يعقوب المطير
اطلعت على تقرير مفصل نشرته وكالة الأنباء العالمية «رويترز» عن المنتخب الإنجليزي عندما تأهل إلى دور الربع النهائي بعد فوزه على المنتخب الألماني، وقبل فوز المنتخب الإنجليزي على المنتخب الأوكراني برباعية وإعلان تأهله إلى النصف النهائي ومقابلة المنتخب الدنماركي، كمنافس حقيقي على ( بطولة كأس الأمم الأوروبية 2021 ) المقامة حالياً.
التقرير الذي نُشر من وكالة «رويترز» كان يتحدث عن صناعة منتخب إنجلترا عن طريق المدرب المجتهد والمتمكن «ساوثغيت»، حينما تدرك أن ما في شي يأتي بسهولة، لابد من تخطيط وتطوير، وأن ساوثغيت لم يعتمد على الإرث والتاريخ الرياضي العريق لإنجلترا التي تعتبر مهد كرة القدم ومن أسستها تاريخياً، وحققت كأس العالم 1966م، وعندما استضافت إنجلترا بطولة كأس الأمم الأوروبية في عام (1966) في دولتها، وعندما وضعت شعار البطولة «when Football comes home» ، وترجمتها «عندما تعود كرة القدم إلى بيتها» إشارة إلى أن إنجلترا هي مهد ومقر كرة القدم وهي من أسستها، محاولة بهذا الشعار أن تؤثر على المنافسين وتحقق هذه البطولة المستعصية على المنتخب الإنجليزي في إنجلترا كما حققت كأس العالم 1966 في إنجلترا، وبسلاح المهاجمين آلن شيرار وتيدي شيرنغهام، ولكن اصطدم المنتخب الإنجليزي بالواقع المرير عندما خرج من المنتخب الألماني بركلات الترجيح من دور النصف النهائي ومن أضاع الحلم هو نفسه «ساوثغيت» عندما أضاع ركلة الترجيح التي ساهمت بفوز المنتخب الألماني، في ذلك الوقت كان التاريخ والإرث لم ينفع إنجلترا، فلا تخطيط ولا أداء ولا نتائج، ولا هوية ولا دوري قوي في تلك الحقبة الزمنية، فظلت إنجلترا متخلفة عن منتخبات القمة في أوروبا «ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا»، ولكن إنجلترا تطورت وأصبح لديها دوري قوي جداً «دوري البريميرليغ» ومن أقوى الدوريات على مستوى العالم حالياً، ودرب ساوثغيت عدة أندية وبعدها أصبح مدرب المنتخب الإنجليزي تحت سن 21 ، وكان هدفه التخطيط والتطوير وإعادة إنجلترا إلى الواجهة من جديد، وتغير الأسلوب الإنجليزي الكلاسيكي، وتحديثه إلى أسلوب مطور والكرات البينية والتحول من الدفاع إلى الهجوم بشكل مطور ومختلف تماماً عن المدرسة الإنجليزية العريقة التقليدية القديمة التي تخلى عنها «ساوثغيت»، وهو الآن يقدم المنتخب الإنجليزي أفضل المستويات مع «ساوثغيت» فقد وصل إلى نصف نهائي كأس العالم 2018 في روسيا، والآن يصل أيضاً إلى نصف نهائي كأس الأمم الأوروبية لمقابلة المنتخب الدنماركي، وهو قريب لتجاوزه والوصول إلى النهائي الأوروبي الحلم الأوروبي، ففريقان من إنجلترا «تشيلسي ومانشستر سيتي» وصلا إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وفاز فيها فريق تشيلسي الإنجليزي، وهذا الآن المنتخب الإنجليزي على بعد خطوة ليصل إلى النهائي وخطوتين ليرفع كأس الأمالأوروبية المقامة حالياً، فهل تسيطر إنجلترا على أوروبا تاريخياً وجغرافياً وكروياً وسياسياً بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي السنة الماضية، ويصل ساوثغيت إلى قمة النجاح.