق مستديم ولهاث دائم للحصول على «الأماني» التي تصنع «الفرح» والوصول إلى «المعاني» التي تجلب «الفرج» فيظل الإنسان بين «إقدام» إلى مصير «محتمل» و«إحجام» عن خطر «مؤكد» فتأتي «الفوارق» بين فروق البشر الفردية في مواجهة احتدام «الظروف» ومجابهة اصطدام «العوائق».
تعتمر «الأسئلة» اليومية الذهن البشري بعناوين «الحاجات» ومضامين «الرغبات» وصولاً إلى أبعاد «الإجابات» التي تتراوح بين جواب حاضر أو آخر مؤجل في ظل ضغوط حياتية ترمي بثقلها على موازين العيش، مما يتطلب أن تكون الأمنيات «متزنة» والمسببات «متوازنة» حتى ينال الإنسان يقين «التفاؤل» وينجو من أنين «التشاؤم».
يمر الإنسان بمحطات كثيرة يرى نفسه خلالها «طفلاً» اعتمادياً على غيره ثم لا يلبث أن يجد نفسه «شاباً» معتمداً على نفسه ولا يلبث إلا أن يصبح «راشداً» معتمداً على ذاته ولا يعتبر حتى يصل «شيخاً» مجاهداً مع ذاكرته حينها تسير «الحياة» في شريط خاضع للاجترار العمري الذي يضع العقل في مكاشفة مع «الماضي» ويترك القلب في محاورة مع «الحاضر» ويبقي الفكر في مناضلة مع «المستقبل» ليكون «المجهول» ناتجاً افتراضياً في معادلات «التفكير» واستنتاجاً مفروضاً في معدلات « التدبير».
أرصدة «الإنسان» الحقيقية في كشف حسابات معلومة هو الأدرى بنتاجها ونتائجها والأفهم بمكنونها ومضمونها.. ويأتي الناس «شهداء» حق و»نبلاء « ذكر وفق ما تمليه «الأمانة» الشخصية لكل مخلوق في رفع درجات المعروف بالعرفان وفي نسيان سمات «الجميل» بالنكران.
مدارات ومتاهات ومنحنيات ومسارات ومنطلقات تمثل «خرائط» عجيبة أمام الإنسان في هذه الحياة وكي يتنقل بينها عليه أن يكون «معتبراً» مما مضى و«مقدرًا» لما حضر و«مقتدرًا» بشأن ما سيأتي من خلال بصيرته وسيرته وسجيته وهويته وغايته حتى يعبر كل هذه المحطات بنقاء «السريرة» وإمضاء «البصيرة» وصولاً إلى تسجيل «الإضاءات» وتأصيل «الإمضاءات» في «وسائل» المنافع و«غايات» الفوائد.