د.نايف الحمد
لم تكن بطولة الأمم الأوروبية التي تحتدم منافساتها هذه الأيام بمنأى عما يحدث في كرة القدم بشكل عام منذ أن غزا (COVID-19) العالم وتسبب في إحداث الكثير من المتغيرات التي ما زلنا نعيش فصولها!
- مفاجآت كبرى حدثت في هذه النسخة وخروج لمنتخبات عريقة كانت الأوفر حظاً في نظر النقاد للذهاب بعيدًا في هذه البطولة.
- لك أن تتخيل أن بطل العالم (فرنسا) وبطل أوروبا وحامل اللقب (البرتغال) والمكائن الألمانية والطواحين الهولندية خرجت من دور الـ 16!!
- كل ما حولنا يتغير وكرة القدم ما هي إلا جزء من معادلة كبرى ظهرت بعض إرهاصاتها وقد تكون الأيام القادمة حُبلى بالكثير من المتغيرات التي نحتاج للتوقف عندها طويلاً، ليس لتفسيرها فحسب، بل لفهمها والتعايش معها بصورة إيجابية والتفاعل بطريقة تجعلنا (محصنين) ليس بجرعات اللقاح، بل بثوابت أملتها علينا قيمنا التي نتكئ عليها لمواجهة مثل هذه الظروف.
- نعود لكأس أمم أوروبا؛ حيث استطاعت بعض الفرق التي لم تكن في عداد الفرق المرشحة للبطولة من اقتحام نصف النهائي بوصول (إسبانيا وإيطاليا والدنمارك وإنجلترا).. ووحدها إيطاليا التي قدمت مستوى ثابت وحققت الفوز في كل مبارياتها في البطولة.
- صحيح أن إسبانيا وإنجلترا من الفرق العريقة لكنها لم تكن بحالة تسمح بترشيحها لانتزاع الكأس قبل أن تبدأ هذه البطولة، وقد شاهدنا كيف عانى (الماتادور الإسباني) في مواجهته أمام الفريق السويسري قبل أن يتجاوزه بالركلات الترجيحية.. في حين اتخم الإنجليز شباك أوكرانيا برباعية قبل العودة لـ(ويمبلي).
- الفريق الدنماركي واصل جموحه ورغبة لاعبيه القوية في إهداء كأس البطولة لزميلهم (إريكسون) الذي تعرض مطلع البطولة لحالة إغماء كادت أن تتسبب بوفاته.
- من وجهة نظر خاصة أرى أن كرة القدم باتت أصعب ولم تعد الفروق واضحة بشكل كبير بين المتنافسين.. ولم يعد الجزم بفوز فريق في أي مباراة منطقيًا.. قد يكون إعداد الفرق قبل بداية الموسم سببًا، لكن ذلك بالتأكيد ليس السبب الوحيد.
- دون أدنى شك أن مستوى احترافية اللاعبين وطريقة إعدادهم والأساليب التكتيكية ومناهج اللعب قلّصت الفوارق ولم تعد القيمة الفردية والمهارية للاعب هي العامل الرئيس في تحقيق الانتصارات، وقد تابعنا كيف استطاع أبناء (مانشيني) بالواقعية والأداء الجماعي المتوازن تقديم صورة جميلة وكرة عصرية للفريق الإيطالي في ثورة جديدة لـ (الآتزوري) العريق.
« موعودون بنصف نهائي مثير في سباق من أجل ضرب موعد في (ويمبلي) عندما تستضيف (مدينة الضباب) النهائي في واحدة من أكثر النسخ إثارة وتشويقا.