سهوب بغدادي
كانت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في المملكة العربية السعودية، قد أطلقت في الرابع من نوفمبر 2020 ، مبادرة تحسين العلاقة التعاقدية كإحدى مبادرات برنامج التحول الوطني، وتمنح حزمة القرارات الوافدين حرية تغيير الوظائف والمغادرة والعودة، وفق شروط وضوابط، والمغادرة النهائية دون إذن صاحب العمل. إذ تعد مبادرة تحسين العلاقة التعاقدية التي تستهدف دعم الخطة التطويرية والتي تصب في بناء سوق عمل جاذب وتمكين وتنمية الكفاءات البشرية وتطوير بيئة عمل محفزة وجاذبة. في الوقت الذي خيمت الجائحة العالمية بظلالها على اقتصادات العديد من البلدان، تصدرت المملكة في مختلف المجالات الداعمة للاقتصاد والتي تساهم في إنعاشه حتى شهدنا أحدث الإحصائيات والأرقام الدالة على ذلك مؤخراً. فيما أشير إلى آلية خروج الوافدين المخضرمين خلال الجائحة من المملكة بشكل نهائي، من خلال مصادفتي لباسكال و كلودين وهما زوجان فرنسيان عاشا في المملكة لمدة 15 عاماً، حيث أخبرني باسكال أن لديه عامل على كفالته من الجنسية الفلبينية يدعى روميو، وتم إلغاء رحلته المتوجهة من الرياض إلى الفلبين بسبب إيقاف الرحلات في بلده للمرة الثانية على التوالي فكلما تأخرت عودة روميو، تأخر باسكال تباعاً عن العودة لفرنسا باعتباره كفيلاً، كما لفتت انتباهي كلودين -الزوجة- إلى أنها لا تستطيع الخروج من البلاد سوى بموافقة زوجها باعتبارها مرافقة أو تابعة له وذلك الأمر غير ملائم بالنسبة لها. فلا يوجد حل سوى أن يعود كلا من باسكال و روميو إلى سكنهما الخالي من الحاجات والاحتياجات اليومية لانتظار إشارة من الخطوط الفلبينية، في هذا النسق، يعد التنسيق مع الدول الأخرى في مجال الرحلات من قبل هيئة الطيران أمراً متداخلاً بالتنسيق مع الجهات المختصة كالجوازات، فضلاً عن العلاقات الدولية مع الجهات ذات العلاقة والتنسيق معها فيما يصب في صالح العمالة المغتربة في المملكة، فيستحسن إيجاد طرق غير تواجد الكفيل حضورياً قبل سفر المكفول في وسط تداعيات الجائحة، على سبيل المثال وضع ضمان مالي في مثل الحالة المذكورة سابقاً أو بوديعة مستردة فور خروج المكفول ووصوله إلى بلده مع توفير العناوين ومقر إقامته في بلده والتنسيق والاتفاق مع الجهات الحكومية في بلده تباعاً.
إن الجائحة فرضت على العالم أموراً ليست في الحسبان فمنها ما يدخل في تفاصيل التفاصيل ولن نلتفت لها في حياتنا الطبيعية احتمالاً، ومن المتعارف عليه أن أي مجال منوط بالتحسين والتطوير المستمرين بغية الوصول إلى أعلى مستويات الازدهار في كافة النطاقات والأصعدة بإذن الله.