أحمد المغلوث
الذي يعمل في المجال الإعلامي. لاشك أنه على دراية كبيرة أكثر من غيره بالعلاقات السعودية والعمانية. هذه العلاقات التي تتجذر عبر التاريخ بحكم العروبة والإسلام. وحتى الأرض فأرض الجزيرة العربية كانت في الماضي هي أرض واحدة. قبل وصول المستكشفين البرتغاليين إلى الشرق ومن ثم سيطرتهم على الهند والخليج العربي وشرق إفريقيا كما يشير التاريخ والوثائق.. إلا أن هذا لم يمنع التواصل ما بين أهل عمان والسعودية، من خلال ترددهم على أسواق الأحساء ووصول سفنهم إلى ميناء العقير بحكم أن أهل عمان ونشاطهم البحري وتوسعهم التجاري جعل التجارة العمانية نشطة وفاعلة على مستوى «الجزيرة العربية» وحتى شرق آسيا وكذلك وصول سفن الحجاج إلى ميناء جدة.. وكانت سلطنة عمان من خلال سلاطينها في الماضي كانت لهم علاقة وطيدة وقوية مع ملوك المملكة وفي مختلف العهود. ويوماً بعد يوم تنامت العلاقات وباتت في العقود الأخيرة أكثر قوة وحميمية وكان التبادل التجاري والاقتصادي والاجتماعي يعيش عصره الذهبي مع تولي السلطان قابوس -رحمه الله- الحكم. ورغم ما واجهته هذه العلاقة بين فترة وأخرى من خلافات بسيطة. بين وجهات النظر.. إلا أن العلاقة ما بين القيادتين ما زالت تحافظ على قوتها ومتانتها وحتى تميزها اللافت. ومع مرور العقود حافظت المملكة والسلطنة على تميزهما الأخوي فكانت النشاطات بينهما تتوالى والفعاليات المختلفة تترى.. والتواصل بين الشعبين يزداد لحمة وصلة. فصلات الدم متوارثة بين العديد من الأسر السعودية والعمانية التي تتجذر منذ القدم. وقبل ازدهار السلطنة الحبيبة كان المئات من أبناء عمان يعملون في المملكة خاصة في مدن المنطقة الشرقية والأحساء.. ولاشك أن دورًا فاعلاً ومؤثرًا باتت تشهده العلاقة ما بين القيادتين السعودية والعمانية مع تسلم جلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد الحكم في السلطنة. حيث توطدت العلاقات الثنائية والأخوية بين القيادتين وأثمرت على زيارة جلالة السلطان هيثم للمملكة والتي تعتبر زيارة تاريخية حظيت باهتمام كبير من قبل القيادة السعودية تجسدت في الحفاوة البالغة التي حظيت بها هذه الزيارة محلياً وعربياً وعالمياً أكدت على عمق العلاقة بين المملكة والسلطة والسعي الحثيث لدعمها وتعزيزها في مختلف المجالات بل وعلى كافة الأصعدة الاقتصادية والسياسية والثقافية، والاهتمام بمعالجة المسألة اليمنية.. هذا وتأكيداً على العلاقة الأخوية بين القيقتين قامت المملكة بتنفيذ طريق بري بين المملكة وعمان وهذا يؤكد على اهتمام المملكة دائماً وأبداً بتوطيد العلاقات بينها وبين الشقيقة العزيزة عمان والذي يحظى بمتابعة دقيقة من قبل القيادة في المملكة، وفي عهد جلالة السلطان هيثم حظيت هذه العلاقات التي أكدتها مختلف اللقاءات بين كبار المسؤولين في الحكومتين انطلاقاً من أخوتهما ودورهما الاستثنائي في مجلس التعاون الخليجي وكذلك حرصهما على استمرار هذه العلاقة المتميزة وعبر مجالات مختلفة وفاعلة هدفها الدائم الصالح العام للرياض ومسقط بل ودول الخليج والعالم العربي الذي هو بحاجة ماسة إلى التعاون الدؤوب وفي مختلف المجالات التي تخدم الخليج والعالم العربي لما فيه مصلحة الجميع.. وماذا بعد العلاقات السعودية والعمانية التي تشهد هذه الأيام تطوراً كبيراً في زمن رؤيتي المملكة وعمان. هما رؤية واحدة لكل مواطن خليجي وعربي قد تكون لكل رؤية أهدافها وخططها وبرامجها ولكنها ذات جوهر واحد كالماسة بوجوهها المتعددة ولكنها ماسة واحدة وإيماناً بوحدة الأرض والتاريخ. وفق الله القيادتين لكل ما يحبه ويرضاه.. وأهلاً بصاحب الجلالة السلطان هيثم في وطنه الثاني المملكة. حللت أهلاً ووطئت سهلاً.