د.شريف بن محمد الأتربي
على مدار عشرات؛ بل مئات السنين ظلت أخبار المجتمع التعليمي المتداولة عبر وسائل الإعلام محدودة جداً، لا تكاد تتجاوز خطة العام الدراسي، أو مواعيد الاختبارات، وتوزيع الكتب، وفي بعض الأحيان تنشر أخبار عن لقاءات أو اجتماعات لمعالي الوزير مع نظرائه في الدول الشقيقة أو الصديقة، وكذلك ما يعرض من معاليه على مجلس الوزراء.
أخبار محدودة على مدار العام، يتم مخاطبة المجتمع بها من أجل الإحاطة فقط، لا ينتظر مشاركة المستهدفين من هذه الأخبار في التغذية الراجعة عليها، ومدى الاستفادة مما ورد في الخبر من معلومات.
والميديا أو Media، حسب قاموس المعاني: هي إعلامي؛ أجهزة الإعلام؛ أجهزه إعلام؛ أوساط غذائية؛ مستنبتات؛ وسائط الإعلام؛ وسائل الاتصال؛ وسائل الإعلام؛ وسائل إعلامية (عامة)، ووسائل أو وسائط؛ وسط نمو (عامة). والميديا هي: الإعلام (بالإنجليزيّة: Media) مجموعة من قنوات الاتّصال المُستخدَمة في نشر الأخبار أو الإعلانات الترويجيّة أو البيانات، ويُعرف الإعلام بأنّه الوسيلة الاجتماعيّة الرئيسيّة للتواصل مع الجماهير.
وقبل ظهور الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)، كانت وسائل الإعلام محصورة في الصحف والمجلات، والراديو والتلفاز، وفي عام 1991 تم الإعلان للجمهور عن World Wide Web، وظهور لغة كتابة صفحات الإنترنت (HTML)، لتصبح أحد أهم وسائل التواصل بين البشر، ويظهر مصطلح» العالم قرية صغيرة».
ومع التطور التقني لشبكة وصفحات الإنترنت، ظهرت وسائل التواصل الاجتماعي سواء كانت مواقع أو تطبيقات تعمل من خلال الشبكة. ويقصد بهذه الوسائل، بأنها مواقعٌ وتطبيقات مصممة لتسهيل عملية تواصل بين البشر في جميع أنحاء العالم، وذلك عبر التفاعل من خلال منشورات أو محادثات أو المكالمات الصوتية والمرئية.
كما أدت القدرة على مشاركة المحتوى من صور ومنشورات وأحداث إلى تغيير الطريقة التي نعيش بها، وأضافت طرقًا جديدةً تساعد في تسهيل الكثير من أعمالنا، حتى أن معظم الشركات ضخمة، تملك حسابات على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي.
ومع هذا التطور الرهيب والسريع في وسائل الإعلام أو الميديا، كان لازماً على المسؤولين أن يستفيدوا منها، سواء لسرعة إيصال المعلومات المراد إيصالها إلى جمهور المستفيدين، أو لقياس مدى رضا هؤلاء المستفيدين عن الخدمات التي تقدمها هذه الهيئات.
ومع اجتياح فيروس كورونا لكافة أنحاء العالم، وتحول كثير من الدول إلى التعليم عن بعد؛ لعبت الميديا ووسائل التواصل الاجتماعي دوراً مهماً في دعم هذا التحول؛ وخاصة فيما يتعلق بالأدوار الجديدة للمجتمع التعليمي، وتبدل الأدوار واضطلاع الأسرة بدور أكثر عمقاً في إدارة العملية التعليمية وقياس المخرجات والتأكد من تحقيق الأهداف؛ وعليه فقد تحولت صفحات وسائل التواصل الاجتماعي إلى سوق لعرض أهم وأحدث أخبار التعليم، ودعم المجتمع التعليمي كله من طلبة ومعلمين وإداريين وكذلك أولياء الأمور. وهنا يأتي السؤال المهم الذي من أجله كُتبت هذا المقال، وذلك عطفا على سؤال من أحد الجيران (أبو فواز): هل تأكدتم من وصول رسائلكم؟، بل هل تأكدتم من تحقيق هذه الرسائل لأهدافها المخطط لها؟ وحاولت الإجابة على تساؤله بكل هدوء مستشهدا بالأرقام والإحصائيات، ولكنه أشار إلى أنه وكثير مثله من أولياء الأمور لم تصلهم الرسالة واضحة، ولم تضعهم وسائل الإعلام على الطريق الصحيح للتعامل مع العملية التعليمية وما طرأ عليها من مستجدات، فكان وعدي له بهذه المقالة للتساؤل عن دور الميديا في العملية التعليمية، والدعوة إلى إعداد دراسات علمية وبحثية تبحث في دور الميديا في العملية التعليمية بشكلها وأنظمتها الجديدة، كما وعدته أيضا بأن أعرض في مقال آخر لما قدمته الميديا للمجتمع التعليمي خلال الجائحة.